لعلَّنا لم نفترق أَبداً
أَتعرفني ؟
بكى الوَلَدُ الذي ضيَّعتُهُ
لم نفترق لكننا لن نلتقي أَبداً
وأَغْلَقَ موجتين صغيرتين على ذراعيه
وحلَّق عالياً
خُذي النُّعَاسَ
وخبِّئيني في الرواية والمساء العاطفيّ
وَخبِّئيني تحت إحدى النخلتين
وعلِّميني الشِعْرَ
قد أَتعلَّمُ التجوال في أنحاء هومير
قد أُضيفُ إلى الحكاية وَصْفَ عكا
أقدمِ المدنِ الجميلةِ
أَجملِ المدن القديمةِ
علبَةٌ حَجَريَّةٌ يتحرَّكُ الأحياءُ والأمواتُ
في صلصالها كخليَّة النحل السجين
ويُضْرِبُونَ عن الزهور
ويسألون البحر عن باب الطوارئ
كُلَّما اشتدَّ الحصارُ
وعلِّميني الشِعْرَ
قد تحتاجُ بنتٌ ما إلى أُغنية لبعيدها
خُذْني ولو قَسْراً إليكَ
وضَعْ منامي في يَدَيْكَ
ويذهبان إلى الصدى مُتَعانِقَيْنِ
كأنَّني زوَّجتُ ظبياً شارداً لغزالةٍ
وفتحتُ أبوابَ الكنيسةِ للحمام
وعَلِّميني الشِعْرَ
مَنْ غزلتْ قميصَ الصوف
وانتظرتْ أمام الباب
أَوْلَى بالحديث عن المدى
وبخَيْبَةِ الأَمَلِ :
المُحاربُ لم يَعُدْ ، أو لن يعود
فلستَ أَنتَ مَن انتظرتُ