إنّما نسود النّاس ياصديقي بالغنى عنهم ..
لا بالتملّق لهم ولا بلين جانبٍ قد يهوينا إلى درك قلوبهم .. وان موقف غنى واحدٍ يكفي أن تسود به عمرك أجمعه .. وإن مدة كفٍ واحده قد تسقطك العمر كله ..
فرص الحياة مباغته ..
تجيء بسرعة كلمح بَصر فتكون معولاً لك أو عليك .. فكن صارماً حتى حين تحزن .. قل لحزنك .. إن الله يجلوك ..
ثم لا تظنّ ياصديقي أن أحدًا فوق هذه البسيطه بيده أن تكون أقوى ..
أنتَ حين تتصل بالأعلى تكون كذلك فقط ..
لا تكشف جرحك لصغير ينظر فيه ويعجز عن طبّه .. والكبير ينزل في أخر كل ليل ..
لا يبطأنّ بك ألمك عن مزاحمة بابه ..
ومخالطة السائلين ..
وأنين الحزانى و حسرة النادمين ..
هذا هو محلّ الغنى الأول ..
هذا بابٌ لا يغلق ..
هذا رحمة تؤوينا حين تكاد الأرض أن تميد بنا ..
هنا سنلتقي حتمًا .. مادمنا أغنياء ..