((حواريات حول ما مضى من تراب منذ الحرف الأول )) مصطفى گمر والشاعرة امل عايد البابلي
..........
أخرج من المنزلِ
عبارة عن ريشةٌ سوداء منكسرة
تصادفني في الطريق
وبنظرةٌ واحدة وإن كانت صدفة
أتحول الى نورس
نورسٍ سعيدٍ
أجوب بحار العالم التي تمتد حول أجفانها
أعود الى المنزل
تقول لي أمي
ما سر هذهِ الإبتسامة التي تستعمر
على كل مساحة وجهك
اووه ....
أخجل أن اقول لها أنني أحُب أمراة غيركِ يا أمي
لذلك أنا ابتسم و اتعثر
مثلَ يعقوب النبي
عندما وجد قرة عينه
وأسقط في فراشي على كلمة أحبك
لكنها تبتعد عني
وانكسر و اموت ولا أحد يعلم
فأنا الغراب الذي ينتظر من يدفنه بعيداً
عن البحار التي لا شراع لي بها
مصطفى گمر
......................
الخروج من دقائق الوقت
عبارة عن ذرة تراب متطايرة
تذرها بطريق طويل ...
تنكسر بأول النهار فتحملها الأعين وجعا
فتحول بينها الهطول السريع لدمعات الحزن
تتجول بين الأرصفة والاذرع سمراء
لتأخذ مساحة واسعة على تلك الملامح التي امتلكتها الشمس
لتحتضن الهالات الممتدة حول أجفانها
فيعود
الطريق الهارب من خيوط غزلها
فاتعثر كيوسف لرؤية يعقوب النبي
فأسقط قبل التراب
وتتكسر اضلع الموت ، حينما أمسك بالوحدة
فأصرعها ... لأدفن بعيدا
أمل عايد البابلي
....................
الدخول الى تعداد الدقائق الملطخة بالذكريات
عبارة عن ذرة تراب تتذكر طريقها الوحيد
الذي تركته دون ذنب
تحاول أن تتفتت لكنها ذرة وحيدة
تبقى جالسة ، خائفة من هواءٍ ما
تنظر يمين ويسار
وفجاة تجد ذرات تراب متعبة
تتقرب اليهن مثل سمكة عمياء تقترب من المصيدة ولا تعلم
تتحدث معهن، تجدهن غرباء مثلها
يتعانقن .. ويبكن كثيراً
حتى يجدن انهن تحولن لطين رطب
يأتي هواء يرتدي ملابس العاصفة
وبخطوة واحدة يجعل من هذا الطين
ذكرى يابسة تتخللها دقائق لا وقت لديها للبقاء على خارطة الزمن
مصطفى گمر
.........................
هل أعود بعد ما انهال حولي التراب ؟
تتعانق الظلمة مع عظامي ...
برزخ من عيني لهفتي ، لدار المحب هل من رجوع !
الأصوات بين صرير الأبواب ...
ام الأولاد تلعب بذاك الكفن
تراب .. تراب .. بعده بلل
فبين أطراف الأصابع حكايات كتبت على عنق الزجاجة .
أمل عايد البابلي
........