طلب العلم في الإسلام
لا توجد أيُّ ديانة بالتاريخ حثَّت أتباعَها على طلب العلم كما حثَّ الإسلام عليها، فالتعلُّم أقدمُ المهن على تاريخ البشرية؛ قال تعالى: ﴿ وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ﴾ [البقرة: 31].
وقد فرضه الله سبحانه على المسلمين.
فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((طلبُ العلمِ فريضةٌ على كلِّ مسلمٍ، وإنَّ طالبَ العلم يستغفر له كلُّ شيءٍ؛ حتى الحيتان في البحر))؛ صحيح الجامع للألباني 3914.
ولأهمية العلم في الإسلام؛ فقد أنزَلَ الله تعالى أول خمس آيات من القرآن على رسول الله صلى الله عليه وسلم تتحدث عن العلم بصفة شاملة، وهي قوله تعالى: ﴿ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ ﴾ [العلق: 1 - 5]، فقد اختار الله عز وجل هذه الآيات - لأهميتِها - لتكون أول ما ينزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم من القرآن رغم الآلاف من المواضيع في القرآن الكريم.
وأمر الله سبحانه وتعالى نبيَّه أن يدعوه بطلب زيادة العلم؛ قال تعالى: ﴿ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا ﴾ [طه: 114].
ولفضل العلم ومنزلته الرفيعة في الإسلام؛ ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه خير من فضل العبادة؛ فعن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((فضلُ العلم خيرٌ من فضل العبادة، وخيرُ دينِكم الوَرَعُ))؛ صحيح الجامع، للألباني 1740.
ومن ثمرات طلب العلم في الإسلام:
أ - يرفعهم الله تعالى:
قال عز وجل: ﴿ يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ﴾ [المجادلة: 11].
ب - يسهِّل الله لهم طريقًا إلى الجنة؛ فعن كثير بن قيس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من سلك طريقَ العلمِ، سهَّل اللهُ له طريقًا إلى الجنةِ))؛ الاستيعاب لابن عبدالبر 3/ 369.
ج - إذا مات صاحب العلم فإنَّ أجره عند ربِّه عز وجل لا ينقطع؛ عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا مات الإنسانُ انقطع عنه عملُه إلا من ثلاثةٍ: إلا من صدقةٍ جاريةٍ، أو علمٍ ينتفعُ به، أو ولدٍ صالحٍ يدعو له))؛ صحيح مسلم 1631.
د - مَن يخرج لطلب العلم فهو في سبيل الله؛ عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مَن خرَج في طلب العلم، كان في سبيل الله حتى يَرجِعَ))؛ سنن الترمذي 2647.