* ابنى عنده سنة مش بيتكلم يعنى بيقول ماما وبابا، أنا قلقانة لأن أخته اتكلمت قبله، بس هو بيفهم كويس جداً، هو ده طبيعى وهو بيروح حضانة، يعنى اجتماعى، أرجو الإفادة؟
- يجيب د. شريف عبدالعال، استشارى طب الأطفال، كلية الطب جامعة القاهرة، أمين عام مساعد الجمعية المصرية لطب الأطفال، ورئيس تحرير «المجلة العلمية لطب الأطفال»:
الأولاد بالطبع أكثر تأخراً فى الكلام من البنات، ويعرف تماماً أن الطفل الأول ربما يتأخر قليلاً فى الكلام؛ لأنه لم يجد مَن يخاطبه ممن هم فى عمره.
إن الطفل يبدأ منذ الولادة فى إصدار الأصوات من البكاء والضحك ثم يبدأ المناغاة واللعب الصوتى خلال السنة الأولى، ويبدأ فى أول كلمة عندما يتم عامه الأول، وخلال تلك السنة تزداد حصيلة اللغة حتى يتمكن من تكوين جملة من كلمتين فى نهاية العام الثانى ثم تزداد الحصيلة اللغوية ويزداد طول الجملة حتى يتمكن من تكوين جمل طويلة ويبدأ فَهم قواعد اللغة واستخدامها، وإذا حدث أى اختلال فى نمو لغة الطفل يطلق على تلك الحالة «تأخر لغوى».
إن نمو اللغة يحتاج إلى سلامة وظائف المخ والسمع ووجود الطفل فى بيئة تساعده على التفاعل والاستفادة منها، ومن العوامل المهمة لنمو لغة الطفل أن تكون الحالة النفسية للطفل سليمة، لذلك عند حدوث أى خلل فى أى من العوامل السابقة قد يؤدى إلى تأخر نمو اللغة لدى الطفل مثل الضعف الفكرى أو الضعف السمعى، والتشخيص المبكر مهم جداً فى علاج حالات التأخر اللغوى.
وإذا كانت الأم قد أصيبت بأى مرض أو حدث نزيف أثناء الحمل أو ارتفاع فى ضغط الدم أو حدثت أى مشكلة أثناء الولادة وتأخر الطفل فى البكاء وأصيب بزرقة أو بالصفراء كل ذلك يساعد على تحديد السبب الذى قد يكون أدى لمشكلة تأخر نمو اللغة، وكذلك لا بد من أن نعرف مراحل نمو وتطور الطفل فى الوظائف الفسيولوجية الأخرى مثل الجلوس والتسنين، وبعد ذلك يتم إجراء بعض الفحوصات للطفل مثل قياس قدرات الطفل وتحديد العمر العقلى والعمر الاجتماعى ثم إجراء اختبارات السمع لتحديد نسبة السمع. وطبقاً للسبب نحدد العلاج فإذا كان الضعف السمعى هو السبب يبدأ الطفل فى ارتداء السماعة الملائمة لنسبة سمعه، ثم يبدأ الطفل فى تلقى تدريبات التخاطب التى تساعده على اكتساب اللغة وتكون نتائجها أفضل إذا بدأت مبكراً، وبجانب تدريبات التخاطب فالأسرة لها دور مهم فى مساعدة الطفل.