َ
الوجه الاخر ...
كبر ذلك الحلم .. واصبح لديه عضلات
يستطيع ان ينال بها ما يريد دون ان ينادي والديه ...
كلما نكبر تنضغط احلامنا لتصبح اكثر جدية
فكل الاشياء التي نحبها نحصل عليها ولم تكن هذه الاشياء بالشيء الذي يستحق التمنى لكن كانت بقدر حجمنا ... في القدم
لم نكن نعرف مرجعا غير استاذ القراءة
كل ما كان يملئ الذاكرة من الترتيل
((من دق بابنا .. قدوري دق بابنا))
ننتظر ابينا يعود حاملا كيس الطعام
ناخذ منه مالا ننفقه في المدرسة
هكذا كنا .. روتين تملئه براءة الطفولة
لم نعرف ما معنى طاغية !
لهذا كنا نصفق حينما يقولون عاش القائد !
لم نكن نعرف معنى الجنس الاخر .. كل ما في الامر اننا نسبح معهن في مكان واحد ...
سابقا تولد لتعرف الخير لا لتعرف "العلاقات"
حيث السعادة تعم البيت .. والساحة .. والجيران
والابتسامة التي تتداعب بين الافواه
كنا نركض حول الظل نحسبه انسان اخر
كنا ننام بلا خوف
كنا نقرأ لنتعلم لا لنتألم
ونحمل شهادات التفوق لغرض المكافئة
كنا نصنع انسان من الطين ونقص عليه لحظاتنا
كنا نركض خلف ("ابو الغاز") لانه يطبل على العبوات
كنا نبني بيوتا من الاشياء القديمة للدجاج والحمام ونعطي اهتماما كبير لها
كنا نطمح لركوب الدراجة الهوائية
هذا هو الوجه الاخر لذاك الزمان ..
رماد 2017