وأما الثاني فإن الذين لم يراعوا حرمة الصلاة وضيعوها ولم يحافظوا على أوقاتها وأهملوها ولا اعتنوا بشأنها وعظيم قدرها عند الله فهم الظلوم الجهول أي الظالمون الجاهلون الذين ظلموا أنفسهم وتركوا به نجاتهم وسلكوا ما به هلاكهم ونسوا حظهم مما ذكروا به فأغرينا بينهم العداوة والبغضاء
فلما حمل الإنسان الأمانة وقبلها ، فمنهم من أضمر محافظتها ومنهم من أضمر ضياعتها على ما فصلناه لك ، ثم أنزل الله سبحانه إياها إلى هذه الدنيا فكانت الصلاة بنورها تشرق على أهل السماوات والأرضين ، إلى أن أهبط الله سبحانه آدم عليه السلام إلى الأرض من العليين ، فكانت به شامة سوداء عرضته للإدبار والنزول من قرنه إلى قدمه فطال حزنه وبكاؤه على ما ظهر به ، فأتاه جبرئيل عليه السلام فقال له ما يبكيك ؟ فقال من هذه الشامة التي ظهرت بي ، قال قم يا آدم فصل هذا وقت الصلاة الأولى فصلى فانحطت الشامة إلى عنقه ، فجاء في الصلاة الثانية فقال قم وصل يا آدم فهذا وقت الصلاة الثانية فقام فصلى فانحطت الشامة إلى سرته ، فجاء في الصلاة الثالثة فقال يا آدم قم فصل فهذا وقت الصلاة الثالثة فقام فصلى فانحطت الشامة إلى ركبته ، فجاء في الصلاة الرابعة فقال يا آدم قم فصل فهذا وقت الصلاة الرابعة فقام فصلى فانحطت الشامة إلى قدميه ، فجاء في الصلاة الخامسة فقال يا آدم قم فصل فهذا وقت الصلاة الخامسة فقام فصلى فخرج منها فحمد الله وأثنى عليه ، فقال جبرائيل عليه السلام يا آدم مثل ولدك في هذه الصلاة كمثلك في هذه الشامة من صلى من ولدك في كل يوم وليلة خمس صلوات خرج من ذنوبه كما خرجت من هذه الشامة

يتبع،،،

أسرار العبادات من تأليفات البحر الزاخر والدر الفاخر فخر الأفاخر والأعاظم السيد كاظم الحسيني الحائري الرشتي أعلى الله مقامه