أريج فلسطين
تيفاف (Sonchus).
أريج فلسطين
زهرة القَبَّار (Capparis spinosa)
أريج فلسطين
زهرة العبهر (Lonicera etrusca).
أريج فلسطين
شوك الجمال الأزرق (Echinops).
أريج فلسطين
سيف الغراب (Gladiolus segetum).
أريج فلسطين
حنون، شقائق النعمان (Anemone coronaria).
أريج فلسطين
سن الأسد (Taraxacum official) .
أريج فلسطين
الأقحوان الفلسطيني (Anthemis).
أريج فلسطين
زهرة الكتان (Linum pubescens).
أريج فلسطين
تيفاف (Sonchus).
أريج فلسطين
التوليب البري (Wild Tulip).
أريج فلسطين
بقلم: محمد طاهر
عدسة: أسامة السلوادي
مصور فلسطيني يقطف بعدسته زهور الطبيعة وينشر طيوبها العابقة بين ثنيات الكتب.
على مدى عشرين فصلاً من فصول السنة، لم ينقطع أسامة السلوادي عن حمل كاميرته والتوغل في المواقع البرية الوعرة سعياً وراء ياسمينة هنا أو وردة هناك، باحثاً عما تُنبته الأرض من روحها ليوثّق التنوع الطبيعي والبري الذي تزخر به بلاده فلسطين.
.. وهكذا أنجز المصوّر ذو البنية النحيلة، كتابه "أرض الورد" الذي يعدّ بمنزلة موسوعة مصوّرة تضم 2700 لقطة -نعرض بعضا منها هنا- لأزهار ونباتات تنمو في سهول فلسطين ووديانها وجبالها، تكبّد في سبيل الوصول إليها مصاعب جمّة من على كرسيه المتحرك الذي أصبح وسيلة تنقّله الوحيدة بعدما أقعدته رصاصة غادرة عام 2006 في مدينة رام الله. وحول ذلك يقول السلوادي: "اضطررت في كثير من الأحيان لأن أصور الزهور وأنا جالس في سيارتي لأنني لم أكن أستطيع الترجل منها".
ويأتي الكتاب ضمن سلسلة "التوثيق البصري للتراث الفلسطيني" التي بدأها السلوادي منذ عقد من الزمن، بدءًا بكتابه الأول "ملكات الحرير" الذي وثّق فيه زي المرأة الفلسطينية، وكتابه الثاني "بوح الحجارة" الذي استعرض التراث المعماري الفلسطيني، وها هو اليوم يوثّق ما يخرج من رحم أرض بلاده من زهور برية من كل حدب وشكل ولون.
سألتُ السلوادي عن سبب اختياره الزهور موضوعاً لكتابه، فأجابني: "لأنها ببساطة تشبهنا نحن الفلسطينيين؛ فنحن شعب ننبت ونزدهر ونزداد بهاءً على بهاء مهما رمى علينا المحتل فضلات همجيته. أردتُ عبر حديقتي المصورة أن أقاوم بشاعة الاحتلال بالجمال الفلسطيني". لفتني افتتاح السلوادي كتابه بصورة لزهرة "القَبَّار" بأوراقها الرقيقة البيضاء وبراعمها البنفسجية الزاهية، وهي نبتة لا تُزهر إلا أوائل كل خريف. استفسرت منه عن سبب تصدُّر هذه الزهرة الخريفية صدر الكتاب دوناً عن سائر الزهور الأخرى، فقال: "القَبَّار زهرة رقيقة جميلة لكن أشواكها تقف بالمرصاد أمام كل من يحاول قطفها. ولقد تعمّدتُ وضعها في هذا المكان، لأنها مثلنا تُذيق المحتل ألم احتلاله أرضنا".
يعتبر مصور هذه اليوميات أن "أرض الورد" يأتي في وقت تتزايد فيه محاولات السطو على تراث فلسطين الثقافي من قبل الاحتلال. "إنهم يسرقون الزهور بعدما سطوا على الأرض"، يقول السلوادي: "إذ بدؤوا في نشر أسماء النباتات المتأصلة في فلسطين باللغة العبرية على صفحات الإنترنت ونسبها إلى أصول إسرائيلية"؛ وكمثال على ذلك ذكر لي زهرة "دم الغزال" التي تم تغيير اسمها إلى "زهرة المكابين".
يضيف ابن الأرض الفلسطينية: "هذه الأزهار نمرّ بها كل يوم، تماماً كما مرّ بها أجدادنا الذين اجتهدوا في تسميتها؛ فوراء اسم كل زهرة هناك حكاية تخص من سمّاها قبل أن تتوارثها الأجيال".
لم يكن الحفاظ على الزهور البرية الفلسطينية من التهويد دافع السلوادي الوحيد لتنفيذ مشروعه التوثيقي؛ فنقص المراجع العربية المتخصصة بالزهور البرية كان بمنزلة محفز آخر. وهو اعتمد في منهجية بحثه عن أسماء الزهور العلمية على مراجع عالمية فيما استعان في أسمائها المحلية بخبراء فلسطينيين. وثمة بعدٌ آخر يزيد من أهمية كتاب السلوادي؛ فرغم المساحة المحدودة التي تحرك خلالها المصور إلا أن التنوع الأحيائي للزهور والنباتات كان هائلاً. إذ جمعت الخصوصية الجغرافية لأرض فلسطين في ثناياها جلّ الأنواع النباتية المتناثرة في بقاع المشرق العربي. ويسوق السلوادي مثالاً على ذلك، التفاوتات الجيولوجية والمناخية بين منطقة الأغوار التي تنخفض عن سطح البحر بأكثر من 300 متر، والسلاسل الجبلية التي يزيد ارتفاعها عن ألف متر فوق سطح البحر والتي لا يفصل بينها سوى مسيرة ساعة بالسيارة، مع ما يرافق هذه التفاوتات من تنوعات نباتية مختلفة.
لقطات السلوادي مرسومة بمداد الورد، أما زهوره التي تحت ناظريكم هنا فهي صامدة مثل فلسطين.. لا تموت ولا تذبل.