الأغذية المعدلة وراثياً خـطرة وتسبب أمراضاً مزمنة


تغيرت العادات الغذائية للمستهلكين، بتغير المجتمع وارتفاع نسبة الطلب على المواد الغذائية، ما دعا إلى البحث عن طرق إنتاج جديدة تكون لها مردودية أكبر كالمنتوجات المعدلة وراثياً، والتي تدوم لفترة أطول دون أن تتعرض للتلف كمثيلتها الطبيعية، إلا أن هذه المنتوجات بالرغم من مميزاتها الكثيرة تبقى غير صحية، وتتسبب في الكثير من الأمراض المزمنة، وقد لجأت الكثير من الدول لمنع الأغذية المعدلة وراثياً، وذلك لما لها من أضرار ومخاطر على الصحة العامة والبيئة، كما يمكن لهذه المواد أن تكون سبباً في ظهور سرطانات أغلبها سرطان القولون والمعدة، وأمراض الدماغ وخلايا الدماغ، التي ينتج عنها الزهايمر والباركنسون والأمراض الكثيرة، التي أصبحت منتشرة في الآونة الأخيرة، والتي تكون نتيجة لما استهلكه الشخص قبل عشر سنوات.


وقالت وفاء عايش مدير إدارة التغذية العلاجية في هيئة الصحة بدبي: إن الأطعمة المعدلة وراثياً هي التي يتم فيها إدخال جين من صنف آخر إلى نواة الخلية التي يراد تعديلها ليندمج هذا الجين الجديد في كروموزومات الخلية، ثم يجري تكاثر الخلية المعدلة حتى يمكن الحصول على كائن حي (قابل للتكاثر) ذي برنامج وراثي مكتمل، وقد تم حتى الآن تعديل عشرات من الكائنات الحية (نباتية أو حيوانية) أشهرها فول الصويا، والأرز، والذرة، ودوار الشمس، والترمس، والبطاطس، والبندورة، والقرع، وقصب السكر، والشمندر، واللفت وكذلك من الأشجار التفاح الجوز والحمضيات، وأيضاً على الحيوانات ومنها الأرانب والأسماك والطيور والأبقار، فتعديل هذا العدد الهائل من الأنواع يتم بهدف تحقيق كمية اكبر من الانتاج وتضمين بعض المنتوجات ما يحتاجه المستهلك من عناصر مغذية، فمثلا تم تعديل الارز ليحتوي على فيتامين أ، وهذا قد يساعد في وقاية مليوني طفل يعانون من نقص هذا الفيتامين من العالم الثالث ونظرا لأنه رخيص فيمكن للفقراء ان يتناولونه.

وكذلك الحليب لابد ان يحتوي على فيتامين د، وهذا يعاني من نقصه سكان بعض الدول الذين لا يتعرضون لأشعة الشمس بما فيه الكفاية، والبطاطس تم تعديلها وراثيا لتحتوي على بروتينات حيوانية تعوض اللحوم، وفي بعض الانواع من البطاطا المعدلة وراثيا يؤدي تناولها الى تكون مناعة ضد فيروس الفورووك المسبب لأمراض تنتقل بواسطة الغذاء والبعض الآخر يعطي مقاومة بعض الامراض الفطرية والبكتيرية والجرثومية.. وفول الصويا المعدل وراثيا غني ببعض الأحماض الأمينية.
أسباب
وحول الأسباب المؤدية لتعديل الأطعمة وراثياً أكدت وفاء عايش أن الكثير من الخبراء يرون أن تطبيق الهندسة الوراثية على الزراعة قد يؤدي إلى توجيه الطاقات التكنولوجية نحو مواجهة العديد من مشاكل العالم النامي ليست الزراعية فقط، بل أيضا المشكلات المرتبطة بالأمراض.
وهناك أسباب عدة للتعديل الوراثي منها جعل المحاصيل مقاومة للأمراض والحشرات وبالتالي الحد من استخدام المبيدات وزيادة الإنتاجية، وتعديل صفات الثمار بحيث تصبح أكثر قدرة على تحمل عمليات النقل والتخزين، وتعديل صفات النبات ليناسب الأساليب الزراعية الحديثة أو جعله أكثر تحملا للظروف البيئية الصعبة مثل الملوحة والجفاف والصقيع، وإزالة بعض الصفات غير المرغوب فيها من بعض المحاصيل، وتحسين القيمة الغذائية للمحاصيل والثمار.
أضرار بيئية
ولفتت إلى أن هناك أضراراً كبيرة تحدث للبيئة نتيجة نمو آلاف النباتات المحورة جينيا، وماذا يحدث للطيور والحشرات والعضويات الدقيقة والحيوانات المعدلة جينياً أيضاً عندما يحدث اتصال مع هذه المنتجات وتتناولها؟ إنها التجربة الأكثر خروجاً عن السيطرة والتحكم التي تواجه العالم الطبيعي، والأغذية المعدلة وراثيا لم تخضع بعد لدراسات وتجارب تبين أثرها على صحة الإنسان وعلى البيئة على المدى البعيد.
وأشارت إلى أن المزروعات المعدلة وراثيا ستكون أكثر مقاومة لمبيدات الأعشاب، وستؤدي بالتالي إلى مضاعفة استخدام هذه المبيدات العشبية، مما يؤثر سلبيا على البيئة وصحة الانسان، كما من الممكن ان تؤدي تقنيات التحوير الوراثي الى حدوث طفرات غير متوقعة في الكائن المحور وراثيا والى استحداث مستويات جديدة وعالية من السموم في الغذاء واستحداث حالات من الحساسية غير المعروفة ولا يمكن التنبؤ بها عند تناول مثل هذه الأغذية.
وقالت:طُرحت الأغذية المعدّلة وراثياً للمرة الأولى في السوق عام 1990، ومن هذه المحاصيل المزروعة: فول الصويا، والذرة والكانولا والكتان لإنتاج الزيت، والقطن، وبنجر السكر، والباباي، والكوسه، والطماطم والبطاطا.
التعديل الوراثي
ومعظم التعديل الوراثي هو إما لجعل المحصول مقاوماً لمبيدات الحشائش أو للحشرات أو لكليهما، وتقدّر نسبة المحاصيل المزروعة والمعدَّلة وراثياً في الولايات المتحدة الأميركية للعام 1999 بـ 65% من فول الصويا و31% من الذرة و40% من القطن، وفي كندا يزرع نبات الكانولا (لإنتاج زيت الطعام) المعدَّل وراثياً بنسبة 70% من المحصول الكلي لهذا النبات، والأبحاث التي أجراها باحثون أميركيون وأوروبيون على الفئران، تشير إلى ارتباط أعراضها الجانبية بأمراض خبيثة تكوّنت خلال فترة قصيرة، إلّا أنّ هذا المنطق يواجهه منطقٌ آخر ينتقد سرعة النتيجة التي تمّ التوصّل إليها خلال عدد ضئيل ومحدود من السنوات.
إيجابيات
ونوهت بأن الأغذية المعدلة وراثياً تساهم في زيادة الإنتاجية ومعظم نباتات المحاصيل المعدلة وراثياً كان الهدف منها زيادة الإنتاج وذلك بإحدى طريقتين، أما تقليل تكاليف مدخلات الإنتاج أو زيادة إنتاج المحصول، ومن أهم الأمثلة لتقليل تكاليف الإنتاج هو نقل جينات بي تي المأخوذة من البكتريا التي تعيش في التربة، وهذه الجينات تعطي المقاومة لكثير من الحشرات، والمحصولات عبر الجينية التي تحمل قد زرعت في مساحات واسعة جداً، حيث بلغت المساحة حوالي 7 ملايين هكتار من الذرة الشامية المهندسة وراثياً، ومليون هكتار من القطن الذي يحمل أيضاً جينات بي، حيث وجد أن تكاليف استعمال المبيدات الحشرية في البطاطس، قد تناقصت إلى 40 % للأغذية المعدلة وراثيا وأصبحت تستعمل بكثرة في وقتنا الحاضر.
إنتاج مضاعف
وتضيف وفاء عايش أن أجناس الأغذية المعدلة وراثيا تكون عشر مرات أكثر قوة بالنسبة للميكروبات، لأنها تستطيع مقاومة الظروف المناخية «الحرارة، الرطوبة الجفاف » وتعطي محصولا أكبر، وحتى في سنوات الجفاف لا يتعرض المنتوج للتلف لأنه محمي عشر مرات أكثر من المنتوجات الأخرى الطبيعية، ما يعني أن الدولة ستجني مداخيل أكبر، وأيضا تتحمل الآثار الجانبية لمبيدات الحشرات والنباتات الضارة، وهذا يعني أن المردودية تكون أكبر والخسائر قليلة.
أما المشاكل التي بدأت تظهر منذ 1999 على الصحة والمنتوج والمحيط البيئي الذي تنبت فيه تلك الأجناس، فقد بدأت تظهر حالات عدم الاستحمال، التي تتحول فيما بعد إلى حالة الحساسية المفرطة من خلال ظهور مشاكل متعددة كسوء الهضم، بالإضافة إلى زيادة الوزن، فالذرة المعدلة وراثيا تعطي زيادة في الوزن تمنع الجزئيات كالفيتامينات والأملاح من التسرب إلى الأمعاء، كما أن هذه المنتوجات تنقص من فعالية المضادات الحيوية داخل الجسم، وكلما زادت المضادات الحيوية داخل الجسم كلما ظهرت أعراضها الجانبية، حيث تفقد هذه المضادات تأثيرها على المريض.
كما يعاني الأطفال من المشاكل الصحية الناتجة عن استهلاك هذه المنتوجات، أو من خلال استهلاك الأم لها، ومرورها للطفل عبر الرضاعة، فهذه المنتوجات المعدلة جينيا تخرّب دفاعات الجهاز الهضمي للطفل.
كما يمكن لهذه المواد أن تكون سببا في ظهور سرطانات أغلبها سرطان القولون والمعدة، وأمراض الدماغ وخلايا الدماغ، التي ينتج عنها الزهايمر والبنكينسون والأمراض الكثيرة التي أصبحت منتشرة في الآونة الأخيرة، والتي تكون نتيجة لما استهلكه الشخص قبل عشر سنوات مضت.
وتنصح بتجنب تناول المواد الغذائية المعدلة جينيا من طرف الأطفال، والنساء الحوامل أو اللواتي على استعداد للحمل لمدة ثلاثة أشهر قبل الحمل.
من جانبها أوضحت إيمان البستكي مدير إدارة سلامة الغذاء في بلدية دبي، أن الأغذية المعدلة جينياً أو وراثياً هي المنتجات المحضرة أو المنتجة من كائن محور وراثياً، وحسب ما جاء في اللائحة الفنية الخاصة بالمتطلبات العامة للأغذية والأعلاف المصنعة والمحورة وراثياً، فإن الكائنات المعدلة وراثياً لها تركيبة جديدة يتم الحصول عليها عن طريق استخدام التقنية الحيوية الحديثة والمتمثلة في تطبيق تقنيات تحوير الحمض النووي ( DNA).

وأضافت أن الكثير من شركات الأغذية تميل حالياً إلى استيراد المنتجات غير المعدلة وراثياً، وذلك لإقبال المستهلكين عليها وكجزء من استكمال إجراءات التحقق من استيفاء المنتجات غير المعدلة وراثياً للمواصفات، فإنه يتم طلب شهادات تفيد بأن المنتج غير معدل وراثياً، أو توفير فحص من مختبر معتمد من مركز الإمارات للاعتماد يفيد بذلك.
وأكدت أن هذه المنتجات ليست محظورة ما لم يثبت خطرها على الصحة العامة، حيث يتم الكشف عنها لدى المختبرات المعتمدة لفحص المنتجات غير المعدلة وراثياً، وعليه يسمح للشركات توضيح ذلك على بطاقة المنتج من عدمه.
لوائح
وقالت الدكتورة مجد الحرباوي، مدير إدارة سلامة الأغذية في وزارة التغير المناخي والبيئة إن هناك حزمة من اللوائح الفنية والمواصفات القياسية التي تطبق على الأغذية المعدلة وراثياً قبل السماح بدخولها إلى الدولة حيث تقوم السلطات المختصة بالتأكد من استيفاء تلك الأغذية لكافة المتطلبات، وتطبق عليها أيضاً جميع متطلبات اللوائح الفنية العامة، ويأتي في مقدمتها متطلبات البطاقة الغذائية والحدود القصوى المسموح بها لبقايا مبيدات الآفات في المنتجات الزراعية والغذائية، والمواصفات العامة للمضافات الغذائية، والتأكد من خلوها من الملوثات والسموم ومطابقتها للحدود والمعايير المكروبيولوجبة في الأغذية.

وأوضحت أنه انطلاقاً من هذه الاشتراطات يحظر استيراد الحيوانات والطيور والأسماك ومنتجاتها المحورة وراثياً، إلا بعد التأكد من مطابقتها للضوابط الأخلاقية المعمول بها في الدولة المستوردة، وذلك حتى لا تكون لها تأثيرات سلبية على صحة الإنسان أو الحيوان أو البيئة، كما يشترط أن تكون هناك شهادة مصدقة من أن المنتج يتم استهلاكه في بلد المنشأ، ويجب أن تكون مصحوبة بشهادة مصدقة تفيد أن المنتج يتم استهلاكه في بلد المنشأ، إضافة إلى ذكر عبارة أن المنتج محور وراثياً أو منتج يحتوى على كائن محور وراثياُ على بطاقة العبوة وبخط واضح يسهل قراءته ويصعب إزالته وفى مكان بارز وبلون مختلف عن لون البطاقة.
وأوضحت الحرباوي أنه لم تسجل أي حالات منع دخول أغذية معدلة وراثياً عبر منافذ الدولة، حيث لا يتم السماح باستيراد الأغذية والمنتجات المعدلة وراثياً إلا في حال استيفائها للوائح الفنية والمواصفات الأخرى المتعلقة بالأغذية المعدلة وراثياً.
درجة عالية من السموم
أثبتت الدراسات الطبية المختلفة أن المركبات الكيماوية أو العضوية التي تتعرض لها المواد الغذائية، تحتوي على درجات سمّية عالية، وهي تعلق لفترة طويلة في التربة والماء والهواء لتتجمّع في نهاية المطاف في جسم الإنسان أو الحيوان، وأن التداخل التقني الجيني لبعض الأنواع من الأغذية عن طريق التداخل الوراثي، قد يحدث تغييرات جذرية في طبيعة تلك الأغذية، ما يؤدي إلى تغيّرات أو طفرات وراثية في المادة الوراثية (dna) المسبّبة لمعظم الأورام السرطانية، وخصوصاً في المعدة والقولون،
ذلك فضلاً عن تأثيرها على النسل من جهة أخرى، وهو ما بدا واضحاً خلال العقود الثلاثة الماضية،، حيث تراجعت نسبة الخصوبة عالمياً بنسبة 20 إلى 25 %.

مستهلكون يطالبون بالعودة إلى الأطعمة الطبيعية
طالب مستهلكون استطلع «البيان الصحي» آراءهم حول الأغذية المعدلة وراثياً بالعودة إلى الأطعمة الطبيعية، وتساءلوا: «هل نقاطع تكنولوجيا الهندسة الوراثية أم نسلم أنفسنا لها؟»، إذ على الرغم من النتائج الإيجابية التي حققتها هذه الأغذية التي اجتاحت الأسواق العالمية إلا أن ثمة سلبيات تحملها.
وانقسم المستطلعون إلى مؤيد ومدافع ومعاد ومنتقد ومتحفظ، وكانت هناك آراء مؤيدة لتلافي جوع البشر، وأخرى ترى أنه أول مسمار في نعش البشرية الذي سيؤدي إلى هلاكها وفقدانها لمعظم وظائفها الحيوية وظهور أجيال لا تتمتع بصحة جيدة على الإطلاق.
دراسة
وأهاب عبد الله زمزم بضرورة وضع خطة وطنية لدراسة الجوانب المختلفة لتطبيقات الهندسة الوراثية في بيئة الدولة، مضيفاً أننا لا يمكن أن نعود إلى الطبيعة كما كانت قبل اكتشاف هذه الهندسة الوراثية للأغذية ولكن بمقدورنا أن نقف عند أمور أهمها زيادة الوعي التغذوي عبر وسائل الإعلام بصورة مستديمة ومتوازنة ليوضح فيها السلبيات والإيجابيات لتحسين سير الأمور، وأن نعتمد ما أمكن في طعامنا على الأغذية الطبيعية من فواكه وخضراوات والتقليل من تناول الأغذية الصناعية كعصائر الفواكه الصناعية والأغذية المضاف إليها مواد حافظة وذلك تجنبا لإدخال مركبات كيماوية صناعية إلى أجسامنا قد لا يعرف تأثير استخدامها على المدى الطويل وتظهر في المستقبل.

مخاطر
وبالرغم من أن التوصيات الحالية تفيد بأن الأغذية المعدلة وراثياً آمنة في عمومها، إلا أن جواهر الجسمي لا تشعر بالراحة والاطمئنان من تناول أسرتها لهذه الأطعمة، وتكمن مخاوفها من أن هذه التغييرات الوراثية التي أجراها البشر قد تحمل مخاطر صحية تنتقل إليهم عبر هذه الأطعمة، وكأن النباتات المعدلة وراثياً «تنتقم من البشر» للتلاعب في مادتها الوراثية، وفي المقابل تضطر للبحث عن الأطعمة الطبيعية، والتي قد يتجاوز سعرها 10 أضعاف الأخرى.

وتطالب الباحثين المناهضين للفكرة بعرض تجاربهم بكل شفافية في وسائل الإعلام المختلفة، واستمرار الأبحاث في الاتجاهين، ومن خلال الحكومات والأجهزة الرقابية يمكن كشف الحقائق بحيث تصبح شفافة ومعتمدة عن طريق الفحص الصارم لمجال الصناعات الزراعية بأنواعه كافة بحسب ما يتفق مع المعايير الوطنية والعالمية، وعدم التصريح لأي منتج بدخول الأسواق إلا في حال توافر عنصر الأمان والتأكيد عليه للمستهلكين الذين بدورهم لهم الكلمة الأخيرة بإجهاض تلك المحاولة أو الإبقاء عليها بعد تأكدهم من تأثيرها المحتمل في صحتهم وصحة أبنائهم.
عادات
وأشار يوسف الحمادي إلى أن العادات الغذائية للناس تغيرت بتغير المجتمع وارتفاع نسبة الطلب على المواد الغذائية مما دعا إلى البحث عن طرق إنتاج جديدة تكون لها مردودية أكبر كالمنتوجات المعدلة وراثياً، والتي تدوم لفترة أطول دون أن تتعرض للتلف كمثيلتها الطبيعية، إلا أن خطرها يكمن في تسببها بالإصابة بالكثير من الأمراض المزمنة.

وقال إن التعديل الوراثي يهدف إلى تقديم حلول نافعة لبعض المشاكل التي تواجه الإنسان، من أجل تحسين جودة المنتوجات وسرعة الإنتاج بهدف تأمين الكميات الكافية من الغذاء في ظل الارتفاع السكاني الكبير الذي تشهده البلدان، حتى صارت مشكلة الأمن الغذائي قضية مقلقة بالنسبة للدول، كما أن البعض يستخدم الهندسية الوراثية للنبات كدافع للربح المادي والاقتصادي بغض النظر عن آثاره السلبية على صحة الناس ونظام البيئة.
توعية
وأشارت إيمان محمد إلى أن الكثير من المستهلكين لا يعون معنى عبارة «غذاء مُهَندس أو معدّل وراثياً»، ويقومون بشرائها، وسط اتساع الجدل حيال صحة استهلاكها، ويعود السبب من وجهة نظره، إلى التوعية الإعلامية الخجولة حول إيجابيات وسلبيات هذه الأغذية لتفادي الشكوك والمخاوف المحتملة منها.

وأضافت أنه من الأفضل ألا يتم تعميم المنتجات الغذائية المعدلة وراثياً على نطاق واسع ونشرها في الأسواق إلا قبل التأكد من سلامتها الفعلية من أي ضرر قد تشكله على الصحة العامة مشيراً إلى أنه لا يتعامل معها بأي شكل من الأشكال، مضيفاً أنه يجب المداومة على أخذ عينات منها وإخضاعها للفحص المخبري المستمر لتقييم مدى الأضرار المحتملة من ورائها نظراً لعدم سلامتها الأكيدة، ويبقى المستهلك غير مطمئن لها.
وقالت إن الدولة لديها موارد غذائية طبيعية كثيرة لذا فالتوجه الغذائي يجب أن يكون نحو الطبيعة دون الإقبال غير المقنن على الغذاء المعدل وراثياً والذي تدخلت يد الإنسان في إنتاجه انتظاراً لما ستسفر عنه الدراسات والتحاليل، مؤكداً أن ثقة المواطنين والمقيمين في الدولة كبيرة وأن الإجراءات المتبعة على المنافذ الحدودية من قبل المفتشين وجهات الرقابة الغذائية ستحمي المستهلكين المحليين من شرور أية مواد غذائية مشكوك في سلامتها، ويجب الاعتماد على دعم السلع الاستهلاكية الطبيعية وتوفير المشاريع الاستثمارية في مجال الغذاء والتي تضمن وجود مخزون استراتيجي غذائي يكفي على المدى الطويل والعمل على تخفيض أسعار المنتجات الغذائية الطبيعية ودعم الزراعة والإنتاج المحلي بشكل يفي باحتياجات المستهلكين على أرض الدولة.