قلمي
ها أنذا أحملك بين أنامل ناعمة لا تخمشُ من يلامسها ، لأخطّ بكَ ما جال بخاطري إزّاءَكَ هذا المساء
يا منْ يعِزّ عليّ أن أراهُ نائماً في أحضانِ الجفافِ ، جالساً من قُرّائه مَزْجَرَ الكَلْبِ ..ما بالُكَ تلتزمُ الصّمتَ ، تصومُ عن الكلامِ ، تلتحفُ عباءَةَ السّكون والرّكود ، وكأنّ أمري لم يَعد يعنيك
عهدي بكَ تُسطّرُ كلّ ما ينتابني من شعور ، ما يختلِجُني من إحساسٍ ، وما يعتريني من اضطرابات وأزمات ، أفراح ومسراتٍ
كنتَ تنطلقُ على القرطاسِ كفرس جموح تنهبُ أرضَ البيداء نهباً ..تجري
جريَ السّعيد مدى ما أمّلا ..كنتَ تُدْخلُ عليّ من السّرور والحبور ما ينسيني واقعي الأليم
يا تُرجُمانَ القلبَ سجّل بربّكَ ما يمليه عليك خاطري منذ اليوم ولا تعصِ لربيعك أمراً ..فأنتَ منّي بمنزلة الرّوح من الجسد أو أكثر .. قد أختنقُ وكلماتي إذا لم تنتشلني من بِرْكَةِ همومي ، أحزاني ، ومصائبي ..متنفسي الوحيد أنت بعد ربّي يا قلمي
منقوووووووووول