السلام عليكم ...
حكايتي اليوم ...للأسف عن غياب المهنية و احترام المقابل و الزبون ...
الزبون الذي هو في كل مكان في العالم ( دائماً على حق ) حتى و إن اخطأ ...الا عندنا ...
اليكم ما حدث :
لسنوات طويلة ارتديت النظارة الطبية ...و رغم كل محاولات المقربين لأقناعي بأجراء عملية ليزك لتصحيح البصر ..الا انني تمسكت بها ...لم اشعر يوماً انها شيء يجب اخفاؤه او التبرؤ منه ..ببساطة اعتدت عليها كما تعتاد النساء على الماكياج كمكمل لابد منه .
عليه احرص دائماً على انتقاء افضل و اجود انواع الماركات من الاطارات ..و لا ابدل نظارتي باستمرار ..بل تبقى معي حتى امل منها .
في سفرتي الاخيرة ...قررت انه حان الوقت لأنتقاء اطار جديد ...
و فعلا ً ...تعبت جداً حتى وجدت ما يرضيني ..و كان مميزا و غاليا ً .....لكنني كنت مقتنعة به و بشكله و جودته ...و فعلا اشتريته ..و لسوء حظي و لأنني لم اكن قد قررت الشراء مسبقا ً فلم اكن احمل وصفتي الطبية معي ..
حاول الشخص العامل ان يقنعني ان بأمكانه اجراء فحص نظر و عمل العدسات للنظارة لكنني عاندت و رفضت ...و عقدت العزم على العودة لبغداد و استخدام وصفتي ..فما كان منه الى ان استسلم لعنادي ..و اكتفينا بالاطار ( و ياليتني سمعت نصيحته )
عدت لبغداد ....و ذهبت الى المكان المعتاد الذي يقوم بعمل العدسات لنظاراتي و الذي اتعامل معه لسنوات ..لكن لسوء الحظ لم اجده ..اختفى !
سألت المحل المجاور فقال انه اقفل منذ ٥ اشهر .
لم اطل التفكير ..الوصفة معي و الاطار ...فماذا يمكن ان يحدث ..( هي عدسات قابل شراح يصير ).
اخذتها الى محل عوينات اخر قريب على المحل المغلق ..و اتفقنا على استلامها عصر اليوم التالي .
ذهبت بعد الموعد بيومين ...
بعد التحية ..سلمتهم وصل الاستلام ...
اخذه الرجل مني ..و راح يقلب في النظارات الجاهزة للتسليم ...
قلب و قلب و قلب ...
بدأ يجول في المحل حائراً ...
سألني شيئاً ثم عاد للبحث ...لا اخفيكم انني قلقت ..لكنني قلت في نفسي انها مسألة وقت و سيجدها ..
في النهاية استخرج احدى النظارات من جراب ما ...و وضعها امامي ...
النظارة طبعا لم تكن نظارتي ..و اطاري الجميل لم يكن هو هذا الذي امامي
الاسم المثبت على النظارة كان يشابه اسمي لكن اسم الاب لم يكن هو ...
نظرت اليه و كان ينظر الي ببرود منتظرا ً رد فعلي ..
قلت له : هذه ليست نظارتي .
رفعها ...
نظر في الاسم ( هو كان يعرف انها ليست لي ..و كان هذا واضحا ً جداً)
قال ببرود : حصل خطأ في التسليم ...زبونة اخرى تم تسليمها نظارتك ..حصل تبادل .
قلت له ان هذا غير وارد ...غير ممكن ...لا الاطار لا درجة العدسة لا الوصفة ..اضعتم كل هذا ..
رد و هو يشيح ببصره : ربما استلمه لها احد افراد اسرتها ..لذا لم ينتبه ..
ثم ماذا ؟ سألته و انا اشتعل ...
قال ..عادي ..تصير ...
اختاري اي اطار من المحل و افحصلك البصر و اسوي نظارة على حسابنا ..
اوضحت له ان هذا الخطأ غير مقبول و انني اريد الاطار الذي اشتريته و وصفتي التي لا استبدلها ...و ليس من حق احد ان يفرض علي شيئا اخر كتعويض اجباري ..
لم يهتم ...لم يزعج نفسه ...فقط علق : اذن انتظري ..ربما تعيدها الزبونة و نتصل بك ..
تركت له رقم هاتفي ..و خرجت من المحل و انا في داخلي اشتم (الساعة السودة التي قادتني اليهم )
لهكذا عدم احترام و عدم مهنية ...
بقيت امشي ...رفضت الصعود الى السيارة ...كنت اغلي غضبا ً...حاولت التخلص من طاقتي السلبية بالمشي ...
لو انه فقط كان اكثر تقديرا ..اكثر تفاعلا ...اشد ( أسفاً) ...هو حتى لم يقل انه اسف ...يا الهي ...
عشر دقائق مرت ...و رن هاتفي ...
- مرحبا ..نحن عوينات .... نظارتك اعادتها الزبونة .
مشيت اليهم ...و انا احمد الله في سري ...و عندي شعور يملؤني انني لا اريد دخول هذا المكان ..لكنني كنت مجبرة ..
استلمت نظارتي و الاهم وصفتي المخضرمة ...و غادرت و انا اعد نفسي الا استعجل الاختيار مرة ثانية ...فالسوء قد يكون اكبر من تخيلاتنا و اكبر من مجرد ( هي عدسات قابل شراح يصير )
.....
الخلاصة ...حين تخطىء ( و الجميع يخطيء ) عليك ان تمنح الاعتذار اللائق حقه من الوقت ..عليك ان تنصف الاخر ولو من نفسك ...
الاعتذار كان سيقلب الموقف مهما كان حجم السوء .
....
لكم التحية .