أشارت الأكاديمية الأمريكية والجمعية الكندية لطب الأطفال، أن الرضع الذين لم تتجاوز أعمارهم السنتين يجب ألا يتعرضوا للتكنولوجيا مطلقاً، في حين يجب تقييد تعرض من هم من عمر 3- 5 سنوات لساعةٍ واحدة في اليوم، أما الفئة من 6-18 سنة فيجب ألا يزيد تعرضهم لها عن ساعتين في اليوم.
وحسب صحيفة “هافينجتون بوست” الأمريكية، يستخدم الأطفال والشباب التكنولوجيا حوالي 4-5 أضعاف الوقت المُوصى به، ما يتسبب في عواقب جسيمة قد تهدد حياتهم، كما أن الأجهزة المحمولة (التليفونات المحمولة، الأجهزة اللوحية، الألعاب الإلكترونية) قد سَهلّت من وصول التكنولوجيا للجميع، خاصة صغار السن.
إليكم عشرة أسباب وصلت إليها الأبحاث، وتوضح لماذا يجب منع الأطفال تحت 12 سنة من استخدام الأجهزة المحمولة:

1- النمو السريع للدماغ
يتضاعف حجم الدماغ ثلاث مرات حتى عمر سنتين، وتستمر حالة النمو السريع حتى 21 عاماً وفقاً لعالم الاجتماع كريستاكيس في 2011، حيث يعتمد النمو المبكر للدماغ على المحفزات البيئية أو غيابها، ووُجِد أن تحفيز الدماغ عن طريق التعرض الزائد للتكنولوجيا، ارتبط بالتأخر الإدراكي ونقص الانتباه وصعوبات التعلم والاندفاع وعدم القدرة على السيطرة على النفس مثل نوبات الغضب.


2- النمو المتأخر
تشير الأبحاث بمركز HELP لدراسات التعلم المبكر وشريك جامعة بريتيش كولومبيا في عام 2013، أن التكنولوجيا تقيد حركة الأطفال، مما يتسبب في تأخر نموهم، فيدخل ثلث الأطفال المدرسة متأخري النمو، ويتبع ذلك تأثير سلبي على تحصيلهم الدراسي، كما أن الحركة تزيد من الانتباه والقدرة على التعلم، لذا فإن استخدام التكنولوجيا تحت 12 عاماً يضر بنمو الطفل وتعلمه.


3- السمنة المفرطة
ترتبط السمنة المفرطة بالتلفاز وألعاب الفيديو، ويزداد احتمال إصابة اصغار بالسمنة إلى 30% إذا احتوت غرفهم على أحد هذه الأجهزة، و30% من الأطفال البدناء قد يصابون بالسكر، كما يزداد خطر الإصابة المبكرة بالذبحة الصدرية والأزمة القلبية عند الأشخاص البدناء حسب ما أشار مركز مكافحة الأمراض والوقاية منها بالولايات المتحدة الأمريكية في2010، وبسبب السمنة غالباً، سيكون أطفال القرن الحادي والعشرين أحد أول الأجيال التي لن تعمر أطول من أهلهم وفقا لما ذكره أندرو برينتس الاستاذ الجامعي للبي بي سي في 2002.


4- الحرمان من النوم
لا يراقب 60% من الآباء استخدام أطفالهم للتكنولوجيا، كما أن 75% من الأطفال يُسمَح لهم باصطحاب التكنولوجيا لغرفهم، ما يؤدي إلى حرمان 75% من الأطفال بين سن 7-9 سنوات من النوم، وهذا يُضر بأدائهم الأكاديمي ودرجاتهم.


5- المرض العقلي
يعتبر الاستخدام المفرط للتكنولوجيا أحد أسباب ارتفاع معدلات إصابة الأطفال بالاكتئاب والقلق واضطرابات التعلق ونقص الانتباه والتوحد والاضطراب ثنائي القطب والذهان والسلوك المشاكس، حسب ما توصلت إليه أبحاث أجرتها جامعة بريستول في 2010 وجامعة روبينسون في 2008 وغيرهما.


6- العدوانية
قد يتسبب المحتوى المرئي العنيف في زيادة عدوانية الطفل، ويقول هيوسمان الأستاذ والباحث بمعهد الدراسات الاجتماعية بجامعة ميتشجان أن تعرض الصغار حديثي السن للعنف الجسدي والجنسي في وسائل الإعلام الحالية يزداد بشكل ملحوظ، ما دفع بالولايات المتحدة أن تقوم بتصنيف العنف في وسائل الإعلام، كخطر على الصحة العامة، بسبب تأثيره على عدوانية الأطفال، كما تشير التقارير الإعلامية أيضًا إلى زيادة معدلات استخدام القيود وغرف العزل كنوع من العقاب مع الأطفال الذين يظهرون عدوانية لا يمكن السيطرة عليها.


7- الخرف الرقمي
تساهم وسائل الإعلام السريعة في حالة من نقص الانتباه لدى الطفل، إضافة إلى ضعف الذاكرة ونقص التركيز، بسبب تركيز الدماغ على المسارات العصبية في الفص الأمامي، والطفل غير القادر على الانتباه لا يستطيع التعلم.



8- الإدمان
ارتباط الأهل بالتكنولوجيا يؤثر سلباً على الروابط بينهم وبين أطفالهم، ما يتسبب بإدمانهم للتكنولوجيا وارتباطهم بها، وتشير الدراسات إلى أن واحداً من كل 11 طفلاً في المرحلة العمرية ما بين 8-18سنة يعانون إدمان التكنولوجيا.


9- التعرض للإشعاع
في مايو 2011، قامت منظمة الصحة العالمية بضم الهاتف المحمول والأجهزة اللاسلكية الأخرى إلى تصنيف B2 من مسببات السرطان، بسبب انبعاث الإشعاع منها، كما أصدر جيمس ماكنيمي مع وزارة الصحة بكندا بيان تحذيري يوضح فيه أن الأطفال أكثر عرضة لهذه المخاطر من البالغين، وذلك بسبب عدم اكتمال نمو أدمغتهم وأجهزتهم المناعية، وبالتالي لا يمكن المساواة بين الأخطار على الأطفال والبالغين، كما أوصى د.أنتوني ميلر، الأستاذ في كلية الطب بجامعة تورنتو، بإعادة تصنيف التعرض لترددات الراديو في قائمة A2 ضمن مسببات السرطان، وذلك اعتماداً على نتائج الأبحاث الحديثة.


10- عدم الاستمرارية
الأطفال هم مستقبلنا، والوسائل التكنولوجية المستخدمة في تربية وتعليم الأطفال اليوم ليست أبدية، وليس هناك مستقبل لهم يستخدمون التكنولوجيا بهذا الشكل المفرط، لذا يتحتم علينا العمل على دراساتٍ وأبحاث من شأنها تقليل استخدام الأطفال للتكنولوجيا، حفاظًا على مستقبل أطفالنا.