حذّر العلماء من أن المحيطات تختنق ببطء مع انخفاض مستويات الأكسجين بمعدل مماثل لما حدث قبل 94 مليون سنة، عندما حصل انقراض شامل للحياة البحرية فيما يعرف بالاختناق المحيطي الثاني (أو أي إي-2).
وفي حين أن هذا الحدث كان طبيعيا، فإن البشر مسؤولون عن عدة عوامل تحرك هذه الزيادة فيما يعرف بـ"المناطق الميتة" في بحارنا.
ومن هذه العوامل أن مياه المجاري والأسمدة المتسربة من حقول المزارعين تتسبب في ازدهار ضخم للطحالب التي تموت ثم تتحلل في عملية تستهلك الأكسجين، وهذا يقتل معظم الحياة البحرية أو يجبر الحيوانات المتنقلة -مثل الأسماك- على الفرار.
وأشار العلماء إلى أن واحدة من أكبر "الصحاري البيولوجية" في العالم -وتقع في خليج المكسيك الشمالي الذي يتركز على مصب نهر المسيسيبي- تتأثر بشدة من هذا الأمر، وكذلك بحر البلطيق.وهناك عامل آخر محرك لهذه العملية وهو أن الاحترار العالمي يزيد تدريجيا مقدار تآكل الأرض، مما يضيف المزيد من المغذيات إلى البحر؛ ولكن من المتوقع أن تستغرق هذه العملية عشرات آلاف من السنين.
وقال الباحثون إن فقدان الأكسجين من المحيطات يمثل مشكلة أخرى تواجه الحياة البحرية، إلى جانب ارتفاع درجات الحرارة وحموضة المحيطات الناجم عن امتصاص كميات متزايدة من ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي.
وأضافوا أنه في حال حدوث فقدان للأكسجين الناجم عن النشاط البشري بمعدلات مماثلة كما في الفترة التي سبقت "أو أي إي-2"، فإن المساحة الحالية لنقص الأكسجة في قاع البحر سوف تتضاعف خلال الـ102 إلى الـ344 سنة المقبلة.
وهذا الفقدان الموضعي للأكسجين واضح بالفعل في المحيطات الحديثة، والقدرة على مراقبة الاضطراب الأكثر انتشارا تبدو واقعية في ظل انبعاثات الكربون المتوقعة حاليا.
وقالوا إنه من دون تدخل بشري إيجابي، فإن الدراسات القديمة للاختناقات المحيطية ستصبح غير قابلة للتطبيق بشكل مريح في المستقبل غير البعيد.
ويُعتقد أن الاختناق المحيطي الثاني الذي تطور على مدى نحو خمسين ألف سنة، قد تسبب في انقراض نحو 27% من اللافقاريات البحرية.
وختم الباحثون دراستهم بأنهم لا يعرفون تحديدا ما إذا كانت المحيطات تتجه نحو اختناق عالمي آخر، لكنهم أشاروا إلى أن الاتجاه الذي تسير فيه مقلق.