TODAY - 01 August, 2010
خبير عسكري ينتقد ضعف الاداء الاستخباري ويدعو الى تطبيق خطة أمنية جديدة
عمليات بغداد تفتح مداخل الاعظمية وتؤكد ان منفذي اعتداء الخميس من اهالي المنطقة
بغداد
أعلنت قيادة عمليات بغداد أمس الأحد، أن منفذي الهجمات التي تعرضت لها القوات الأمنية العراقية في منطقة الاعظمية جميعهم من سكنة المنطقة، فيما أكدت أن العدد الكلي للذين تم اعتقالهم خلال عمليات المداهمة بلغ 56 مطلوبا ومشتبها به، بينهم 13 سيتم إطلاق سراحهم.
وقال المتحدث باسم قيادة عمليات بغداد اللواء قاسم عطا إن "عمليات بغداد افتتحت، صباح اليوم (أمس الاحد)، جميع المداخل والمخارج لمنطقة الاعظمية، شمال بغداد، بعد انتهاء العمليات الأمنية التي نفذتها فيها منذ الخميس الماضي على خلفية الإعتاداءات التي تعرضت لها القوات الأمنية"، مبينا أن "الأجهزة الأمنية حصلت على معلومات مهمة عن منفذي العملية".
وكان مصدر في الشرطة العراقية قال أمس الأحد، إن القوات الأمنية أنهت عملياتها العسكرية في منطقة الأعظمية وأعادت افتتاح الجسور والطرق المؤدية إليها بشكل كامل بعد إغلاقها لمدة ثلاثة أيام على خلفية أحداث العنف التي وقعت فيها.وقال عطا أن "التحقيقات الأولية تؤكد أن منفذي الأحداث التي شهدتها الاعظمية جميعهم من سكنة المنطقة وليسوا من خارجها"، مشيرا إلى أن "عملية التخطيط للعملية جرت داخل المنطقة أيضا".
ولفت إلى أن "العدد الكلي للذين اعتقلتهم القوات الأمنية خلال المداهمات التي شنتها على مدى الأيام الماضية بلغ 56 شخصا بين مشتبه به ومطلوب بتهمة الإرهاب"، لافتا إلى أنه "سيتم إطلاق سراح 13 منهم بعد ثبوت عدم صلتهم بتلك الأحداث".
وكان عطا اشار أمس الاول السبت الى اعتقال 30 مطلوبا وفقا للمادة الرابعة من قانون مكافحة الإرهاب و26 مشتبها به على خلفية الإحداث التي شهدتها منطقة الاعظمية، نافيا في الوقت نفسه الأنباء التي تحدثت عن اعتقال مئات الأشخاص خلال العمليات الأمنية.
وكانت وسائل الإعلام نقلت عن مصادر أمنية أن منفذي الإحداث التي شهدتها منطقة الاعظمية تمكنوا من الفرار إلى خارج المنطقة قبيل دخول القوات الأمنية إليها ومحاصرتها، كما ذكرت تلك المصادر أن المنفذين جاؤوا من خارج الحدود الإدارية لمدينة الأعظمية.
وأثارت إحداث الاعظمية ردود فعل اعتبر البعض أنها زادت من تعقيد المشهد السياسي، إذ حذر زعيم القائمة العراقية رئيس الوزراء الأسبق أياد علاوي من تداعيات "خطيرة" على الوضع الأمني جراء الاعتقالات والمداهمات التي وصفها بـ"العشوائية في منطقة عريقة من مناطق العاصمة العراقية بغداد، مطالبا الحكومة باتخاذ إجراءات فورية للحد من الاعتقالات.
فيما انتقد نائب رئيس الجمهورية والقيادي في القائمة العراقية طارق الهاشمي ما وصفه بـ"سياسة العقاب الجماعي التي تتعرض لها مدينة الأعظمية"، مؤكدا أن الوضع في مدينة الأعظمية يدعو "للقلق" جراء العمليات التي قام بها الجيش العراقي والقوات الأمنية.
وشهدت الاعظمية الخميس الماضي هجوما مسلحا بأسلحة من نوع "بي كي سي" نفذه مجهولون على نقطة تفتيش مشتركة من الجيش العراقي والشرطة في شارع عمر بن عبد العزيز وقتلوا خمسة من افراد الجيش العراقي وثلاثة من الشرطة واحرقوا جثثهم بقنابل حرارية، كما احرقوا مقر النقطة، وثلاث عربات عسكرية قبل أن يفروا إلى جهة مجهولة.
وشنت القوات العسكرية إثر الحادث عمليات دهم وتفتيش واسعة النطاق، وذكرت قيادة عمليات بغداد أنها تمكنت من اعتقال عدد من الأشخاص، كما أكدت أنها توصلت إلى الخيوط الأساسية للعملية.
من جهته، يرى الخبير الأمني العراقي علي الحيدري ان "النظام الاستخباري في العراق لا يقوم بعمليات استباقية، ولو قام بذلك لما تمكن الإرهاب من تنفيذ عملية الاعظمية، التي وضعتنا أمام حقيقة وهي أهمية وضع خطة أمنية جديدة لمدينة بغداد وترك الخطة التي وضعت عام 2006 التي أثبتت فشلها"، حسب قوله.
ويشير الحيدري إلى "وجود رسائل لقياديين في تنظيم القاعدة يذكرون بها قدرتهم على تجاوز عقبة نقاط السيطرة ما يعني أنهم يستبشرون خيراً لان الخطة الأمنية للقوات العراقية لم تتغير، ما يتوجب وضع خطة جديدة لمعالجة الخروق الأمنية"، مبيناً أن "عودة الاغتيالات واستخدام العبوات اللاصقة بكثرة كلها مؤشرات على أن الوضع الأمني في حالة تدهور، وليس كما يدعي بعض القادة الأمنيين بان الأمن مستتب".
ويؤكد الحيدري أن "الوضع الأمني متأثر بشكل أو بآخر بتأخير تشكيل الحكومة، فضلاً عن التأثير السلبي لانعدام الرقابة من القيادة العليا الذي أدى إلى التلكؤ في أداء للكثير من المفاصل الأمنية، وانتشار الحزبية داخل الأجهزة الأمنية".
alalem