توارت عن الأنظار مراكبي غائرةً في بحرٍ من الضياع وكأني أتلذذ بأحزاني فملئت حقائبي بها وحتى الحروف الثائرة في ذاكرتي هي الاخرى رافقتني مع نغمات الشجن وكانت علامة فارقة في رحلتي خطها قلمي على أشرعتي لتهيم مع ريح عاصف تلازمه وتقودني الى ماضٍ سحيق من الترهات وعجيب حال سمائي قد أمطرتني مشاعر أغرقت كل أشلائي وروحي تفور بالأحاسيس الملونة وقد طغى عليها اللون الداكن فأختلطت عتمتها مع ظلي الذي لايشبهني وتسألني دمعة تدفقت بعسر ولادة الى ودياني المكتظة بالأشجان الى أين المسير وتسارعت الاحداث وانا أقف مع حقائبي الكثيره ولاتستغربوا فانها نتاج عمرّا من الأماني الضائعة وفي منتصف الطريق والمشهد بدى ساخناً بمناجاتي الطويلة للحظات عمري فصمت الجواب وهو لم يقرع مسامعي بهمسات الامل وقد جنت تلك الأحداث وصرعتني شهيداً تزفني مواكب العشق الى جزر الفناء مضمخا بقصائد ملتهبة تنتظر منبرا وقناديل تنير عتمتها الأبدية وعلى حسابات الأدراك إني قد هلكت ولكن أبقى الموت قلمي يتحرك راقصا كطير مذبوح ليخط لكم حروف النهاية.