TODAY - 01 August, 2010
التيار الصدري يحذر من محاولات أميركية «لعزله» ويقول إنه لن يبقى في المعارضة
العراقية: واشنطن تستعد لطرح سيناريو جديد لتشكيل الحكومة.. ولا جلسة استثنائية اليوم
متبضعون ورجال امن في شارع الجمهورية بمنطقة الشورجة وسط بغداد الذي اعادت الحكومة افتتاحه امس (ا ف ب)بغداد – اميمة يونسقال مصدر مقرب من القائمة العراقية امس السبت، ان جمود المفاوضات بين الكتل، سببه انتظار زيارة وفد اميركي رفيع يحمل مبادرة جديدة سترعاها واشنطن لدفع عملية تشكيل الحكومة المتلكئة، في وقت حذر التيار الصدري من اي محاولة لعزله وجعله في المعارضة، قائلا ان لذلك "تداعيات" غير طيبة.
وشهدت المحادثات بين الكتل السياسية جمودا مطبقا خلال الايام الثلاثة الماضية، وسط توقع بأن يوضع ملف تشكيل الحكومة المتلكئ منذ نحو 5 شهور، على طاولة مجلس الامن الدولي الاربعاء المقبل.
وقال قيادي في المجلس الاعلى ان جلسة اليوم الاحد التي كانت القائمة العراقية قد دعت اليها بهدف مراجعة قرارات حكومة نوري المالكي وموضوع تحويلها الى تصريف الاعمال، قد أرجئت لعدم اتفاق الاطراف الاساسية.
واضافة الى انتظار بغداد تقرير المبعوث الدولي اد ميلكرت بشأن العراق، فإن مصادر غربية بينها صحيفة فاينانشال تايمز نقلت امس، عن احد المسؤولين الاميركيين تأكيده ان وفدا اميركيا رفيعا سيصل بغداد قريبا جدا لدفع محادثات تشكيل الحكومة. ونقلت الصحيفة عنه قوله ان واشنطن "مهتمة بموضوع تشكيل الحكومة، لكنها لاتدق ناقوس الخطر. ونحن نساهم بتقديم المساعدة بالقدر الذي نستطيعه في عملية تشكيل الحكومة".
وقال دبلوماسي غربي في بغداد ان السياسيين العراقيين "قد تخلفوا بشكل كامل عن الالتزام حتى بمواعيدهم المطاطية النهائية. ولقد كان ثمة احساس ان هناك تقدما في العملية السياسية، وفي الوقت الحاضر هناك شعور ان العملية
قد توقفت تقريبا".
وفي هذا الاطار كشف مصدر مقرب من القائمة العراقية طالبا عدم كشف هويته لأنه غير مخول بالتصريح، ان معلومات قائمته تفيد بأن الوفد الاميركي الرفيع "سيحمل سيناريو جديدا لتشكيل الحكومة" غير ذلك الذي طرحه نائب الرئيس الاميركي جو بايدن والسفير الاميركي السابق
في بغداد زلماي خليل زاد.
وكان بايدن يتحدث الشهر الماضي عن صفقة لتقاسم السلطة بين اكبر قائمتين فائزتين في الانتخابات وهما العراقية بزعامة اياد علاوي، ودولة القانون بزعامة المالكي، الامر الذي لم يكتب له تحقيق اي تقدم يذكر بسبب صعوبات بناء الثقة بين الجانبين.
وقال المصدر ان "فشل مشروع بايدن دفع الاميركان الى تصميم سيناريو مختلف، سيعلن عنه لاحقا" رافضا الحديث عن مزيد من التفاصيل.
من جهته قال نائب في التيار الصدري، ان كتلته تشعر بوجود "تحركات اميركية تستهدف عزل التيار الصدري وإخراجها من العملية السياسية في العراق" واكد النائب الذي فضل عدم ذكر اسمه في تصريح لـ"العالم"، ان التحركات الاميركية الاخيرة "تسعى لمنعنا من اخذ دور في القرار السياسي خلال الحكومة المقبلة" لافتاً الى ان "الضغوط الاميركية تتجه نحو تنصيب المالكي في رئاسة الحكومة على اعتبار ان الاخير يحقق لهم طموحهم ومشروعهم وهو ما يعارضه التيار الصدري بشدة" بحسب قوله.
وقال النائب ان تشكيل الحكومة "سيعتمد كثيرا على مواقف قادة كتلتي العراقية ودولة لقانون" لكنه تساءل: "هل بإمكان تلك الاطراف ان تتحمل حكومة يكون التيار الصدري خارجها كمعارض للحكومة؟".
واعتبر النائب سيناريو عزل التيار الصدري "مجازفة تقوم بها تلك الاطراف، وقال انه لا يوجد عاقل يجازف بوضع التيار الصدري في خانة المعارضة خاصة خلال المرحلة الراهنة الخطرة من تاريخ العراق" بحسب تعبيره.
وبشأن مصير التحالف الوطني وهو الكتلة التي تضم الطرفين الشيعيين، اوضح النائب ان مصير هذا التحالف "سيبقى قلقاً طالماً تمسك المالكي بترشيحه لمنصب رئاسة الوزراء، وهو امر نرفضه ولن نقبل به".
وعما اذا كان توقف الحوارات بين الكتل انتظارا لجلسة مجلس الامن المزمعة، قال النائب ان المنظمة الدولية ليس لها علاقة بموضوع تشكيل الحكومة في البلاد، "حيث لا توجد قاعدة قانونية تستند اليها للتدخل بالشان العراقي، فالبند السابع يفرض وصاية مجلس الامن على البلاد من الناحية الاقتصادية فحسب".
الى ذلك، نفى حميد المعلة، عضو الائتلاف الوطني العراقي، والقيادي في المجلس الاعلى، وجود جلسة استثنائية اليوم للبرلمان، مؤكداً لـ "العالم" ان الحوارات بين الاطراف السياسية "لازالت مستمرة لكنها لم تصل الى حد حسم القضايا العالقة بينهم".
وحيال توقف الحوارات على امل انتظار نتائج جلسة مجلس الامن قال المعلة "لا للتهويل او التقليل من قيمة هذه الجلسة، فنحن مع نظرية الوسط فيما يخص جلسة مجلس الامن" مضيفاً ان هذا الاجتماع "قد لا يؤدي الى حل القضية العراقية، انما هي جلسة لتقويم وضع العراق الذي يتيح ان يخرجه من البند السابع او العكس".
من جانبه، يرى جمال البطيخ، عضو القائمة العراقية، ان عقد جلسات مجلس النواب بدون اتفاق الكتل السياسية تعد غير مجدية، مؤكداً لـ"العالم" ان جلسات البرلمان سوف "لن تكون مجدية خاصة مع عدم وجود اتفاق بين الاطراف السياسية".
ويضيف ان مجلس النواب وطالما لم ينتخب له رئيس ونائبان بعد "بمثابة الجسد بدون رأس، وعليه فان أي اجتماع لا يؤدي الى اتفاق بصفقة واحدة حيال مناصب الرئاسات الثلاث".
ويعتقد البطيخ ان تلكؤ اتفاق الاطراف العراقية ربما يسمح لمجلس الامن "ومن خلال البند السابع الذي خوله المحافظة على العملية السياسية في البلاد، بإعلان مجموعة توصيات تخص العملية السياسية او قد تشكل حكومة في العراق".
اما سامي الاتروشي، عضو الاتحاد الاسلامي الكردستاني، فيؤكد بأن رئيس السن في البرلمان فؤاد معصوم لم يحدد حتى الان موعداً رسمياً لعقد الجلسة الاستثنائية التي دعت اليها القائمة العراقية، موضحاً لـ"العالم" ان القادة العراقيين "باتوا يبحثون عن مبررات لوقف الحوارات فيما بينهم، حيث اصبحت جلسة مجلس الامن مبرراً للجمود، علماً ان الجلسة المزمعة سوف لن يكون لها تأثير على ملف تشكيل الحكومة في البلاد".
ويعرب الاتروشي عن اسفه لأن الكتل ترفض ان يكون الحل من خلال المجتمع الدولي ومجلس الامن "بينما تنتظر ان يأتي الحل من دول تتدخل في الشأن العراقي" مشيراً الى ان تضارب مصالح تلك الدول جعل العراق "ساحة حرب دولية حقيقية".
elalem