أصبحت مشاعرنا كخيوط دخان كلما صعدت في الروح تلاشت..ونهر الحنان اصبح سرابا يجهدنا ولانصله.فماأقسى لحظاتك ايها المساء وانت ترشق النفوس برغبات بدت كأنها محال فمن أين يأتي الأحبه وقد نثرت أشلائهم أحزاننا وكيف يرجعون وقد غمرهم طوفان القدر حتى طمثهم في مقابر الفراق ومابقى لنا منهم سوى صوره او ذكرى نحدق فيهم كمن ينظر الى السماء.. أفلا تكف عن نشر الهموم فقد جزعنا منك أفلا تستحي تخاطب الارواح بلحن الغروب ..أقُدّرَ علينا قضائك فنتجرع كأس الاهات بمرارة الصبر..وهل عودتنا أن نتلذذ بالدموع وهي تنساب في نهران همسك الضامئه وهي تشبه النار تصرخ هل من مزيد..لو بيدنا لطالبنا شمس الايام ان تشرق حتى لاتعود تمزح هذا المزاح الثقيل.. ولكن انصحك لاتأتي لتودعني سوف لن تجدني بعد الان سأبحر في مراكب الصبر فهناك الكل نائمون يغطيهم ذلك الرداء الابيض فلازاد ولامؤونه ولاهموم ولا قلبا يخفق بين الضلوع..وانا اعلم انك لاتتركنني لشأني سوف تلحقني هناك وهدأت الاوجاع حين انحنت رقبتي على وسادة الذكريات أتامل وجه قمر حجبته عني غيوم المحال ماأعذب ندائك وكأن له صدى هز كل أركان المساء حتى تساقطت نجوم حروفك هنا في ساعة السكون يرتشف قلمي حبر الحنين وأول حرف يخطه على لوحة المساء الاشتياق وها قد..اتاني اليوم هذا الليل ممتطيا جواد الذكريات وقد ارخى سرجه ووقعت ذكرى هنا..تمنيت لو ان الصبح لاياتي ابدا ..فقد غمرتني موجات حنين ماعهدتها طيلة عمري الى اين اخذتني لاادري .فبقيت مستيقظا ..كأن اشواق عمري كلها هاجت دفعه واحده ..ورحت هائما كاني لست من هذا الزمان..كأن امي ولدتني في عصور سحيقه وبقيت متخفيا..وقد بدى علي ملامح الجنون واذا بها تاتي بهدوء والقت تحيتها وكأن لساني فقد وظيفته عن النطق..والقلب وحده متكلما ..فرد التحيه..ومن هنا استيقضت الجراح..وبدأ فصل العتاب ..واذا بها تضع يديها..على جروحي فراحت في نوم عميق وتبقى تعالي وتعالي ..ترن في سمعك حرف يسحرك ايتها البكماء آلا تجيبي فتبقين خائفة تلوذين باكتار الليل ورصيف الصبر جرفته همسات الحنين مااعذب لحن طائر الليل ..يغرد بلغة النفوس الضامئه..ويجوب صحراء الالم بنشوة الابتسامه..فيسكن الحلم بين جناحات اليقضه..فيحاكي القلوب بلغة لايفهمها الا من كواه الشوق.