24 تموز 2017 - 14:06 الرغبة بالتباهي واستعراض القوة دون اتزان ومعرفة، حولت عرساً الى مأتم انتشرت فيه برك الدماء بدل تناثر حلوى الفرح.
في الوقت الذي عجت فيه المنطقة بمظاهر الفرح عشية بدء حفل زفاف، سادت حالة من الصدمة في حي السواعد الشعبي ضمن بلدروزبديالى عندما حاول أحدهم التباهي والتعبير عن غبطته، لكنه ارتكب مجزرة مروعة.
ثلاثة مصابين بينهم طفلة وقتيلة مسنة، عاقبة وخيمة، انتهى بها الفرح نتيجة طيش وسوء استخدام لسلاح رشاش نوع "كلاشينكوف" انحرف من يد ماسكه، ما أثار الرأي العام المحلي في ديالى، لتتوالى ردود الفعل الشعبية الغاضبة إزاء إطلاق الرصاص بالهواء في الأفراح والأحزان.
وقال مصدر محلي في قضاء بلدروز في حديث لـ السومرية نيوز، إن "اجمالي ضحايا إطلاق النار في حفل زفاف من قبل احد الأشخاص على صلة قرابة بالعريس في منطقة سواعد في أطراف بلدروز، مساء أمس، بلغ قتيلة وهي امرأة مسنة لفظت أنفاسها الأخيرة في المستشفى، فيما أصيب شابين اثنين وطفلة، وتم اعتقال مطلق النار وإحالته للتحقيق".
وأضاف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أن "التحقيقات الأولية تفيد بأن سلاح الكلاشينكوف انحرف من ساعد ماسكه وتسبب بالمأساة"، مؤكدا أن "إطلاق النار في الأفراح موجودة في بلدروز لكن لم تسجل إصابات في صفوف المدنيين من قبل، وربما هذه هي الحادثة الأولى منذ سنوات".
أما عضو مجلس ديالى عامر الكيلاني قال في حديث لـ السومرية نيوز، إن "إطلاق النار الكثيف في الأفراح والمأتم في ديالى ظاهرة سلبية ازدادت بشكل لافت في السنوات الأخيرة وهي بالفعل تحصد بين الحين والأخر أرواح أبرياء، ما يتطلب موقفا مجتمعيا لإنهاء الظاهرة التي تشكل بالفعل خطر".
وبدوره قال الناشط جاسم كريم في حديث لـ السومرية نيوز، "لابد من تطبيق القانون بحذافيره وردع المخالفين، ولا يمكن القبول بتحول الأفراح الى مأتم بسبب محاولة البعض التعبير عن فرحتهم بلغة السلاح"، مؤكدا أن "ما حدث في بلدروز، مساء أمس، أمر محزن للغاية يدعو للتساؤل".
وأضاف كريم، أن "إطلاق النار في الهواء تقليد مجتمعي يبرز بقوة في الأرياف، وهنا يجب على العشائر أن تأخذ دورها في هذا المضمار من اجل معالجة هذه الظاهرة وتوعي أبنائها بخطورتها على الأمن"، مشددا على "ضرورة إبعاد مسلسل الفواجع التي تحصل بين الحين والآخر".
وبين كريم أن "الحادثة أثارت الرأي العام، خاصة من خلال نافذة التواصل الاجتماعي وكانت اغلب الردود غاضبة ومستنكرة لظاهرة تشكل خطرا حقيقيا نتيجة تكرار سقوط الضحايا".
أما عضو مجلس ديالى احمد الربيعي فقد اعتبر إطلاق النار في الهواء بالأفراح والمأتم "ظاهرة خطيرة للغاية، لأنها خرجت عن كل الضوابط، وفي بعض الأحيان تتحول الى أشبه بالجبهات تستخدم حتى الأسلحة المتوسطة والثقيلة فيها وكأننا في حالة حرب".
وتابع الربيعي، أن "المرجعيات الدينية حرمت هذه الظاهرة وكان لنا توعية للأهالي في هذا المضمار، لكن للأسف نجد بين فترة وأخرى يسقط ضحايا من المدنيين نتيجة إطلاق النار في الهواء".
يذكر أن ظاهرات إطلاق العيارات النارية في الهواء استفحلت في معظم مناطق العراق في مناسبات الفرح والحزن على حد سواء، وكثيرا ما تؤدي الى سقوط ضحايا في صفوف المدنيين، في حين تصدر الجهات الأمنية بين الحين والآخر تعليمات تقضي باعتقال مطلقي الرصاص.