تأملوا معي كلمة سديم للحظات، لوّكوها في أفواهكم، ورددوها بين جدران آذانكم. أليست رائعة؟!
<
السديم في اللغة العربية هو السحاب أو الضباب الرقيق، وهى مرادف رائع لكلمة Nebula اللاتينية التي تعني الغيمة. وعلى الأرجح سمعت بالكلمة الغامضة من قبل فاستحضرت صورًا مختلفة لتشكيلات نجمية أو كوكبية رأيتها من قبل في فترة ما؛ لكن ما هو السديم حقًا؟!
السديم هو غيوم مكوّنة من الغاز والغبار في الفضاء، يولد ببعضها نجوم جديدة، بينما لا يعدو البعض الآخر منها إلّا بقايا لنجومٍ ميتةٍ أو تحتضر بالفعل. تتنوع السُدم باختلاف أشكالِها وأحجامِها، لكن بشكل عام توجد أربعة أنواع رئيسية من السُدم: السُدم الكوكبية، السُدم العاكِسة، السُدم الباعِثة، والسُدم الماصّة. وهنا، يتحصل كل نوع على اسمه بناءً على تركيبه الغالب أو طريقة لمعانه وإضاءته؛ فمثلًا تحصل السدم العاكسة على ضوئها عن طريق عكس ضوء النجوم القريبة منها بينما استمدت السدم الكوكبية اسمها ونوعها من طريقة تكونها بانفجار نجم وقذف طبقاته الخارجية إلى الفضاء وتوسعها المطرد حتى تكون ما يشبه الحلقة أو الفقاعة المدورة الأشبه بالكواكب، وهكذا.
ولأنك تقرأ هذه السطور على عجالة متشوقًا لرؤية صور تلك “الصور البديعة لسُدم لم تسمع عنها من قبل”، فلن أزيد حرفًا عن المقدمة السريعة بالأعلى. تلك التجمعات الكونية المدهشة تحتاج لسلسة طويلة من المقالات لشرحها وفهمها، مما يعني الكثير من المعلومات المتخصصة التي لن تهم الكثيرون هنا بطبيعة الحال.
فلنتحول سريعًا إذن إلى الصور المدهشة والرائعة التي التقطتها عدسات المراصد المختلفة حول العالم لبعض أجمل السدم المنظورة في كوننا القريب منا. وبالطبع ستلاحظون أن لها جميعًا أسماءً غريبة وشاعرية أحيانًا، لكن روعة المشهد ورهبته تجعلك تتقبل أي اسم مهما كان سخيفًا أو غريبًا في أي موضع آخر! دعكم أنه مع تأملها لبعض الوقت، ستجدون بكثير من اليسر وجه الشبه بين الاسم وشكل السديم المبعثر (جميع الصور ملكية ناسا ما لم يتم الإشارة لخلاف هذا تحديدًا).
<