عجيب كيف تهجرني
ومن لقياك تحرمني
تغفو في الثرى جسدا
وروحك فيّ تسكنني
حسين يا دماء الشوق تسري في شراييني
حسين يا احمرار الدمع في الأشفار والعين
وياجمر اللظى المسجور في الأعماق يكويني
حسين جرحي المفتوح يجري في الثرى نهرا
فأغرف منه محبرتي وأكتب بالدم الشعرا
وتروي أحرف الكلمات قصة غربتي المرّة
أرى عمري غدا طيفا يمر بخاطري ذكرى
فأرجوه بأن يبقى يجيب بلوعة عذرا
قضى ربي بأن أمضي فصبرا زينب صبرا
فكيف الصبر والنيران من حولي تحاصرني
أخي هل صهوة الأرماح أرأف فيك من بدني
لتحضن رأسك المدمى وليتك كنت تحضنني
وهل سمع الفضاء غدا أحنّ إليك من سمعي
لكي تشكو إليه جوى وما لاقيت من محن
وتبني من غبار الريح بيت الأمنّ والسكن
وتهجر بيت وجداني وفي البيداء تتركني
أخي ليت الثرى صدري وقلبي تربة القبر
لتغفو فيه في أمن من الرمضاء والحرِّ
تحسس دفء وجداني تلمّس حرقة الجمر
وخذ قلبي فرات الماء روحي ضفة النهر
توسّد متنيَّ المدمى بصوت الظلم والقهر
أنا ما ملّ صدري الهمّ ملّ الصبر من صبري
سهام الموت تمطرني وسهم البين يذبحني
أخي من أسرنا عدنا عسى في الطفّ تلقانا
جلبت الماء كي أروي فؤادا مات عطشانا
غسلت الجسم من دمعي نسجت الروح أكفانا
فكيف الصبر يا قلبي إذا وقت الجفا حانا
أترضى يا رفيق العمر بعد القرب هجرانا
فيا دفّان ألحدني غدا مثواه مثوانا
فكم قد كنت أعشق أن أرى كفيه تحضنني...