سوق الحب"..العشق الممنوع في فيتنام
تتحول العلاقات العاطفية، التي لم تكلل بالزواج ــ لسبب من الأسباب ــ إلى ذكريات ومشاعر حبيسة العاطفة والكتمان، لا يجرؤ الشخص على الإفصاح عنها، حتى لا تؤثر في حياته وعلاقاته الجديدة، وقد يغير الشخص طريقه، إذا ما لمح طيف حبيبه السابق. لكن في فيتنام الأمر يختلف، حيث يمكن للعشاق القدامى الالتقاء علناً، واستعادة ذكرياتهم الجميلة في مهرجان "سوق الحب"، الذي ينظم كل عام في قرية "خاو فاي"، الواقعة على الحدود الصينية. حيث يتوافد مئات من أفراد القبائل التي تسكن بالقرب من القرية، لحضور مهرجان "سوق الحب". الذي يحتفلون به يومي 26 و27 من الشهر الثالث من التقويم القمري، الذي يصادف الأسبوع الأخير من شهر مايو من كل عام. ويجسد المهرجان أسطورة محلية قديمة تتداولها الأجيال لقصة عشق حزينة جمعت بين شاب وفتاة من قبيلتين عرقيتين في إقليمي ها جيانج وكاو بانج المتجاورين، فيضطران إلى الافتراق عن بعضهما بعضاً، بعد نشوب صراعات دموية بين قبيلتيهما المتنازعتين. ولأن الحب أكبر من الحرب قرر العاشقان الالتقاء سراً مرة كل عام، في نهاية شهر مايو ثالث الشهور القمرية في التقاليد الفيتنامية، وأصبح بعد ذلك تقليداً سنوياً في فيتنام، فعندما يحل الليل يبحث العشاق القدامى عن بعضهم بعضاً، من خلال أدائهم بعض الأغاني العاطفية إلى أن يلتقى كل منهم الآخر، في "سوق الحب" بقرية "خاو فاي". خلال مهرجان "خاو فاي" يقدم الممثلون المحليون عرضاً يجسد الأسطورة القديمة للحب، ويرتدي العشاق ألواناً زاهية ومزركشة، ويؤدون بعض الأغاني والأشعار الحزينة، ويستعيدون لحظات ماضيهم السعيد، كما تقام ولائم يقدمون فيها أشهي الأطعمة والمشروبات التقليدية. يمكن للزوجين الذهاب معاً إلى المهرجان، لكن يجب أن يفترقا عند باب السوق، حتى تتاح الفرصة لكل منهما للقاء حبيبه القديم، بشكل رومانسي. لقد تعود أهل القرية على هذا المهرجان، ولا توجد هذه المشاعر المتجددة مشاكل لهم، فهم يرون أنها مشاعر مؤقتة. يقول "لاو باو منه": في "سوق الحب" يمكنني مرة كل سنة لقاء حبيبتي السابقة والحديث معها، لقد كنا عاشقين حقيقيين، لكن الظروف منعتنا من الزواج، لذلك أحرص كل سنة على حضور المهرجان، لأجدد حبي، وأستعيد ذكرياتي الجميلة مع حبيبتي. ويضيف باو: ليست هناك مشكلة لدى زوجتي، فهي متفهمة طقوس هذا المهرجان، وهي الأخرى تلتقي عشيقها القديم في "سوق الحب". مع مرور السنوات، أصبح "سوق الحب" للعشاق القدامى رمزاً للحب والرومانسية في فيتنام، ومقصداً سياحياً يقصده آلاف السياح كل عام من مختلف المناطق والبلدان، للتعرف إلى العادات والتقاليد، وتذوق الأطعمة والمشروبات، ومشاهدة الرقصات الشعبية، والعروض والألعاب