ولما نزلت الصلاة على مقتضى قوله تعالى - وإن من شئ إلا عندنا خزائنه وما ننزله إلا بقدر معلوم - نزلت إلى بلدة بسم الله الرحمن الرحيم وهي قبة دخلها النبي صلى الله عليه وآله ليلة المعراج ولها أربعة أركان يجري فيها أربعة أنهار الركن الأول يجري منه الماء الغير الآسن من الميم من ألف البسملة والركن الثاني يجري منه اللبن الذي لم يتغير طعمه من الهاء في البسملة والركن الثالث يجري منه الخمر من ميم الرحمن والركن الرابع يجري منه العسل المصفى من ميم الرحيم ، والملك الموكل بتلك البلدة اسمه وحدائيل ، فلما نزلت الصلاة إلى هذه البلدة الطيبة تلقوها الملائكة الموكلين بها وكانت نورا ذائبا فلما انجمدت وتفصلت على أربعة أركان فركن التكبير بإزاء الركن الرابع فمن أقام بحدوده وأقبل على الله بكله سقاه الله من العسل المصفى فيصفو ظاهره ويكون محبوبا لأولياء الله وشفاء لكل داء للناس ، وركن القيام بإزاء الركن الثالث فمن قام بحدوده وشرائطه سقاه الله من ذلك الشراب ، وركن الركوع بإزاء الركن الثاني فمن قام بحدوده وشرائطه سقاه الله من ذلك اللبن بكل أحواله ومراتبه ومقاماته ودرجاته المترتبة المتنزلة ، وركن السجود بإزاء الركن الأول وهو بإزاء الركن الأبيض الذي منه البياض ومنه ضوء النهار ، والنية إنما هي روح مقرونة بذات الصلاة بل هي الأصل الواحد وهذه الأربعة تفاصيلها وظهوراتها ، فالنية للصلاة كالروح لإنسان فليس بشرط خارج ولاهي بجزء داخل ، والروح ليس داخلا في البدن كدخول شئ في شئ ولا خارج عنه كخروج شئ من شئ ، فليست النية في صقع الأركان الأربعة ولا في مرتبتها بل لها الرتبة العليا والمرتبة القصوى ، ولذا قلنا أنها بسيطة وليست بمركبة وهي العلة الموجبة الظاهرة بنورها وبذاتها وبصفاتها الذاتية في كل مراتب المعلول الاصطلاحي حي فافهم
يتبع،،،
من تأليفات البحر الزاخر والدر الفاخر فخر الأفاخر والأعاظم السيد كاظم الحسيني الحائري الرشتي أعلى الله مقامه