جزيرة تينيريف.. جنة هادئة في الأطلسي الهائج
يزورها سنويا 5 ملايين سائح
يقال إن عمر استقلالها الجغرافي أكثر من ثلاثة ملايين سنة، وتستقطب سنويا ما لا يقل عن خمسة ملايين سائح في السنة من أصل 10 ملايين سائح يستقبلهم الأرخبيل الذي يضم مجموعة جزر الكناري الإسبانية السبع التي تنتمي إليها. إنها جزيرة تينيريف (Tenerife) أكبر هذه الجزر، الغنية عن التعريف في أوروبا والعالم أجمع، فهي من المحطات السياحية الرئيسية والمهمة في إسبانيا والأطلسي وأفريقيا القريبة، وعلى سطح المعمورة بشكل عام. فهي لا تبعد أكثر من ألف كيلومتر عن إسبانيا، و330 كيلومترا عن الساحل الأفريقي والمغرب. وفضلا عن أنها أكبر جزر المجموعة، ويصل طول شواطئها نحو 340 كيلومترا - منها 67 كلم من الشواطئ الصالحة للاستخدام والاستجمام، فهي أيضا أكثرها اكتظاظا بالسكان، إذ يبلغ عدد سكانها نحو 900 ألف نسمة ينتشرون على مساحة تصل إلى 2034 كيلومترا مربعا أي حجم قضاء من أقضية لبنان تقريبا. ولأنها أيضا تقيم واحدا من أكبر المهرجانات في العالم وهو مهرجان «سانتا كروث دي تينيريف» (Carnival of Santa Cruz de Tenerife) الذي يحمل اسم عاصمة الجزيرة نفسها (عدد سكانها 280 ألف نسمة). وتطمح أن تكون ضمن المواقع العالمية المحمية في إطار مواقع التراث الإنساني التي حددتها منظمة اليونسكو لما تضمه من جواهر ومعالم طبيعية وتراثية نادرة. وعلى الرغم من طابع الجزيرة والعاصمة المعماري الذي له علاقة بالسكان الأصليين، فإنه متأثر كثيرا بالفن المعماري المغربي والبرتغالي، ولاحقا وقليلا الإسباني الداخلي والإنجليزي. ولا يمكن للسائح أن يخطئ حديقة «غارثيا سانابريا» التي تضم الساعة والنوافير. وهي واحدة من الساحات والحدائق الكثيرة التي تضمها المدينة. بأي حال، فإن مهرجان الفلامنكو والموسيقي والأزياء الخاصة، مهرجان «سانتا كروز» يقام في فبراير( شباط) من كل عام. ولأنه إلى جانب نوتينغ هيل غين في لندن، أهم ثاني مهرجان من هذه المهرجانات الضخمة بعد مهرجان ريو دي جينيرو الشهير في البرازيل. وربما لهذا السبب تمت توأمة المدينتين. وعادة ما يبدأ المهرجان يوم الجمعة بمسيرة وحفلة ضخمة في الشوارع العامة ويتأجج عادة خلال الليل، لكنه يتواصل ليلا ونهارا حتى ما يعرف بأربعاء الرماد - لكنه في النهاية لا يتوقف قبل أسبوع كامل من الحفلات والموسيقى الكاريبية والإلكترونية الرنانة والطنانة. أضف إلى ذلك أن هذه الجزيرة الإسبانية البركانية الرائعة، تضم ثالث أعلى بركان في العالم (يعتبر أعلى الجبال في إسبانيا وهو على لائحة التراث الإنساني) وهو بركان أو جبل تيدي (Mount Teide) الذي يبلغ ارتفاعه أكثر من 3700 متر عن سطح البحر في حديقة ومحمية «تيدي الوطنية». وهو أيضا من أعلى الجبال البركانية في جزر الأطلسي. ويستقبل البركان وحديقته الرائعة ما لا يقل عن مليونين وثمانمائة ألف سائح، وبالتالي يكون في المرتبة الثانية في لائحة المواقع البركانية السياحية الأكثر جذبا للسياح حول العالم، بعد بركان فوجي الشهير في اليابان، والذي يمكن لأي شخص التعرف عليه في الملصقات مكللا بالثلوج من بعيد. ويمكن الوصول قريبا إلى قمة البركان عبر التلفريك، ويربطه الإسبان بالطبع بالكثير من الخرافات كما هو الحال مع الكثير من الشعوب، وخصوصا اليونانيين مع جبل الأولومبوس.