الهداية من الله

‏﴿ إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ ﴾ [القصص: 56].
من أكثر الآيات التي تأمَّلتُها مرات ومرات، وما زلت أتأملها دومًا.

يا بُني، أنت وحدَك أعلمُ بنفسك وبدواخلها، وهداية النفس لن تتحقَّق سوى بإرادة ومشيئة الله سبحانه وتعالى، وعزيمتك وإصرارك نحو مجاهدة نفسِك.

دوري ومسؤوليتي أن أُرشدك نحو الطريق المستقيم، أن أُساعدك وأقِف إلى جوارك، وأُساندك نحو الصواب وتقوى الله.
ولن أتوقف أو أتكاسل عن تذكيرك وتوجيهك؛ فهذا واجبي نحوك!

ولكن لا تَغفُل يا بني، إنها إرادتك المنفردة، ويجب أن تكون على يقين أن الله معك، وقادرٌ على تبديل حالك إلى الأفضل، وقادرٌ على هدايتك، فقط اسعَ واجتهدْ بكل عزم وصبرٍ، توكَّل على الله، وأحسِن الظنَّ به، حتى وإن تعثَّرتْ أمورُك، حتى وإن طالتْ فترات الأتراح، وبدأ اليأس طريقه إليك، كنْ على يقين أن قدرة الله فوق كل شيء، وأنه فعَّال لما هو الأفضل لك.

تقويةُ نفسِك مسؤوليتُك، فلا تَلُمْ أحدًا سوى نفسك، ولا تَشكُ الآخرين وظلمَهم، أو تقصيرهم في إرشادك ونُصحك، أو تجعل الظروف والشدائد سببًا لتقصيرك وقلة عزيمتك.

لن ينفعك دعائي ونصيحتي، أو كلامي وحواري معك؛ فما يفيدك هو إيمانك بأنك تسعى نحو إيجاد أفضل ما في نفسك، أن تصبوَ نحو تحسين نفسك وتحصينها؛ باتِّباع ما أمرك الله به، واجتناب ما نهاك عنه.

لا ريب في أهمية نصائحي وتذكيري لك، ولكن الإرادة الحقيقية يجب أن تكون نابعة من داخل نفسك، والتوفيق في الهداية والتقوى، هو مشيئة الله وقدرته، وإرادته لِما يريد لعباده.

إنها قدرتك الذاتية، وصبرك نحو تقوية نفسِك، وفوق كل شيء إرادة الله سبحانه وتعالى؛ فهو وحدَه قادرٌ على أن يُنير بصيرتك، ويُرشدك نحو الصراط المستقيم.