دراسات حديثة عن اهمية العلاج بالاعشاب والطب البديل
أسفرت نتائج اختبارات علمية بشأن العلاجات التقليدية في بعض البلدان عن أن التطبيب بالأعشاب يمكن أن يعود بفوائد حقيقية على المرضى.
واستندت هذه النتائج إلى ملاحظات لاحظها أطباء من كلية لندن الملكية للآثار الطبية عند إجراء اختبارات على كل من أوراق شجر الكاري الهندي ذات السمعة في علاج البول السكري، والأعشاب التي يستخدمها أهل غانا في تطبيب الجروح، وطرق علاج السرطان بالأعشاب في الصين وتايلاند. لكن خبراء العلاج التكميلي يقولون: إنه لا بد من إجراء اختبارات علاجية كاملة لتأكيد هذه المنافع التي تعود على المرضى من جراء العلاج بالأعشاب.
إلا أن الأطباء في كلية لندن يتوقعون أن اختباراتهم حول الآثار العلاجية للأعشاب قد تقود إلى الخروج بنتائج يمكن من خلالها إرشاد السكان المحليين إلى تحديد أكثر لأجزاء النبات الذي يمكن استخدامه في علاج ما، كما أنها قد تؤدي إلى احتمال ظهور مركبات وعلاجات جديدة.
السكري:
ووجد العلماء البريطانيون أن الخلاصات المستنبطة من أوراق نبات الكاري تحدّ من عمل إنزيم هاضم يسمى "ألفا أميليز" البنكرياسي والذي يقوم بتكسير النشا في الجسم البشري إلى جلوكوز في الدم.
وحيث لا تنتج خلايا مرضى السكري كميات كافية من الأنسولين يمكن أن تقوم بتنظيم نسبة السكر في الدم، خاصة مع ارتفاع مستويات الجلوكوز المفاجئة في الدم، فإن إبطاء معدل تكسير النشا بالحد من عمل إنزيم الأميليز يمكن أن يجعل سيلان وتدفق الجلوكوز في الدورة الدموية أكثر انتظاما لديهم.
ويعكف الباحثون الآن على تحديد المركبات التي تقوم بهذا الأثر التثبيطي للإنزيم داخل أوراق نبات الكاري، وحال اكتشاف تلك المركبات فمن الممكن إنتاج أدوية للبول السكري أفضل من المتاحة حاليا.
وفي دراسة كندية سابقة اكتشف العلماء أن نبات روح الأرض أو جينسينج يمكن أن يستخدم كعلاج لمرض السكري.
ووجد العلماء أن هذا النوع من الأعشاب إذا ما أخذ قبل الطعام فإنه سيقلل من نسبة السكر في الدم.
السرطان:
أما في مضمار ثالث، وحول الأثر العلاجي لبعض النبات والأعشاب التي يستخدمها الصينيون والتايلانديون في علاج السرطان، ووقف نمو الخلايا السرطانية، فقد اكتشف باحثو الكلية الملكية بلندن أن لنوع من القمح المائي يستخدمه أهالي تايلاند، وما يسمى بنجمة الأيسون التي يستخدمها أهل الصين أثرا واعدا وفاعلية مبشرة ضد سرطان الرئة ووقف نمو الأورام السرطانية في الجهاز التنفسي.
وفي دراسة أجريت من حوالي 3 سنوات أظهرت الأبحاث أن العلاج بالأعشاب مفيد في حالات سرطان البروستاتا لدى الرجال.
وقد اختبر الباحثون في جامعة كاليفورنيا أثر العلاج الصيني المعروف باسم "بي سي سبيس" في مثل هذه الحالات، ويتكون هذا العلاج الصيني من أجزاء من 8 أعشاب وهو يباع في محلات الأغذية الصحية.
واكتشف العلماء أن الدواء الصيني خفض من نسبة نوع من البروتين في الدم له صلة بسرطان البروستاتا.
وبالتعاون مع أطباء وباحثين من جامعة كوامي نكروما للعلوم والتكنولوجيا بغانا، درس باحثو جامعة لندن الملكية الأثر العلاجي لنبات تستخدمه قبيلة الأشانتي.
وقام فريق مشترك بمقابلة المطببين المحليين والتعرف على النبات المستخدم في علاج الجروح وقاموا بإجراء اختبارات علمية عليه للحكم على مدى فاعليته.
ووجد الباحثون أن الخلاصات المستخلصة من زهرة النهار المتسلقة لها آثار مضادة للبكتيريا والفطريات.
ويعني هذا أن الخلاصات توقف وتعطل أي تدهور لحالة الجرح وتساعد على اندماله سريعا، وتمنع الجراثيم المحيطة به من مهاجمته.
وتعليقا على تلك النتائج قال الدكتور "إدزارد إرنست" أستاذ الطب التكيميلي لمحطة "بي بي سي": "هذا البحث مثير للغاية، وواعد للغاية، نحن نريد المزيد من مثل تلك الأبحاث".
وتابع الأستاذ بكلية طب باكستر: "إن تلك النتائج لا تدهش العاملين في ذلك الحقل"، مشيرا إلى إيمانه بالعلاج بالأعشاب.
لكن إرنست عقب: "هذه الدراسة تعد أول خطوة على طريق البحث في مثل ذلك الحقل، ولا بد لنا مع نهايته من الخروج بدليل علاجي جيد على أن العلاج بالأعشاب يؤثر".