المجموعة الشمسية تعد مكانًا موحشًا بأجواء قاسية لحد لا يصدق، عدا ذلك الكوكب الأزرق الصغير الذي يدعوه سكانه الأرض. خارج الأرض، لا يمكنك البقاء لأكثر من دقيقتين تقريبًا على سطح أي كوكب آخر دون بذلة فضاء.
عطارد والمريخ هما الكوكبان الوحيدان اللذان يمكنك البقاء عليهما دون بذلة فضاء طالما استطعت حبس أنفاسك والبقاء بلا أكسجين. أما على أي كوكب آخر، إما ستتبخر فورًا (على كوكب الزهرة) أو ستنسحق جراء الضغط الجوي المهول للكواكب الغازية الأخرى! العملاق الغازي أو الكوكب الغازي Gas Giant (ويسمى أحيانًا الكوكب المشتراوي نسبةً لكوكب المشتري) هو كوكب كبير لا يتكون أساسًا من الصخور أو غيرها من المواد الصلبة. والعمالقة الغازية في النظام الشمسي أربعة وهي المشتري، زحل، أورانوس ونبتون. ويمكن اعتبار أورانوس ونبتون صنفًا فرعيًا من الكواكب العملاقة وهي عمالقة جليدية Ice Giants، والتي تتألف من الجليد والصخر وغازات المياه والأمونيا والميثان، على عكس “العمالقة الغازية التقليدية” كالمشتري وزحل.
بالعودة إلى عطارد، نجد أن جانبه المواجه للشمس فائق الحرارة كالجحيم نفسه، بينما الوجه الآخر البعيد عن الشمس فائق البرودة قد تتحمل البقاء عليه دون بذلة طالما استطعت كتم أنفاسك أو استطاع جسدك مقاومة البرودة الشديدة قبل أن ينهار في النهاية أيهما أقرب! أما بالنسبة للزهرة، فمع أنها أبعد عن الشمس من عطارد، إلا أن غلافها الجوي السميك يحولها لأتون حقيقي بدرجة حرارة تتعدى 900 درحة فهرنهايت. تذكروا أن درجة الحرارة التي تحرق الورق وتضرم النيران بها هي 451 فهرنهايت كما هي اسم الرواية الشهيرة لراي برادبوري Fahrenheit 451!
أما على عمالقة مجموعتنا الشمسية الغازية كالمشترى وأورانوس، فالوضع كابوسي وأكثر سوءً! لا يوجد أرض كي تهبط عليها بمركبتك الفضائية من الأساس! بل ستحلق في غلافها الجوي العميق بلا قاع إلى أن تنسحق بلا رحمة، وسيحدث هذا خلال لحظات سريعة … أقصر من أن تصرخ لمرة واحدة حتى