كيف كانت الخطبة في العراق , الخطابة ايام زمان .
قوانين فحص الجودة
في اربعينات وخمسينات القرن الماضي اذا ارادت احدى العوائل تزويج احد ابنائها فانهم يبحثون له عن فتاة ذات اصل وفصل
وتليق بالام والاب قبل ان يرضى ويقتنع بها بالشاب ، وتبدأ الحكاية بان تاخذ ام الشاب احدى اخواته او عمته او خالته
لتبدا بالبحث ابتداء من الجيران القريبين ثم الابعد فالابعد وكانت الام تطرق الابواب بحجة انها تريد شرب الماء لشعورها بالعطش
وعند خروج صاحبة الدار تقول لها لقد ذكروا لنا ان عندكم بنتا" للزواج وقد جئنا لرؤيتها فان كان عندهم بنت فعلا فانهم سيدخلونهم او ان يعتذروا ويقولوا لهم ان بيت فلان عندهم بنات للزواج...
وبعدما تجد ام الشاب ظالتها وتقتنع بالفتاة ويتفق الطرفان تبدأ جدية العمل حيث تقوم ام الشاب بالفحص والتمحيص والتدقيق باحوال الفتاة وعلى النحو التالي : -
• تقترب الام من البنت وتمسك بشعرها وتجره بقوة لترى هل هي مصابة بتساقط الشعر ام لا.
• بعدها تسال البنت بصوت خافت عن اسمها لتكتشف قوة سمعها فقد تكون البنت مصابة بالطرش.
• بعد ذلك تقرب انفها من فم البت اثناء الحديث لتشم رائحته فقد تكون مصابة بالتهاب اللثة او البلعوم وتكون رائحة فمها نتنة.
• ثم تعطيها جوز او بندق وتطلب منها ان تكسره باسنانها لترى سلامة اسنانها.
• لتبدأ عملية فحص النظر حيث تعطي للبنت خيط وابرة وتطلب منها شك الخيط بها لترى قوة بصرها.
• ثم تبدا ام الشاب بتبادل الحديث مع الفتاة وتتسنط لنبرات صوتها خشية ان تكون خرساء او تخنخن او تتأتئ بكلامها.
وبعد كل ماحدث تبدا ام الشاب بالتفاصيل حول المتقدم والمتاخر والشد والعقد لتنتهي مهمة الام لتبدأ جلسة الرجال للتعرف على بعضهم....
كل هذا والشاب لم يلتقي او يلقي ولو نظرة على خطيبته...
ثم تسير الامور حتى ليلة الزفاف حيث يقوم اهل بتهيئة الفتاة وتعليمها سيناريو احداث تلك الليلة فتجدها تصاب بالصدمة الاولى.
اما الشاب فيقوم اصدقاؤه المتزوجون بتوجيهه وتعليمه مراسيم الليلة........
وبعد ان تزف البنت لزوجها فهنا اما تكون المواصفات كما حكيت فتكون الفتاة مقنعة للشاب والعكس صحيح وهنا لامشكلة بالامر...
او تكون البنت او الزوج على غير ما وصف فتحدث الصدمة الثانية...
وقد سمعت من ابائنا ان احدى الامهات زفت اخت العروس غير الجميلة بدل اختها لكي تصرفها عن رأسها قبل فوات الاوان فيصطدم الشاب بمواصفات عكس ماسمعها من اهله فاذا كان ساذجا ومسكينا (من اهل الله كما يقال) يرضى بقسمته ويستر على نفسه وعلى الفتاة من الفضيحة ..
اما اذا كان غير ذلك لتبدا احداث معركة ليس لها نهاية الا بشق الانفس.