#مراقد_ومزارات
أينما تحط الرحال وأينما تتواجد القلوب المؤمنة تجد هناك منارة وقبة تتوق إليها شوقا وتحس باطمئنان عند الدخول إليها وتستنشق العبق والأريج المحمدي الذي يفوح من ذلك المكان.
ومن تلك الأضرحة المقدسة ضريح السيد جليل قد لاقى ما لاقى وأهل بيته وتحمل من الأذى كآبائه ، انّه السيد العباس بن الإمام موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي السجاد بن الحسين بن علي بن أبي طالب أمير المؤمنين عليه السلام . عينه على الكوفة حميد بن عبد الحميد الذي كان عاملا للحسن بن سهل وزير المأمون في قصر بن هبيرة أيام المأمون العباسي . جاء الإمام العباس إلى هذه المنطقة التي كانت تسمى آنذاك بمنطقة ( أبو عراميط) في ضواحي مدينة الشطرة (وحاليا تسمى منطقة الحاوي الجديد) نتيجة لمعاناة العلويين من اضطهاد وتشريد في ذلك الوقت .
يعرف هذا السيد الجليل ب( العباس أبو كلة فجار الطوب ) وسبب هذه التسمية هو أن الجيش العثماني رمى القرية والمرقد هذا بمدافعه لضرب الثوار والمجتمعين والمتحصنين فيه فلم تصب مدافعه المرقد وتحولت إلى كتل من الطين ( كلة) وفي هذه الأثناء غضب الضابط العثماني المسؤول وقام بنفسه بالتسديد بيده وهناك انفجر المدفع ( الطوب) على الضابط في حين انّه كان المقصود تدمير مقام السيد وكل هذا كرامة للسيد الجليل ومرقده الشريف....
و الإمام العباس من أولاد الإمام الكاظم عليه السلام الذين أُعقبوا بغير خلاف ومن أولاده القاسم من زوجة له أم ولد قال البخاري اسمها (علم) وقال غيره اسمها (ندام) ومدفون حاليا في شوشي وهي قرية من قرى الكوفة قريبة من مرقد ذي الكفل.
للإمام العباس أثنى وعشرين أخا وهم ( الإمام الرضا عليه السلام ، عبد الرحمن، عقيل، القاسم، يحيى، داوود، سليمان، الفضل، احمد، الحسين، إبراهيم الأكبر، هارون ، زيد، الحسن، إبراهيم الأصغر، إسماعيل، محمد، إسحاق، حمزة، عبد الله، عبيد الله) .
ويقف هذا القبر الآن شامخا تأتلف فيه قلوب المحبين ويتوافدون زرافات ووحدانا لزيارته وله زيارة مخصوصة يوم السبت صباحا إذ تأتي الزوار مشيا على الأقدام ( سبع سبتات) من جميع نواحي ومدن القضاء يتبركون ويطلبون قضاء حوائجهم ، بل أن البعض يقضي ليلة الجمعة في مرقده لطلب الحوائج وشفاء المرضى ، ويلاحظ انّه يعج بآلاف الزوار في المناسبات المروية عن أهل البيت والزيارات المخصوصة وخاصة زيارة الأربعين وشهادة الإمام الكاظم عليه السلام وعيد نوروز وبقية الوفيات والولادات العامة .ويفتقر بناء المرقد لسوء المرافق الخدمية ، فضلا عن قدمه .