تخليق أعضاء خنازير لزراعتها في أجساد بشرية
إنقاذ حياة الناس وإيجاد طرق فعالة لمقاومة الأمراض وبث الحياة من جديد من التحديات المتواصلة للخبراء والمهتمين بالمجال الطبي. وأحدث ما تم التوصل إليه تقنية جديدة لزرع أعضاء خنازير في جسم الإنسان. فكيف ذلك؟
يهدف علماء بولاية ماساتشوستس الأمريكية لتخليق أعضاء خنازير آمنة بهدف زراعتها في أجساد بشرية، باستعمال تكنولوجيا تعديل وراثي لاستنساخ خنازير صغيرة تخلو من الفيروسات الارتجاعية الخطيرة حسب ما نشرته الدورية العلمية " ساينس" أمس الخميس ( العاشر من آب/أغسطس 2017). وأفاد العلماء أن هذه الخطوة قد تساعد على تمهيد الطريق أمام زراعة أعضاء خنازير كاملة الأعضاء في أجسام بشرية، دون خوف من إصابة المريض بعدوى من الفيروسات الارتجاعية في الخنازير.
واستخدم العلماء بشركة " إي جينيسيس " في كمبردج بولاية ماساتشوستس تكنولوجيا تدعى " سي آر آي إس بي آر" ، التي تعمل كمقص جزيئي يمكن من خلاله التخلص من أجزاء غير مرغوب فيها في الجينوم. وتمكن العلماء من تخليق جينات خنازير لا تحتوي على الفيروسات الارتجاعية التي تسبب مشكلات، حيث استعملوا تقنية للاستنساخ لإنتاج أجنة من الخنازير، بالإضافة إلى زراعة الأجنة داخل إناث خنازير طبيعية ثم وضعت الخنازير الأمهات الخنازير الصغيرة المستنسخة.
وفي نفس السياق أكد العلماء متابعة الخنازير المستنسخة، التي ولدت دون الفيروسات الارتجاعية، لمعرفة آثار العملية على المدى البعيد. وقال لوهان يانج ، المؤسس المشارك وكبير المسؤولين العلميين في (إي.جينيسيس) "هذا البحث يمثل تقدما هاما في التعامل مع المخاوف المتعلقة بالأمان حيال انتقال الفيروسات بين الأنواع "
وتعتبر الخنازير مصدرا قابلا للاستخدام في عمليات زرع الأعضاء نظرا لتشابه أعضائها في الحجم مع أعضاء الإنسان. ويمكن أن توفر بديلا جديدا لإنقاذ حياة مرضى يعانون فشلا في وظائف الأعضاء ولا توجد خيارات عملية متاحة للعلاج. جدير بالذكر أنه يموت في أمريكا نحو 20 شخصا يوميا وهم في انتظار زراعة الأعضاء.