10 آب 2017 - 10:26 السومرية نيوز/ بغداد
حيرة ممزوجة بالغضب، زادت حدتها حرارة الطقس التي فاقت نصف درجة الغليان نتيجة اقترانها بانقطاع الماء في أحياء عدة بمنطقة الدورة جنوبي بغداد، في حين يناشدون جهات مسؤولة "صماء" حسب وصفهم.
شح المياه هو السمة البارزة هناك، رغم تأكيدات امانة بغداد بأن جميع مشاريع الماء الصافي العاملة ضمن بلدية منطقة الدورة، جنوبي العاصمة، تعمل بكامل طاقتها، مناشدين امينة بغداد التي وصفوها بـ"الاميرة المدللة" أو "النائمة في قصرها" بضرورة "الاستيقاظ والكف عن اللامبالاة".
نواجه حرب مياه .. و"الاميرة نائمة ".
يقول حامد شهاب (كاتب وصحفي) إن أهالي منطقة الدورة يعانون من "حرب مياه" تشنها عليهم أمانة بغداد، دون ان تضع حدا لتلك المأساة التي إستمرت طوال فصل الصيف، مضيفا لم يتحرك ضمير "الأميرة النائمة" (في اشارة الى امينة بغداد)، حتى هذه اللحظة لإيجاد حل لتلك المأساة "الرهيبة".
ويشير شهاب الى أن البرلمان ناقش الأزمة قبل إسبوع، وعاد ماء الإسالة ليومين ليلا، ثم إختفى (الماء) مرة أخرى، وبقي أهالي حي الميكانيك سيما محلة 836 زقاق 7 وأزقة أخرى محرومة من ماء الإسالة، واصفا مايجري بأنها "نكبة حقيقية بكل المعاني".
سهر ليل طويل .. لاماء ولا كهرباء
المواطن "ابو هبة" في منطقة كرارة بالدورة، يقول، إن "الاهالي ساهرون طوال الليل عند ماطور الماء أو (البم) منتظرين تدفق ماء الاسالة، وربما لايأتي ليومين متتاليين الا ساعة قبيل الفجر"، لافتا الى أن معدل سهر الاهالي في ملازمة ماطور الماء يستغرق يوميا من 10 – 15 ساعة متتالية ليلا دون جدوى.
ويحذر "ابو هبة" وهو (مشغل مولد اهلي)، بأن المولد سيكون غير قادر على العمل وأن تزويد الاهالي بالتيار الكهربائي الاهلي سيتوقف مع استمرار هذه الازمة، سيما وان ساعات تجهيز الكهرباء تدهورت هي الأخرى لتصل ساعات القطع من 4 – 5 ساعات مقابل ساعة تجهيز واحدة.
"عذر اقبح من ذنب"
ويستغرب "اسماعيل" من اهالي كرارة ايضا، بأن تعزو امانة بغداد شحة اليماه في منطقته بتجاوز اصحاب الاراضي الزراعية، لافتا الى أن منطقته بعيدة جدا عن العقارات الزراعية وجميعها تصنف ضمن الملك الطابو.
ويرى اسماعيل ان الامر يبدو وكانه "عذر اقبح من ذنب"، مشيرا الى أن امانة بغداد تتحمل المسؤولية كاملة فيما اذا كان هناك تجاوز من قبل المواطنين ام لا، داعيا الامانة الى تحمل كافة مسؤولياتها.
منطقة "منكوبة" ..
محمد سلمان، من اهالي حي اسيا في الدورة ايضا، يقول هو الاخر، إن منطقته وبالاخص المحلة 836، تعيش "نكبة" مع مأساة انقطاع الماء، ولساعات تتجاوز الـ23 ساعة وربما ليومين متتاليين، مضيفا أن مجمل الاهالي اتخذوا اجراءات بوسائل "غير عصرية" للحصول على الماء، كحفر الابار على الارصفة، وشراء خزانات ماء اضافية لمواجهة الازمة.
قطع الكهرباء المبرمج هو السبب
مجموعة من "شباب الدورة" اطلقوا جملة مناشدة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، للحصول على ماء الاسالة، وينقل هؤلاء الناشطين، عن احد العاملين في محطة ماء الدورة تأكيده شمول المحطة بالقطع المبرمج للكهرباء، لافتا الى ان محطة الماء تحتاج الى كهرباء ضغط عالي وبالتالي لايمكن تشغيلها على المولدات.
ويقول الناشطون من اهالي الدورة، إن محطة ماء الدورة تبعد 25 متر فقط عن محطة كهرباء الدورة، ما يدعوهم للاستغراب.
أمينة بغداد ذكرى علوش، كتبت في صفحته الرسمية على موقع فيسبوك، دعوة لاهالي مناطق بغداد كافة، جاء في نصها "هنا نستلم جميع الشكاوى الخاصة بالماء راجين من الجميع ذكر العنوان الدقيق بالمحلة والزقاق والدار ليتسنى لنا متابعة الامر واجراء اللازم"، لتلاقي هذه الدعوة التي وجهتها الامينة عبر الفيسبوك، نحو اكثر من ثلاثة الاف وستمائة شكوى من خلال التعليقات.
وكانت امينة بغداد قد أعلنت في 18 تموز الماضي، إنها بحثت مع وزير الكهرباء قاسم الفهداوي، ما وصفته بـ"القرار المفاجئ" الذي اتخذته الوزارة والقاضي بشمول جميع مشاريع انتاج الماء الصافي، باجراءات القطع المبرمج للتيار الكهربائي، مشيرة الى أن القرار انعكس سلبا على كميات الماء المجهزة للعاصمة.
يذكر ان الكتلة النيابية لائتلاف الوطنية بزعامة نائب رئيس الجمهورية إياد علاوي طالبت، في الرابع من اب الحالي، أمانة ومحافظة بغداد بإيجاد حلول عاجلة لإنهاء مشكلة شح المياه في منطقة الدورة جنوبي العاصمة، مشيرة إلى وجود "معاناة كبيرة" لحقت بأهالي المنطقة.
لترد أمانة بغداد، في اليوم التالي (5 اب )، ان جميع مشاريع الماء الصافي العاملة ضمن بلدية الدورة تعمل بكامل طاقتها، ودعت المواطنين الى الابلاغ عن ما سمتها "حالات تجاوز" حاصلة على خطوط نقل الماء أو الشبكة لغرض إزالتها.