: لماذا تضيق الأرض بالإنسان؟..
إن هناك طائفتين يعيشون في ضيق، هما:
الطائفة الأولى: إنسان يعيش في وطنه، ولكنه يعاني من عدة أمور، منها: الديون الكثيرة، والزوجة المشاكسة، والأولاد المتمردين.. فهذا يضيق به البلد، ولهذا إذا وجد مجالا، فإنه يذهب إلى بلد آخر.
الطائفة الثانية: إنسان وضعه جيد في وطنه، ولكنه في الصيف ذهب إلى دولة أخرى، فرأى: طبيعة أجمل، وزوجة أجمل، ووظيفة أفضل.. أيضا هذا تضيق به الأرض، ويتمنى ساعة الذهاب إلى تلك الدولة.
فإذن، إن الناس في الدنيا على قسمين: قسم تضيق بهم الأرض بما هم فيه من مشاكل.. وقسم من المؤمنين استذوق حلاوة العالم الآخر، هذا الإنسان لماذا يتمنى الموت؟.. يقول أمير المؤمنين (ع): (فو الله!.. لابن أبي طالب آنس بالموت من الطفل إلى محالب أمّه).. لأن أمير المؤمنين يعيش في خراب الكوفة، ويعلم أنه إذا مات سيكون عند الزهراء (ع)، والنبي الأعظم (ص)، فهل يتمنى البقاء على هذه الأرض؟..
إن المؤمن تضيق به الأرض، ليس من باب المشاكل، وليس من باب المرض النفسي؛ بل لأنه يرى أن ما بعد الموت أفضل وأجمل!.. يقول أمير المؤمنين (ع) في وصف المتقين: (لولا الآجال التي كتب الله لهم، لم تستقر أرواحهم في أجسادهم طرفة عين).