النتائج 1 إلى 6 من 6
الموضوع:

مشاكل تواجه تعليم المكفوفين وتعلمهم في العراق

الزوار من محركات البحث: 159 المشاهدات : 1338 الردود: 5
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    حُلْمٌ ضائع
    تاريخ التسجيل: August-2014
    الدولة: بلد اللا قانون
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 16,925 المواضيع: 1,150
    صوتيات: 153 سوالف عراقية: 1
    التقييم: 13288
    مزاجي: مُشَوَّش
    المهنة: موظف
    أكلتي المفضلة: لِبَن وتَمُر
    موبايلي: iPhone 15 Pro & Google Pixel 8
    آخر نشاط: منذ 13 ساعات
    الاتصال:
    مقالات المدونة: 5

    مشاكل تواجه تعليم المكفوفين وتعلمهم في العراق

    "مشاكل تواجه تعليم المكفوفين وتعلُّمهم في العراق"
    بقلم: الكاتب البصير حسن سعيد رضا.
    يواجه فاقدو البصر -المكفوفون- في العراق مشاكل جمة في التعليم والتعلُّم، والفرق بينهما هو أنَّ الأول يعني قيام شخص بنقل خبراته الى الآخرين وإيصال المعلومات اليهم دون أن يبذلو جهداً في اكتشاف شيء معين، أما التعلُّم فيعني ترك الطالب أو التلميذ يستنتج المعلومات ويكتشف قواعدها مع قيام المعلم بتوجيهه فقط، ولست بهدف التفصيل في مفهومَي المصطلحَين .. لكن أحببت توضيحهما بشكل مبسط كي يكون مقالي واضحاً.
    بعد التفريق بين مصطلحَي التعلُّم والتعليم، سأعرض المشاكل التي تواجه المكفوفين فيهما وأحاول معالجتها من خلال تجاربي البسيطة التي خضتها لكوني كفيف البصر.
    1. صعوبة الفهم والإستيعاب: يشكو الكثير من االمكفوفين من صعوبةٍ في التعلُّم نتيجةً للبطء في الفهم والإستيعاب، ولعل ذلك ناتج عن قلة خبرة المعلمين، فكثير منهم ليسو خريجي قسم تعليم المعاقين، ولم يدخلو دورات للتدريب على كيفية تدريسهم ولم يخالطو معلمين سابقين للمكفوفين من ذوي الممارسة والخبرة، مما يؤدي الى صعوبة في تلقّي المعلومات عند المكفوفين، الحل يكمن في تعيين المكفوفين من خرّيجي الكليات ومعاهد اعداد المعلمين في معاهد تعليم المكفوفين وتأهيلهم، ذلك لأنهم يملكون خبرات اكتسبوها من دراستهم الابتدائية والمتوسطة وعرفو كيف يتعلّم المكفوف.
    2. مشاكل يعانيها حديثو فقدان البصر: يعاني من فقدو بصرهم حديثاً -أي أنهم كانو كاملي البصر أو مبصرين كما تشيع تسميتهم- مشاكل في استقبال الحياة الجديدة بدون حاسة النظر مما يتطلب تدريبهم على الاندماج في المجتمع وإزالة الآثار النفسية التي تصيبهم جرّاء ذلك، هذا يتم بجعلهم يختلطون بمكفوفين من الولادة أو بأشخاص فقدو بصرهم مؤخراً لكنهم تخطو الصعوبات التي كانو يعانونها من فقد بصرهم وتعلمو كيفية الاعتماد على حواس أخرى غير البصر، كما يجب ادخالهم في دورات للتدريب على استعمال أعضاء الجسم الأخرى بدلاً عن العين وكيفية إعادة اندماجهم بالمجتمع، هذه الدورات يشترط أن يقوم المكفوفون بالتدريس فيها أو يقوم مبصرون تدرّبو على تدريس المكفوفين بذلك إن لم يوجد كفيف ذو خبرة.
    3. عدم فهم المعلم المبصر لوضع المتعلم المكفوف: أقصد هنا بالمعلم الشخص الذي يقوم بتعليم المكفوف على شيء معين لا المعلم في المدرسة، فالأب حينما يعلِّم ابنه الكفيف سقي الأزهار في الحديقة والاهتمام بها إنما هو يمارس دور المعلِّم وابنه يكون المتعلم، والأُم عندما تعلِّم ابنتها الكفيفة غسل الصحون فهي تمارس دور المعلِّمة وابنتها تكون المتعلمة.
    في هذا الصدد نَوَد إسداء بعض النصائح لمَن يقوم بتعليم الكفيف على شيء معين كي لا يواجه صعوبات وكي يضمن تعلُّم المكفوف وفهم ما يريده منه.
    أ. عليك أخي القائم بالتعليم أن تُدرك أنَّ عين المكفوف لا تعمل ولا يمكنه الاعتماد عليها، وإن كان البعض منهم -كصاحب المقال- يملكون جزءً من النظر لكنهم لا يستطيعون الاعتماد عليه .. كما إنه سيزول بعد مدة على الأغلب، هذا فضلاً عن أنَّ أكثر المكفوفين هم فاقدون للبصر بصورة كاملة ولا يملكون شيءً منه بتاتاً.
    ب. نتيجةً لما ذكرناه يجب اعتبار عين الكفيف مجرد عضو يؤدي وظيفة جمالية كالتحفيات في المنزل، فهذه لا تؤدي وظيفة خدمية خلافاً لجهاز التكييف الذي يمكنك استعماله في تبريد المكان أو تدفئته، خلاصة القول عين المكفوف لا تعمل فلا يمكن الاعتماد عليها بينما عين الانسان المبصر تعمل فتؤدي وظيفتين الأولى جمالية والثانية خدمية يرى بها الانسان المبصر ما حوله.
    ج. لهذا يجب الاعتماد على الحواس الأخرى خصوصاً السمع واللمس والشم في تعليم الكفيف وجعله يميِّز الأشياء، فمثلاً لو أردت جعله يتعرف على شكل المِفَك أو المطرقة .. أعطِهِ إياها واجعله يتلمسها جيداً، وإن أحببت تُعَرِّّفْهُ على أنواع الأزهار والعطور .. دعهُ يشُمَّها جيداً ويميِّز بينها ولا تصف له شكل الزهرة أو قنينة العطر فهذا لن يفيده في تمييزها، وفي حال أردت تعريفه على آلة كهربائية .. اجعلهُ يسمع صوتها وكذا بالنسبة لتعريفه على الأشخاص عليك جعله يتحدث مع الشخص المراد تعريفه عليه كي يسمع صوته ويحفظه كي يميِّزه عن غيره.
    د. في حال كنت تريد تعليمه القيام بعمل معين -خصوصاً الأعمال التي تتطلب استعمال أدوات كثيرة وبعضها جارحة- ينبغي عليك جعل المكفوف يلمس الآلة ويتعرف على الجزء الذي يؤدي الوظيفة .. مثلاً لو نويت تعليم كفيف ضَب بُرغي أو فكِّه .. أعطه المفكوألمسه رأس المفك الذي يدخل في البرغي، ثُمَّ ناوله البرغي وألمسه رأسه الذي يدخل فيه المفك .. بعد ذلك ضُب البرغي أو فُكَّه ودعهُ يلمس يدك أثناء قيامك بذلك، وفي حالة غسل الصحون أو شيء آخر أرشد الكفيف الى الأدوات المستعملة في الغسل والسوائل التي تستعمل معها وإلى كيفية سكبها وطريقة تحديد الكمية المطلوبة للغسل، وهكذا عليك شرح الأدوات والإجراءات التي نتبعها في القيام بعمل معين مع جعل المكفوف يلمسها ويلمس يدك أثناء القيام بتلك الإجراءات كي نضمن فهمه الكامل لطبيعة العمل المطلوب منه تعلُّم القيام به.
    ه. اذا أردتَ تعليم الكفيف الألوان، فلا بأس بذلك، لكن يمكنك جعله يحفظ أسماءها وما أسماء الألوان التي تتقارب مع بعضها، أما إن أردتَ وصف شيء عن طريق اللون فقط فهذا لن يفيد المكفوف، لهذا يجب ذكر لون الشيء وشكله الهندسي وحجمه وملمسه إن أمكن ذلك، مثلاً تصف له الطماطم (لونها أحمر شكلها كروي حجمها بحجم قبضة اليد وهي مغلقة تقريباً) وهكذا فهذا ينفع الكفيف.
    و. اذا أردتَ جعل المكفوف يتعلم الأشكال الهندسية -كالمثلث والمربع- ، قُص قطع من الورق أو الكرتون على ذلك الشكل واجعل المكفوف يتلمسه ليتعرف عليه.
    4. قلة ثقة المكفوف بنفسه وقلة ثقة المجتمع به: هذه مشكلة أخرى تضاف الى المشاكل التي تعيق تعلُّم المكفوفين، فقِلَّة ثقة الآخرين بالكفيف يجعله يفقد الثقة بنفسه، والحقيقة قلة ثقة الناس به أو انعدامها ناتجة عن الجهل بحقيقة المكفوف وبقدراته التي عوضه الله بها بدلاً عن بصره، الحل يكمن في تعزيز ثقة الكفيف بنفسه من خلال تعريفه بقدراته وما أعطاه الله إياهُ بدلاً عن حاسة البصر، كذلك تعريف المجتمع بالمكفوف وبقدراته لجعلهم يثقون به ويدعمونه معنوياً.
    5. تخلُّف مؤسسات تعليم المكفوفين في العراق وقِلَّتها: هذه من أهم العوائق التي تقف بوجه الكفيف وتعيق دراسته وتعليمه، ففي العراق لا يوجد غير بضعة معاهد لتدريس المكفوفين وتخلو بعض محافظاته -كالمثنى وديالى وبابل- منها، وفي المحافظات التي توجد فيها -كبغداد والبصرة- فهي لا تسد الحاجة نظراً لكثرة المكفوفين بحيث لا يكفيهم معهد واحد فضلاً عن وجودها في مراكز المحافظات مما يصعب على سكّان الأطراف الوصول اليها بسبب بُعد المسافة وازدحام الطرق وسوء الوضع الأمني.
    6. انعدام مؤسسات تطوير المكفوفين واستثمار طاقاتهم: هذه المؤسسات ليست تعليمية، بمعنى أنها لا تمنح شهادة أكاديمية فهي تختلف عن معاهد المكفوفين التي تمنح شهادات أكاديمية -ابتدائية أو ثانوية- والتي تكون بمثابة مدرسة، أما مؤسسات تطوير المكفوفين فتهتم بتنمية قدرات الكفيف الفنيَّة -كالنحت والموسيقى- والأدبية -كالشعر والنثر- والرياضية وغيرها مما لا يمكن تدريسه في مؤسسات التعليم الأكاديمية، أدى خلو العراق من مثل هكذا مؤسسات الى ضياع طاقات المكفوفين خاصةً الشباب وساهم في هبوط عزيمتهم نحو الدراسة والتعلُّم.
    7. تقليدية وسائل تعليم الكفيف وقدمها المفرِط: لا تزال الوسائل المُتَّبعة في تعليم المكفوف قديمة ومتخلفة، نتيجةً لتقليدية الأُسلوب الذي يتَّبعهُ المعلِّمون في معاهد تدريس المكفوفين، فتعليم المكفوف على طريقة برايل في القراءة والكتابة -التي تعتمد على حاسة اللمس بدلاً من حاسة البصر- لا يزال يتم باستخدام ما يسمى (اللوحة والقلم) ، وهي طريقة متخلفة قديمة وصعبة جداً حيث عليك حفظ شكل الحرف عند القراءة وشكله عند الكتابة ويجب أن تميِّز بين موقع خلايا العمود في القراءة والكتاب، فحينما تكتب شيءاً يجب أن تقلب الورقة لتقرأ ما كتبته بالتالي يجب أن تكتب الحرف مقلوباً عند الكتابة لتقرأه بشكله الصحيح عند قلب الورقة، وتخيلو كم هو صعب على الطفل أو من فقد بصره حديثاً، بينما العالم اليوم يزود كل تلميذ مكفوف بطابعة تجعلك تحفظ شكل الحرف الذي يكون نفسه عند القراءة والكتابة .. وهناك طابعات خاصة تشبه الطابعات الحديثة حيث تكتب ما تريده في الحاسوب باستعمال برنامج word أو text ثم تعطي أمر الطباعة وتنتظر قليلاً يخرج لك ما كتبته مطبوعاً على أوراق خاصة بطريقة برايل، هذا غَيض مِن فَيض مما تعانيه وسائل التعليم من تخلف مفرط.
    8. مشاكل أخرى: هناك مشاكل أخرى هي عامة تواجه جميع شرائح المجتمع بالتالي تؤَثر على الكفيف بصفته جزء من المجتمع فهي ليست خاصة به، منها الوضع الأمني المتردي وانتشار البطالة وانعدام فرص التوظيف وغيرها مما يسهم في إصابة الكفيف بالإحباط نتيجةً لما يرى حوله.

  2. #2
    من أهل الدار
    تاريخ التسجيل: July-2017
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 3,195 المواضيع: 29
    التقييم: 2153
    مزاجي: جوري

    موضوع جميل
    سلمت أناملك
    فكل الشكرلك
    بإنتظآر جديدك بكل شوق ..
    لروحك جنآئن الورد..




  3. #3
    ....
    sajaya ruh
    تاريخ التسجيل: January-2014
    الدولة: #ـــالعراق
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 25,847 المواضيع: 643
    صوتيات: 40 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 41412
    مزاجي: يبحث عن وطن
    أكلتي المفضلة: لا شيء معين
    مقالات المدونة: 46
    من يسمع او يقرأ هذا الكلام مع اﻷسف لاتوجد حقوق انسان في وطننا


    شكرا اخي حسن

  4. #4
    حُلْمٌ ضائع
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زرقاء الجنوب مشاهدة المشاركة

    موضوع جميل
    سلمت أناملك
    فكل الشكرلك
    بإنتظآر جديدك بكل شوق ..
    لروحك جنآئن الورد..



    خالص الشكر وجزيل الامتنان لشخصكِ الراقي على المرور الراقي والاطراء العبق يسرني أن مقالي البسيط هذا أعجبكِ

  5. #5
    حُلْمٌ ضائع
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نبضات عراقية ♡ مشاهدة المشاركة
    من يسمع او يقرأ هذا الكلام مع اﻷسف لاتوجد حقوق انسان في وطننا


    شكرا اخي حسن
    حياكِ الله أختي الكريمة، أعلم ذلك لكن واجبي التذكير وتوعية المجتمع عسى أن تفلح كتاباتي يوماً ما، كما أنني أفرغ جزءً من الطاقة التي تفور في داخلي التي تضيعها الدولة كل يوم أنا أفرغ جزءً منها في الكتابة كي لا تتحول الى بركان عنف وغضب

  6. #6
    صديق جديد
    ماري
    تاريخ التسجيل: January-2024
    الدولة: في اللامكان
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 1 المواضيع: 0
    التقييم: 1
    مزاجي: متفائل
    آخر نشاط: 5/January/2024

    مقابلة صحفية

    شكرا لطرح هذه القضايا. كصحفية تبحث في شؤون المكفوفين تعلمت الكثير من خلال هذه المقالة الثرية. ممكن طريقة للتواصل مع حضرتك بغرض اجراء مقابلة صحفية.

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال