النوم المشترك هو تقاسم مكان النوم مع طفلكِ الرضيع، قد يكون ذلك عن طريق النوم معًا في فراش واحد مع مراعاة عنصر الأمان، أو وجود سرير جانبي بجانب فراش الأم أو حتى وجود سرير منفصل للطفل في غرفة نوم الأم.
يؤكد الأطباء على ضرورة ألا يحدث النوم المشترك مع الرضيع في أماكن غير آمنة، مثل النوم في سرير صغير أو على الكنب والكراسي أو النوم على حافة سرير أو بجانب شخص يتقلب كثيرًا ويمكن أن يؤذي الطفل دون أن يشعر.

عادة ما تكون الطريقة المُثلى هي وضع الطفل في سرير جانبي أو منفصل بجانب الأم، وليس في فراش نومها نفسه، حتى لا تضره دون أن تشعر في أثناء النوم.
بخلاف ذلك فإن النوم المشترك مع الطفل الرضيع له 5 فوائد لصحته النفسية والجسمانية، وهي:
انتظام دقات قلب الطفل ونفسه:
في دراسة حديثة رصدت رد فعل طفل الرضيع عندما يقترب منه الغرباء ثم الأب ثم الأم، أوضحت شاشات المختبر المتصلة بجسمه أن نبضه ينتظم ويكاد يماثل معدل ضربات قلب الأم عندما تقترب منه، وذلك لم يحدث مع الغرباء.
أليس هذا مدهشًا؟ أوضحت الدراسة أن الأطفال، الذين ينامون بالقرب من أمهاتهم يتمتعون بما يُسمى الإثارة الواقية، وهي حالة من النوم تمكنهم من الاستيقظ بسهولة أكبر إذا كانت صحتهم في خطر، مثل صعوبات في التنفس، كما أن الرضع، الذين ينامون بالقرب من الآباء والأمهات لديهم درجات حرارة أكثر استقرارًا، مقارنة بالأطفال، الذين ينامون وحدهم. هذا يعني أن الطفل ينام أكثر أمانًا من الناحية الفسيولوجية بجانب الأم.
الحفاظ على سلامة طفلكِ:
إذا كان طفلكِ ينام بجانبكِ أو بالقرب منكِ، فأنتِ حتمًا ستشعرين به إذا وجد صعوبة في التنفس أو أصابته شرقة أو مغص أو تقلب ولم يستطع مساعدة نفسه، وبالتالي تحمينه من مخاطر عدة.
أظهرت أبحاث أجراها الدكتور جيمس ماكينا، مدير مختبر الأم والطفل بجامعة نوتردام، أن الأمهات والرضع، الذين ينامون بالقرب من بعضهم يتمتعون بأنماط النوم واقية، إذ تصبح الأمهات أكثر حذرًا وحرصًا ووعيًا بسلامة صغيرها وأسرع في الشعور به، فإذا كان يعاني من شيء في أثناء نومه بالقرب منها، فستتصرف سريعًا وتنقذه، ما أسماه الطبيب وئام النوم الليلي، الذي يحمي الطفل.
الرضاعة الطبيعية تصبح أسهل:
الأطفال الرضع يحتاجون للرضاعة الطبيعية ليلاً تحت الطلب في الأسابيع الأولى بعد الولادة، ووجود الطفل بجانب الأم في هذه المرحلة يجعل الرضاعة الطبيعية أسهل وأكثر راحة للأم والطفل، ويعمق الترابط بين الأم والرضيع، ويقي الأم من الاكتئاب، ويساعد على إدرار الحليب بشكل جيد.

الحصول على المزيد من النوم:
أوضح باحثون في كلية التمريض في جامعة ولاية تينيسي الشرقية أنه على الرغم من أن الرضع، الذين يرضعون رضاعة طبيعية ينامون أقل من نظرائهم، الذين يتغذون على الحليب الصناعي، فإن أمهاتهم المرضعات ينمن أكثر! لأن الأم تجد عدة أوضاع مريحة للرضاعة الطبيعية تساعدها على النوم أفضل والاطمئنان إلى وجود رضيعها بجانبها، ليوقظها ببكائه متى جاع وطلب الرضاعة.
الاستمتاع بالأمومة:
بشكل شخصي، النوم مع طفلتي وهي تحيط عنقي بيديها الصغيرة وتتلمس وجهي وتعطيني عناق وقبلة في المساء، أفضل شيء حدث لي على الإطلاق، لا توجد أم لا تستمتع بالنوم المشترك مع طفلها الصغير بجانب رائحته وأنفاسه وملامحه البريئة، التي سرعان ما ستكبر ويكبر الطفل ويطلب الجلوس والنوم بمفرده في غرفة منفصلة.