#مراقد_ومزارات
مرقد السيد عبد الله -عليه السلام- موقِعُهُ ونسبُهُ
كربلاء أرض غنيّة عن التعريف فقد عرفت وتميزت عن جميع بقاع الارض باحتضانها المراقد الطاهرة لعترة رسول الله-صلى الله عليه وآله- وأصحابهم الأطهار والعديد من مراقد الصالحين من أحفادهم الذين كرَّسوا حياتهم في خدمة الدين والمذهب والدفاع عنه فنجد اليوم مراقدهم الطاهرة تضـيء كلَّ بقعةٍ من هذه الأرض المقدسة ونجد المؤمنين يتوافدون عليها من داخل العراق وخارجه للزيارة والتبرك ، فهم يرتبطون بهذه المقدسات ارتباطاً روحياً عميقاً.
ومن هذه المراقد نسلط الضوء في هذا العدد على مرقد السيد عبد الله البكّاء، لمعرفة نسبه الشـريف، وموضع مرقده ومراحل بنائه وتطوره، وغيرها من الأمور المهمة الأخرى.
يقع المرقد المبارك في مدينة كربلاء المقدسة في مرابع بساتين قبيلة آل مسعود في ناحية الحسينية، على أحد فروع نهر الحسينية في مقاطعة خير الدين، ويبعد عن مركز مدينة كربلاء من جهة الجنوب الشـرقي بما لا يقل عن(10كم) ، وإلى الجهة الشـرقية من مركز الحسينية وخان العطيشـي بحوالي( 3 كم)، كما يقع بالقرب من مجسـر الابراهيمية المقام على نهر الحسينية، ويمكن الوصول إليه من خلال الطريق الرابط بين مركز مدينة كربلاء وناحية الحسينية حيث يكون إلى الجانب الأيمن.
أما نسبه الشـريف فهو السيد عبد الله بن السيد حسن البكاء بن علي البكاء بن السيد محمد حسين بن السيد محمد علي بن السيد محمد باقر بن السيد ابراهيم، ليتصل نسبه إلى السيد الحسين الأصغر بن الامام علي السجاد بن الامام الحسين -عليهم السلام- وقد ذكر هذا النسب في(النفحة الزكيّة في نسب السادة الجلالية)لفقيه عصـره الحجة آية الله السيد محمد الحسيني الفيروز آبادي.
المرقد عبارة قاعة كبيرة سداسية الشكل تعلوها قبة كبير خضـراء، وضعت في اعلاها راية خضـراء، يقدَّر ارتفاع القبة (6متر ), ويوجد في مقدمة القاعة طارمة كبيرة عالية ترتكز على عمودين يقدر طول كل عمود بـخمسة أمتار, ويقع الباب الرئيس في وسط الطارمة الأمامية.
يقع القبر الشـريف في وسط القاعة، وقد وضع عليه شباك ذهبي مستطيل الشكل، المساحة الإجمالية للمرقد تقدّر بـ( 800 متراً مربعاً) بما في ذلك الصحن, أما مساحة البناء فتقدر بـ(150 متراً مربعاً).
وللاطلاع على تفاصيل أكثر التقينا المسؤول عن المرقد الحاج (حسين عبد الواحد) وهو من سكنة منطقة خير الدين الأوائل، فتحدَّث لنا قائلاً : أنا من مواليد 1922م ، ومنذ طفولتي كنت أرى الناس يقبلون لزيارة المرقد، حيث كان القبر في تلك المدة عبارة عن دكّة من الطابوق في وسط تل ترابي كبير، و بعدها تم بناء (كوخ صغير) من الخشب وسعف النخيل لحماية الزائرين من أشعة الشمس, وفي الخمسينات من القرن الماضي تم بناء غرفة بسيطة مربعة الشكل طول ضلعها خمسة أمتار يتوسطها القبر الذي وضع عليه آنذاك شباك صغير مصنوع من الحديد، حيث تم البناء بمساعدة أهالي المنطقة وتبرعات الزائرين، وبقي المرقد على هذا الحال حتى سنة( 2012) فقد قام أهالي المنطقة ببنائه على هذا الشكل ومنهم الحاج عيسى (أبو رسول) الذي كان له دور مميز في دعمنا مادياً ومعنوياً.
الزائر خضير عباس كاظم من سكنة منطقة الابراهيمية قال: اعتدت وعائلتي على زيارة مرقد السيد عبد الله للتبرّك وطلب الحاجات الى الله تعالى, العديد من الزوّار يأتون من داخل العراق وخارجه كايران ولبنان وغيرها من الدول الاسلامية فللسيد منزلة كبيرة في قلوب الناس لأنه من ذرية الإمام السجاد -عليه السلام-.
وفي ختام الزيارة رفعنا أكفنا بالدعاء أن يوفق الله تعالى كل من ساعد واشترك ببناء المرقد الشـريف, آملين من الجهات المختصة أن تكون لها مساهمتها الفعلية في بناء المرقد وتوسعته و اكساء الطريق المؤدي إليه، من أجل أن تبقى هذه المراقد عامرة بتاريخها وبنائها وزوّارها الكرام.