ابتكارات مذهلة أحدثت "ثورة" في عالم صناعة السيارات
في عالم تظهر به طرق ذكية وجديدة لاستخدام التكنولوجيا وتطويرها كل يوم، لا شك بأن مجال صناعة السيارات قد يبدو مخيباً للآمال بعض الشيء.
فمنذ بداية القرن العشرين حتى يومنا هذا، لم تتغير أساسيات تصنيع السيارات، التي تعتمد استخدام محرك احتراق يحرك العجلات من علبة التروس، مع عجلة توجيه تغير اتجاه السيارة في المقصورة الأمامية.
ورغم أن التاريخ يكشف أن العديد من الأفكار المطورة في مجال تصنيع السيارات ليست جديدة على الإطلاق، إلا أن تطبيقها تطلب الكثير من الإبداع والعمل لجعلها شيئا يقبل العالم على شرائه والاستثمار به.
وقد يعتقد الكثيرون مثلاً، أن شركة تيسلا كانت أول من صنع السيارة الكهربائية، ولكن شركة تويوتا قد أنتجت أكثر من 9 ملايين سيارة هجينة منذ العام 1997، بينما قام توماس إديسون وهاريسون فورد قبل ذلك في العام 1913، بتطوير سيارة كهربائية معاً، لم تلق أي أهمية من العامة.
وهكذا هو مجال صناعة السيارات، مليء بأمثلة عن ابتكارات قديمة لم تسنح لمخترعيها فرصة تحقيقها، حتى جاء من بعدهم آخرون استطاعوا تصنيعها وتسويقها بطريقة تبهر العالم بأكمله، وتربط الابتكار باسم من نشرها، لا من اخترعها.
كذلك هي سيارات الدفع الرباعي التي قدمتها شركة هولندية اسمها "سبايكر" في العام 1903، لتتقيد هذه التقنية بالجرارات والعربات العسكرية مثل لاند روفر وجيب لأغلب القرن الـ20.
ولكن، استطاعت شركة أودي تغير ذلك في العام 1980، عندما صنّعت سيارة "كواترو" الرياضية الكوبيه، مزودة إياها بتقنية الدفع الرباعي، لتنتشر هذه التقنية بين سيارات الصالون والكوبيه، فضلاً عن سيارات الـSUV الكبيرة من شركات تصنيع السيارات التجارية.
ولكن، مع كل هذه التقنيات التي ابتكرت منذ زمن بعيد، تبقى التقنية الأفضل في تاريخ تصنيع السيارات، واحدة وُزعت مجاناً على العالم دون الاحتفاظ ببراءة اختراع تُكسب منها، هي حزام الأمان.
وقد قام المهندس نيلس بوهلين من شركة فولفو بتطوير فكرة حزام أمان للسيارات مكون من ثلاث نقاط تغطي جذع السائق وتلتف حول حضنه، لتستخدمه الشركة بحلول العام 1959.
وسرعان ما وصل الابتكار إلى الولايات المتحدة في العام 1963، إلا أن الشركة السويدية رفضت استغلال ميزة الابتكار الضخمة التي أحدثت تحولاً في عالم سلامة قيادة السيارات، ما دفعها إلى منح براءة الاختراع مجاناً، وتوفيرها إلى جميع مصنعي السيارات في العالم.