خلال فصل الشتاء تزداد معاناة كل أم من إصابة أبنائها بالعديد من الأمراض.. كالزكام والانفلونزا والتهاب الحنجرة والتهاب الأذن وغيرها من الأمراض.. وعند ظهور أعراض الإصابة بأي من الأمراض السابقة تبدأ الأم بالقلق على طفلها والخوف عليه من مضاعفات هذه الأمراض.. وفي مقالنا اليوم نتطرق للحديث عن التهاب الأذن عند الأطفال.. ونتعرف إلى الأسباب التي تؤدي لظهور الالتهاب وماهي أعراضه وكيفية الوقاية منه وعلاجه..
ماذا نعني بالتهاب الأذن عند الرضع؟
على الرغم من أن كل جزء من الأذن قد يتعرض للضرر نتيجة الإصابة بالتهاب الأذن، إلا أن المقصود بالتهاب الأذن عادة هو التهاب الأذن الوسطى. ويعتبر التهاب الأذن الوسطى ثاني أكثر مرض حاد يصيب الأطفال بعد الرشح العادي، وأكثر حالات التهاب الأذن الوسطى عند الأطفال تحدث بعد الرشح العادي حيث يشكو الطفل فجأة من ألم شديد في الأذن والطفل الرضيع يصاب بارتفاع في درجة الحرارة وبكاء شديد وخاصة في الليل وصعوبة في الرضاعة وهياج، وأحياناً يكون هناك سيلان لسائل أصفر أو سائل دموي من الأذن، وإذا لاحظ الأهل أي من هذه الأعراض على الطفل بعد الرشح يجب عليهم مراجعة طبيب الأطفال. ويمكن أن يحدث التهاب الأذن الوسطى عند الأطفال بشكل طبيعي بمعدل مرة كل سنة، وأكثر حالات التهاب الأذن عند الأطفال تشفى دون مشاكل، أما إذا تكرر الالتهاب ولم يعالج بشكل جيد فقد يسبب نقصاً في السمع ومشاكل أخرى عند الطفل.
أسباب التهاب الأذن عند الأطفال
يُحتمل أن تنتفخ الأذن الوسطى عندما يصاب طفلك بنزلة البرد أو الزكام. يؤدي هذا الانتفاخ إلى تجمع الإفرازات داخل الأذن، ما يخلق بيئة مناسبة من حيث الحرارة والرطوبة لنمو وانتشار أية بكتيريا أو فيروس.
عند الالتهاب، يتكون صديد يضغط على طبلة الأذن فتنتفخ وتلتهب. حينها، قد يصاب طفلك بارتفاع في الحرارة لأن جسمه يبدأ بمحاربة الالتهاب. يعرف هذا النوع من التهاب الأذن بالتهاب الأذن الوسطى الحاد.
من الأسباب التي قد تؤدي إلى إصابة طفلك بالتهاب قصر القناة السمعية ووضعيتها الأفقية لأنها ما زالت في مرحلة نمو. عندما يكبر طفلك، تصبح القناة أطول ثلاثة أضعاف، فتصل إلى 1.25 و3.8 سنتيمتراً، كما تميل إلى الوضعية العمودية أكثر، ما يقلل احتمال حدوث الالتهاب.
كما أن الدراسات أثبتت إصابة الذكور أكثر من الإناث بهذا المرض، وحتى الآن لا يوجد سبب معروف لذلك. من ناحية أخرى يلعب العامل الوراثي دوراً في الإصابة بالتهاب الأذن، حيث يمكن أن يشاهد التهاب الأذن عند بعض العائلات أكثر من غيرها، فمثلاً إذا كان الأب قد أصيب في صغره بالتهاب متكرر فمن المتوقع أن يصاب الإبن ايضاً يكثر حدوث التهاب الأذن الوسطى. كما نلاحظ احتمال أكبر للإصابة بالتهاب الأذن عند الأطفال عندما يكون أحد الوالدين أو كلاهما مدخناً.
وأخيراً فإن الإرضاع بالزجاجة يُعد من الأسباب التي تؤدي للإصابة بالالتهاب، حيث أنه من الثابت أن الأطفال الذين يرضعون الحليب بالزجاجة يصابون بالتهاب الأذن الوسطى أكثر من الأطفال الذين يرضعون من ثدي الأم، خاصة إذا كان الطفل يعطى الزجاجة وهو مستلق على ظهره. لذا ننصح الأم التي ترضع طفلها بالزجاجة بإبقاء رأس الطفل بمستوى أعلى من مستوى المعدة خلال تلق الطفل للزجاجة لأن هذه الوضعية تخفف من احتمال انسداد نفير أوستاش. كما يمكن للأهل أن يخففوا من احتمال حدوث التهاب الأذن عند الطفل بإرضاع الطفل إرضاعاً طبيعيا بدلاً، من الزجاجة كما أن الارضاع الطبيعي يخفف من احتمال تكرر الرشح.
الوقاية من التهاب الأذن
هناك بعض الأمور التي يمكنك القيام بها لتجنبي طفلك الإصابة بالتهاب في الأذن:
1- أجلسي طفلك وأنت ترضعينه بدل حمله وهو مستلق على ظهره.
2- حاولي إرضاع طفلك رضاعة طبيعية. إن حليب (لبن) الأم مليء بالأجسام المضادة التي قد تساعده على محاربة الالتهاب.
3- إذا كان طفلك يستخدم لهاية (مصاصة أو بزازة)، فلا تعطيه إياها إلا عند النوم.
4- لا تدخني أو تسمحي لأي شخص آخر بالتدخين في مكان تواجد طفلك.
5- إذا أمكن، حاولي عدم وضع طفلك في الحضانة قبل بلوغه العام الأول. عندما يذهب إلى الحضانة، يتعرض أكثر للإصابة بالسعال ونزلات البرد، والتي يمكن أن تؤدي إلى الإصابة بالتهاب الأذن.
علاج التهاب الأذن عند الأطفال
في معظم الحالات، وخصوصاً عندما يدور الحديث عن الأطفال الصغار، من المتبع معالجة التهاب الأذن بواسطة المضادات الحيوية. يتعلق اختيار نوع الدواء بنوع عوامل العدوى في المنطقة وكذلك بالفترة الزمنية.
لدى الأطفال فوق سن السنتين، أو عندما يكون التشخيص غير مؤكد، من المتبع الانتظار قليلاً قبل بدء العلاج بالمضادات الحيوية. يجدر التنويه إلى أنه حتى في الحالات التي يقرر الطبيب فيها بأن مصلحة الطفل تستدعي مراقبته فقط دون إعطائه أي علاج، من المهم أن يقوم الطبيب بتحديد حالة الطفل وبالتالي يستطيع أن يحدد ما إذا كانت حالة الطفل قد تفاقمت، بحيث يقوم بتغيير العلاج وفقاً لحالة الطفل.
إضافة لذلك، من المتبع إضافة علاجات لتخفيف الألم والأعراض الجسدية. وعادة يتم إعطاء أدوية تنتمي إلى عائلة مضادات الالتهاب اللاستيرويدية (NSAIDS)، مثل الإيبوبروفين وغيرها.