ذكرني سؤالك بالجزء الثاني من كتاب "حوار مع صديقي الملحد" .. حيث كان سؤال الملحد هو أنه لماذا ليس للإنسان حرية إختيار مسار حياته؟
ولماذا ليس لدينا الحرية المطلقة؟ كأن نضع المعايير الأساسية لكينونتنا بأنفسنا..
حيث رد عليه الدكتور مصطفى محمود بأن أسئلته تدور حول فسفطة جدلية قائمة على التكبر البشري..
لإنه عند طلب الحرية الطلقة فكأننا نطلب التحكم بملكوت الله.. فلله ملك السماوات والأرض.. ولا أحدسواه يتحكم بها.. وهذه الأشياء المسيرة لن يؤاخذن الله بها.. لذلك
نرضى بها وسلم أمرنا له سبحانه..
أما بالنسبة لاختيار مسار الحياة. فهذا يعتمد على مدى توسع مجال العلم عند الإنسان.. فقد اقتبس كلاما رائعا من الإمام أبو حامد الغزالي.. حين وصف التخيير والتسيير :
نحن مخيرون في ما نعلم..
ومسيرون في ما لا نعلم..
وكلما اتسعت دائرة المعرفة عند الإنسان, زادت حريته
فلولا اكتشاف وتطوير وسائل التنقل والتواصل لما كانت لدينا حرية التنقل والتواصل مع البعيد..
وهكذا تنبني الأمثلة..
وكذلك يعتمد التخيير على درجة إيمان العبد!
وقد طرح أمثلة كثيرة لأنبياء مثل موسى الذي كانت له قدرة على ضرب البحر بالعصا فاقسم إلى نصفين..
وعيسى الذي كان يبرأ الأكمه والأبرص ويحيي الموتى..
..
أما بالمسبة لسؤالك..
أعتقد أن الرضا شيء والقناعة شيء آخر..
فعندما يكتب الله لنا شيئا لطالما أردناه, فإننا نكون راضيين به, لأنه حصل توافق بين ما نحتاجه ونريده وبما أراده الله لنا..
أما القناعة هي تسليم الامر لله وبما قدره الله لنا.. ربما يتبين لنا حكمة ذلك الشيء سواءا في البعيد أو القريب.. وربما لن يتبين لنا ما هو الخير الموجود فيه!
اما بالنسبة للطموح من أجل الأفضل دائما.. فإن الله سبحانه وتعالى يقدر لنا المستقبل على حسب أعمالنا ونياتنا..
فكلما كان الجهد والطموح من أجل تحقيق شيء ما عاليا وبنية خالصة لله, فإن الله سييسر لنا كل ما هو خير..سواءا كان بتحقيق المبتغى للعبد واقترابه منه.. أو بتعويضه بشيء أحسن منه..
وبس والله!