حيّرت محطة راديو روسية مستمرة في البث على الموجة القصيرة منذ سبعينيات القرن الماضي الخبراء، الذين عجزوا عن فك سر الرموز والكلمات التي تبثها بشكل متقطع على مدار الساعة.
Daily Mail البريطانية، حاولت من جهتها الوقوف على هذا اللغز، واستعرضت جملة من الفرضيات التي تفسر بشكل أو بآخر الغاية من وراء هذا البث، وتكشف عن هوية مستمعيه، وكتبت أن المحطة المذكورة والتي يسميها الخبراء جدلا بـ"الطنان"، أو The Buzzer بالإنكليزية، تبث من منطقة مستنقعات في محيط مدينة بطرسبورغ شمال غرب روسيا.
وتشير الصحيفة البريطانية إلى أنه بوسع أي مستمع في العالم أن يلتقط بث "الطنان" على مذياعه ومحاولة فهم رموزه إذا ما ولّف الراديو الذي بحوزته على الموجة القصيرة بتردد 4625 كيلو هرتز.
وذكرت الصحيفة أن البروفيسور ديفيد ستابلس الخبير في حقل التجسس باستخدام الأجهزة اللاسلكية، أكد "أن الإشارة التي ترسلها هذه المحطة لا تحمل في طياتها أي معلومات تذكر"، رغم أن موجة الراديو التي تبث عليها تقتصر على استخدامات الجيش الروسي لا غيره.
وفيما ينفي العسكريون الروس بشكل قاطع أي صلة لهم بـ"الطنان"، تؤكد أكثر الفرضيات شيوعا، أنه ليس إلا مفتاحا لمنظومة "اليد الميتة" الروسية، ومخصص لتشغيل نظام توجيه الضربة النووية الانتقامية للعدو المفترض إذا تعرضت القيادات الروسية المخوّلة بإصدار أوامر الرد النووي لضربة نووية تفنيها، أو تقطع الاتصال بينها وبين القيادات الأدنى المسؤولة عن ضغط الزر النووي.
ومن الفرضيات الشائعة كذلك، أن وجود هذه المحطة من أصله، ليس إلا حركة فطنة وبسيطة من العسكريين الروس لاحتكار هذا التردد حصرا على الموجة القصيرة، ومنع أي جهة أخرى في العالم من شغله.
كما يرجح فريق لا بأس به من الدائبين على فك لغز "الطنان"، أن غرض موسكو من ورائه ليس إلا التواصل مع شبكة جواسيسها المنتشرة في أنحاء العالم، وإخبارها في حالات الأزمات الطارئة لوضعها في حالة التأهب، إذ لا يمكن تعطيل بث الراديو الذي يعتبر وسيلة الاتصال الأكثر موثوقية رغم ظهور الانترنيت ووسائل الاتصال المتطورة.
وخلصت Daily Mail إلى أنه وبغض النظر عن الفرضيات واختلافها حول الغاية من راديو "الطنان"، فإن أحدا في العالم لم يتمكن حتى اليوم من فهم الكلمات والعبارات المتقطعة والرموز التي يبثها، ولم يتسنّ لأحد الكشف عن هوية مستمعيه، والجهة القائمة عليه.
المصادر الروسية غير الرسمية، تشير إلى أن "الطنان" يصدر طنات متقطعة بواقعة 25 طنة في الدقيقة على مدار الساعة في مناسبات نادرة.
وتؤكد هذه المصادر، أن "الطنان" نشط في الفترة الممتدة بين أواخر السبعينيات ومطلع الثمانينيات من القرن الماضي، ولا يزال في خدمة الجيش الروسي الذي يبدل رموز النداء عبره بين حين وآخر ضمن نشاط الدفاع المدني والإنذار من خطر الكوارث.