يمتاز الصيف بعدة أمور من أهمها فطريات القدم، فما هي العلاجات اللازمة لهذه المشكلة؟
جاء الصيف حاملاً معه درجات الحرارة المرتفعة والرطوبة، وللأسف الفطريات أيضاً. فجميعنا سمعنا عن المعاناة، أو عانينا بأنفسنا، من مشكلة الفطريات. حيث يزداد إنتشار هذه المشكلة في فصل الصيف لعدة أسباب مختلفة وتتركز هذه الإصابة بين أصابع القدمين، الأربية، منطقة الإبطين وفي طيات الجسم العديدة، فهي تشكل بيئة دافئة ورطبة بالنسبة للفطريات.
أكثر ما يزعجنا عند الإصابة بالفطريات هي الحكة غير المحتملة والشعور العام بعدم الإرتياح، بالإضافة إلى منظرها المزعج والظاهر للأعين! حيث تسبب عدوى الفطريات في جلد القدمين تقشره وإحمراره وظهور تشققات صغيرة في الجلد. عند الإصابة بعدوى الفطريات في الأظافر، يمكن رؤية تغيرات في مبنى الإظفر أو لونه: يصبح الإظفر أبيض أو أخضر اللون، وأحياناً تظهر عليه بقع بيضاء أو صفراء، وقد يزداد سمكه. وجميع هذه العلامات قد تشير إلى الإصابة بعدوى الفطريات في الأظافر.
عدوى الفطريات هي من أكثر أنواع العدوى شيوعاً. 9 اشخاص، بالمعدل، من بين الذين يسبحون في مياه البركة سوف تنتقل إليهم عدوى الفطريات. وتتحدث الإحصائيات عن أن 10% - 15% من الناس يعانون من عدوى الفطريات في الجلد والأظافر، وقد وصلت نسبة الذين يعانون من عدوى الفطريات بين عمال المناجم، الأشخاص الذين يعيشون في المدارس الداخلية أو بين الذين يخدمون في الجيش، إلى قرابة 30%.
ما هي عدوى الفطريات؟
تنتمي الفطريات إلى مجموعة الكائنات الحية ما بين الجراثيم والنباتات والطحالب. يمكن تصنيف الفطريات إلى فئتين رئيسيتين:
- الأولى هي - النباتات اللاوعائية Bryophytes ، وأشهرها فطر الشعروية trichophyton، وهو العامل العدوائي الرئيسي الذي يسبب الإصابة بعدوى الفطريات في الجلد وأظافر القدمين.
- الفئة الثانية فهي - الخمائر، وأشهرها المبيضات.
بوسع معظم الفطريات أن تنتج مواد تستطيع أن تفطر الدهنيات، البروتينات أو الكيرياتين، وعن طريق ذلك تستطيع إختراق أنسجة الجلد والأظافر.
كيف تنتقل عدوى الفطريات إلينا؟
تتعلق إحتمالات الإصابة بعدوى الفطريات في الجلد والأظافر بعدة عوامل:
- وجود الفطر في البيئة المحيطة بنا.
- قدرة الفطر على البقاء على قيد الحياة، عندما يكون في مرحلة نقل العدوى (هنالك فطريات تستطيع العيش على قشور الجلد لمدة سنتين).
- توفر عوامل وظروف تتيح إختراق الفطريات للجلد، مثل الرطوبة، التشققات أو إلتهاب الجلد.
يعتقد البعض بأن فطريات القدم تدل على وجود عدوىالفطريات في الجهاز الهضمي، إلا أنه ليست هنالك أية دراسات تؤكد حقيقة هذا الإعتقاد. في الحالات التي يعاني فيها المرضى من ضعف في القدرة المناعية، كما في مرض الإيدز مثلا، يصبح المرضى أكثر عرضة للإصابة بعدوى الفطريات في الأعضاء الداخلية، مثل الجهاز الهضمي والرئتين وغيرها، ولكن لا صلة بين هذه العدوى وعدوى الفطريات في الجلد والأظافر. تكون عدوى الفطريات في الجلد والأظافر سطحية، عادةً، وتأتي من 3 مصادر بالأساس، هي: الحيوانات التي تعيش في البيئة المحيطة بالإنسان، الأرض التي نمشي عليها أو وجود أشخاص اخرين مصابين بعدوى الفطريات في البيئة التي تحيط بنا. وهنالك أيضاً بعض أنواع الفطريات التي تعيش على النباتات أو الأشواك.
إضافةً إلى ذلك، الأشخاص المصابون بداء السكري مثلاً أو الذين يعانون من إضطرابات في تدفق الدم، أو أولئك الذين يعانون من ضعف في القدرة المناعية - جميعهم معرضون للإصابة بعدوى الفطريات. كذلك المرضى الذين يرقدون قي المستشفى لفترات طويلة، وبالتالي يتحتم عليهم أن يستحموا في الحمامات العمومية، أو المرضى الذين يتناولون المضادات الحيوية لمدة طويلة، هم أيضاً أكثر عرضة للإصابة بعدوى الفطريات، نظراً لتضرر الجراثيم التي تحافظ على سلامة الجلد.
يزداد خطر الإصابة بعدوى الفطريات في الصيف، نظراً لأننا نكون معرضين للعوامل الخارجية التي تحفز على الإصابة بالعدوى. الأماكن التي تكون ملوثة بالفطريات، مثل البرك، الحقول والحدائق، تشكل أرضاً خصبةً لعدوى الفطريات، ولذلك ينصح بانتعال الأحذية وتجنب المشي حفاة القدمين. حتى بعد معالجة الفطريات وتماثل الجلد للشفاء، يبقى هنالك خطر تكرار ومعاودة الإصابة بالعدوى في حال التعرض لأسطح ملوثة بها. لتقليل إحتمالات الإصابة، يوصى بالإمتناع عن المشي حفاة القدمين فوق أسطح خشبية أو فوق السجاد على إختلاف أنواعه، كما يوصى بتجنب الإستحمام في الحمامات العمومية أو الإستحمام في حمام بيت يعاني أحد أفراده من عدوى الفطريات.
من الجدير بالذكر أن عدوى الفطريات تنتقل من إنسان إلى اخر، ولكنها تنتقل أيضا من الأسطح الملوثة إلى الإنسان.
وثمة عامل اخر يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة هو الرطوبة. الأشخاص الذين يعانون من فرط التعرق في القدمين - التعرق يضر بسلامة جلد القدمين، مما يسبب ظهور تشققات صغيرة تستطيع الفطريات الدخول من خلالها. من جهة أخرى، فإن الجلد الجاف، وهي ظاهرة نلحظها في الصيف، يسبب ظهور تشققات جلدية صغيرة تتيح بدورها دخول الفطريات إلى الجلد والأظافر. وجود الفطر في إظفر واحد يزيد من خطر إصابة الأظافر الأخرى والجلد بالعدوى. كذلك، يجدر التنويه إلى أنه عند علاج فطريات القدم في الجلد والأظافر، من المستحسن أن يتم تغيير الحذاء، نظرا لأن الفطريات قد تتواجد في الحذاء أيضاً، وبالتالي فإنها تشكل مصدراً لإنتقال العدوى والإصابة بها مرة أخرى.كيفية علاج فطريات القدم؟
اقرؤوا المزيد حول هذا الموضوع:
تعرفوا ايضا على فطريات الأضافر وعلاجاتها.
عاد الصيف، ومعه الفطريات الجلدية!
الحساسية للعفن والفطريات.
لمتابعة تغريداتنا على التويتر اضغطوا هنا!
إذا كان الحديث يدور عن فطريات الجلد، ففي معظم الحالات يمكن معالجتها بواسطة مراهم لعلاج فطريات القدم، والتي تعمل على التقليل من الحكة، بحيث يتم وضع هذه المستحضرات على المناطق المصابة - بين أصابع القدمين وعلى جلد القدمين - لمدة 10 أيام على الأقل. أما في حالات فطريات الأظافر، فهنالك عدة خيارات علاجية. إذا كانت العدوى تشمل إظفراً واحداً أو إثنين فقط، يمكن إذابة الجزء المصاب باستخدام مستحضر يدعى keratospor ، ولاحقاً يتم استخدام مستحضرات مضادة للفطريات على شكل مرهم أو محلول. وسيلة علاجية أخرى هي عن طريق إستخدام طلاء أظافر طبي. عند إصابة عدد من الأظافر بعدوى الفطريات، يجب تناول دواء مضاد للفطريات عن طريق الفم، يصفه الطبيب ويمكن الحصول عليه بواسطة وصفة طبية.
الوقاية من فطريات القدم
نظراً لأن عدوى الفطريات تظهر في المناطق الرطبة وفي الأماكن التي تكون ملوثة بالفطريات، فإنه من أجل تقليل خطر إنتقال العدوى والوقاية منها يوصى باعتماد الأمور التالية:
- الحفاظ على تهوية القدمين: إذا كنتم تنتعلون الأحذية المغلقة، فعليكم أن تحاولوا انتعال الصنادل (المفتوحة) مع حلول الصيف.
- على الأشخاص الذين لا يستطيعون إنتعال الأحذية المفتوحة خلال فصل الصيف، أن يواظبوا على إرتداء جوراب قطنية وأن يقوموا باستبدالها خلال النهار.
- ينصح الجنود بتغيير الجوراب طيلة الوقت، وينبغي عليهم أن يتزودوا بجوارب إضافية في الأيام التي يكون الطقس فيها حارا بشكل خاص.
- قوموا بغسل المناطق المعرضة للإصابة بالعدوى كل يوم، وجففوها بشكل جيد باستخدام المنشفة، وخصوصاً في كفي وأصابع القدمين.
- عند الإستحمام في الحمامات العمومية، أو عند السباحة في البرك، احرصوا على انتعال الصندل طوال الوقت، لمنع التماس مع الأسطح الملوثة بالفطريات.
- ينبغي على الأشخاص الذين يعانون من عدوى الفطريات أن يستخدموا منشفة خاصة بهم عند الإستحمام.
- يوصى بتجنب إستخدام الصابون الذي يسبب جفاف الجلد. وعوضاً عن ذلك، ينصح باستخدام المستحضرات التي لا تحتوي على الصابون، كما ينصح بالإستحمام بمياه دافئة وليست ساخنة، لأن الأخيرة تضر بالجلد. ينبغي تنظيف الجلد بنعومة أثناء الإستحمام.
- بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من جفاف الجلد، يستحسن استخدام مرطب للجسم يحتوي على اليوريا، وذلك نظراً لخصائصها التي تزيد من رطوبة الجلد.
في النهاية معرفة أهم المعلومات حول فطريات القدم سيساعدك في تجنب الإصابة بها، أو حتى القدرة على التعامل معها ببساطة وسلاسة.