مخاوف من دمج الذكاء الاصطناعي مع «إنترنت الأشياء»
- الكمبيوتر «ديب بلو» تمكّن من هزيمة بطل لعبة الشطرنج الأسبق، غاري كاسباروف، وهو مثال على أجهزة الكمبيوتر المدعومة بتقنيات الذكاء الاصطناعي. أرشيفية
تناقلت وسائل الإعلام، خلال الأشهر القليلة الماضية، مخاوف بعض العلماء والمشاهير في عالم التقنية، والتي تمحورت حول التأثيرات السلبية المحتملة للذكاء الاصطناعي على استمرار الجنس البشري. وجاءت هذه التصريحات بشكل رئيس من قبل «ستيفن هوكنغ»، و«إيلون ماسك»، و«بيل غيتس».
مخاوف مشاهير
ففي ديسمبر من عام 2014، عبّر الفيزيائي الشهير، ستيفن هوكنغ، عن مخاوفه في مقابلة أجرتها معه شبكة «بي بي سي» البريطانية قائلاً: «إن تطوير ذكاء اصطناعي كامل قد يُمهد لنهاية الجنس البشري»، في حين يعتقد المستثمر الشهير والرئيس التنفيذي لشركة تكنولوجيا الفضاء الأميركية «سبيس إكس» وشركة صناعة السيارات الكهربائية «تيسلا موتورز»، إيلون ماسك، بأن الذكاء الاصطناعي يُمثل أحد أكبر مخاطر الوجود البشري، كما قال: «إننا نستحضر الشيطان أثناء تعاملنا مع هذه التقنيات».
ولا يمتلك مؤسس شركة «مايكروسوفت» الأميركية، بيل غيتس، رأياً مُغايراً، إذ عبر عن رغبته ببقاء الـ«روبوتات» غبية إلى حدٍ ما، وقال: «أنا في مُعسكر من يشعر بالقلق إزاء الذكاء الخارق».
الذكاء الاصطناعي
ويوصف الذكاء الاصطناعي بأنه قدرة أجهزة الكمبيوتر على مُحاكاة سلوك وذكاء الدماغ البشري، وهو أمرٌ يُعَبّر عنه بقُدراتٍ حاسوبية على غرار التعرف الى الكلام والرؤية الحاسوبية، وترجمة اللُغات واتخاذ القرارات. ويعتبر الكمبيوتر «ديب بلو» Deep Blue الذي تمكن من هزيمة بطل لعبة الشطرنج الأسبق، غاري كاسباروف، عام 1997، من أحد أمثلة أجهزة الكمبيوتر المدعومة بتقنيات الذكاء الاصطناعي.
وتُعد قدرة أجهزة الكمبيوتر الذكية على اتخاذ قراراتها بشكلٍ ذاتي ودون تدخل الإنسان من أبرز الأسباب التي تدعو إلى إثارة المخاوف حيال تقنيات الذكاء الاصطناعي، كأن تقوم أجهزة الكمبيوتر بإعادة برمجة نفسها ذاتياً لإيجاد حل، أو التعامل مع قضية ما دون أن يُطلب منها ذلك.
ويرى مراقبون أن تشكل «الوعي» لدى تقنيات الذكاء الاصطناعي، يعتبر من أبرز السمات الواجب العمل على منع أو تحديد ظهورها في هذه التقنيات، خصوصاً عندما يتعلق الأمر بالتعامل مع بيانات حساسة خاصة بمُستخدمي هذه التقنيات.
إنترنت الأشياء
وتُعتبر «إنترنت الأشياء» من أبرز التقنيات الموجهة للتعامل بشكلٍ خاص مع كميات هائلة من بيانات المُستخدمين، وينطوي تحت هذا المُسمى جميع الأجهزة والأشياء المُتصلة بالإنترنت، والقادرة على استقبال وإرسال البيانات بشكل مُستقل دون أي توجيه من قبل الإنسان.
وتتوقع بعض التقديرات أن يصل عدد هذه الأجهزة إلى 50 مليار جهاز بحلول عام 2020، وتُعتبر أجهزة ذكية على غرار الغسالات المُتصلة بالإنترنت، وأنظمة ضبط حرارة المنزل «نيست» Nest، والسيارات المُتصلة بالإنترنت، وكاميرات المراقبة المنزلية، من أبرز أمثلة تقنيات «إنترنت الأشياء».
قلق أمني
وفي مناسبات مُتنوعة، أبدت جهات مُستقلة وحكومية قلقها من التداعيات الأمنية التي قد تنجم عن الانتشار الواسع لتقنيات «إنترنت الأشياء»، وقيامها بتسجيل كل صغيرة وكبيرة عن تحركات وأفعال الأشخاص المُحيطين بها، أو المستخدمين لها، في حين يرى بعض الخبراء الأمنيين مشكلات أكبر قد تترتب عن دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي مع «إنترنت الأشياء»، أو ربط الأجهزة المُتصلة بالإنترنت بشبكة ذكية مركزية.
ويخشى البعض من أن يؤدي دمج الذكاء الاصطناعي مع «إنترنت الأشياء» إلى مخاطر كبيرة تهدد حياة الإنسان، خصوصاً في حال تم النجاح بجلب أهم الصفات التي ينفرد بها الدماغ البشري إلى هذه التقنيات، والتي يأتي «الوعي» في مُقدمتها، أي أن تُصبح هذه التقنيات قادرة على فهم العالم من حولها بشكل مُشابه للإنسان، وبالتالي لا يمكن لأحد تصور ردود الأفعال المُحتمل اتخاذها من قبل هذه التقنيات.
وفي نظراتٍ أكثر تفاؤلاً، قد يؤدي الاندماج بين «إنترنت الأشياء» والذكاء الاصطناعي إلى توفير خدمات جليلة للإنسان، لكن ذلك لن يحدث قبل أن يتمكن مُطورو هذه التقنيات من ضبطها بالشكل الكافي، لمنعها من اختراق خصوصية الإنسان أو استغلال البيانات المُلتقطة بغرض إيذائه.
رد مع اقتباس
