هل يجب أن نغير ألوان شوارعنا؟
باحثون يؤكدون أن تغيير لون الشوارع
قد يخفض من حرارة المدن
15 سبتمبر 2012
في أيام الصيف الحارة وخاصة في منطقتنا العربية التي تغطي الصحراء مساحات شاسعة منها, عندما تخرج لعملك أو لقضاء حوائجك بالتأكيد ستلاحظ حرارة الشوارع الإسفلتية الشديدة التي ترتفع بكثير عن حرارة الجو بسبب تدرجاتها اللونية الغامقة والتي تتدرج ما بين اللونين الأسود والرمادي من ما يفسر قدرتها الكبيرة على إمتصاص حرارة أشعة الشمس التي تسقط عليها مباشرة.. فإذا علمت أن مساحة المناطق المعبدة والمرصوفة في المدن قد تصل إلى ما نسبته من 35 إلى 50 بالمئة من مساحة المدن عندها ستدرك أن هذه الشوارع ليست إلا أجهزة تدفئة وتسخين عملاقة تعمل على التسخين الفعلي للمدن ورفع درجات حرارتها بشكل كبير.
تمتص الشوارع الإسفلتية بألوانها الحالية 80 إلى 90 بالمئة من إجمالي أشعة الشمس التي تسقط عليها بينما تعكس فقط 10 إلى 20 بالمئة من أشعة الشمس هذا ما دعى الباحثين في “مختبرات بيركلي \ Berkeley Lab” للطاقة في ولاية كاليفورنيا الأمريكية للبحث عن حلول بديلة ودراسة الأثر الإيجابي التي يمكن أن تتركه هذه الحلول في تحسين حياتنا اليومية.لتوضيح الفكرة بشكل أكبر شاهد الصورة التالية المأخودة بالتصوير الحراري لشارع واحد حيث يحتوي على جانب غامق وجانب أفتح قليلا حيث يظهر الجانب الفاتح أبرد بـ 17 درجة مئوية من الجانب الغامق!
إقترح الباحثون في هذا المختبر عدة حلول لهذه المشكلة منها تغيير ألوان مناطق الإصطفاف والخدمات والتي تعتبر المناطق الأقل إستهلاكا في الشوارع وتشكل نسبة كبيرة منها تقارب الـ 40 بالمئة من إجمالي مساحاتها (وهي: المناطق خارج الخط الأصفر, مناطق الإصطفاف.. وغيرها من مناطق الخدمات المزفلته) إلى ألوان فاتحة تستطيع أن تعكس كمية أكبر من أشعة الشمس وعمل الفريق على عدة تجارب حيث إستطاعوا التوصل إلى حلول إعادة تلوين وتغطية تعكس ما نسبته 30 إلى 50 بالمئة من أشعة الشمس المباشرة التي تضرب الطرق كما تظهر الصور التالية.
الشوارع العاكسة لا تخفف من حرارة المدن فقط بل وتعتبر عامل مخفف لحرارة السيارة عندما توقفها عليها حيث لا تتعرض السيارة للتسخين من الجهتين وأيضا تساعد على تخفيف إستهلاك الكهرباء في إضائة الشوارع حيث تعكس كمية أكبر من الضوء كما توضح هذه الصورة لأحد أساليب الشوارع العاكسة التي تم أتباعها من قبل الباحثين. حيث تحتاج الشوارع العادية إلى إضائة بطاقة 39 شمعة لإضائتها بينما الشوارع العاكسة إلى 27 شمعة لإضائتها.وبما أن الشيء بالشيء يذكر, حضر لي وأنا أكتب هذا الموضوع, تقريرا قديما كانت قد نشرته ناسا على موقعها الرسمي منذ فترة يظهر بشكل لافت كيف تغيرت درجات حرارة كوكبنا ما بين عامي 1880 و2011 في فيديو قصير للغاية (27 ثانية) والنتيجة هو أن أرضنا أصبحت 9 مرات أعلى حرارة في 2011 من ما كانت عليه في عام 1880 كما تشاهد في هذا المقطع..ودمتم ودامت مدنكم بألف خير..