فقة بناء المساجد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
اولا - ينبغي أن يلاحظ في بنائه أمور :
الاجمال
الأول : أن يصلح صنعته ويتقن بناءه
( الثاني : أن لا يشيده ويرفع بنيانه
( الثالث : أن لا يزخرفه ويزينه
( الرابع : أن لا يبنيه على قبر فإنه يحرم ذلك
( الخامس : أن يقلل فيه السواري ما أمكن وكل ما يكون سببا لقطع الصفوف
( السادس : أن يجعل فيه بابا خاصا بالنساء
( السابع : أن لا يجعل فيه خوخات وأبواب ينفذ إليه منها من حوله من ساكني البيوت
التفصيل
الأول : أن يصلح صنعته ويتقن بناءه
فقد كان صلى الله عليه وسلم يأمرنا أن نصنع المساجد في دورنا وأن نصلح صنعتها ) هو من حديث بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بإسناد حسن وقد جاء مسمى في بعض الروايات وهو سمرة بن جندب .
( الثاني : أن لا يشيده ويرفع بنيانه
لقوله عليه الصلاة والسلام : ( ما أمرت بتشييد المساجد ) . : ( التشييد رفع البناء وتطويله ):
( ومنه قوله تعالى : { بروج مشيدة } [ النساء : 78 ]
وهي التي طول بناؤها يقال : شدت الشيء أشيده مثل بعته أبيعه : إذا بنيته بالشيد وهو الجص وشيدته تشييدا : طولته ورفعته ) .
وقيل : المراد بالبروج المشيدة المجصصة
قال ابن رسلان : ( والمشهور في الحديث أن المراد بتشييد المساجد هنا رفع البناء وتطويله وفيه رد على من حمل قوله تعالى :
{ في بيوت أذن الله أن ترفع } [ النور/36 ]
على رفع بنائها وهو الحقيقة بل المراد أن تعظم فلا يذكر فيها الخنى من الأقوال وتطييبها من الأدناس والأنجاس ولا ترفع فيها الأصوات . انتهى ) .
ومعنى الحديث : ( ما أمرت برفع بنائها ليجعل ذريعة إلى الزخرفة والتزيين الذي هو من فعل أهل الكتاب وفيه نوع توبيخ وتأنيب )
( وفي قوله : ما أمرت . إشعار بأنه لا يحسن ذلك فإنه لو كان حسنا لأمره الله به ) .
( الثالث : أن لا يزخرفه ويزينه
لأنه تضييع للمال فيما لا فائدة فيه لما فيه من إلهاء المصلي عن الخشوع الذي هو روح الصلاة ولبها ولذلك قال عليه الصلاة والسلام : ( لا ينبغي أن يكون في البيت ( الكعبة ) شيء يشغل المصلي )
الحديث قاله عليه الصلاة والسلام حينما رأى قرني الكبش - - فماذا كان يقول عليه الصلاة والسلام لو رأى هذه النقوش والزخارف التي افتتن بها بعض أمراء المسلمين وملوكهم ؟
وقد رويت أحاديث صريحة في النهي عن زخرفة المساجد ولكنها كلها لا تخلو من ضعف ولذلك آثرنا هذا الحديث ومنها :
عن أبي الدرداء مروفوعا : ( إذا زخرفتم مساجدكم وحليتم مصاحفكم فالدمار عليكم ) . وفى رواية بلفظ :
( إذا زوقتم مساجدكم وحليتم مصافحكم فعليكم الدمار
وفي هذا الحديث والذي قبله كراهة تزويق المساجد وتزيينها بالنقوش والحمرة والصفرة وكل ما يلهي المصلي ويشغله عن الخشوع الذي هو روح جسم العبادة كما قال الصنعاني
وفوق هذا ففيه إضاعة المال بدون أية فائدة للمسجد وقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قيل وقال وكثرة السؤال وإضاعة المال وذلك أنه ليس المقصود من بناء المساجد إلا أن تكن الناس من الحر والقر كما سبق عن عمر رضي الله عنه وزخرفتها ليس من ذلك في شيء
ولذلك نهى عنه عمر رضي الله عنه بقوله : وإياك أن تحمر أو تصفر .
قال ابن بطال : ( كأن عمر فهم ذلك من رد الشارع الخميصة إلى أبي جهم من أجل الأعلام التي فيها وقال :
( إنها ألهتني عن صلاتني ) .
قال الحافظ : ( ويحتمل أن يكون عند عمر من ذلك علم خاص بهذه المسألة ) . ثم ذكر الحديث المتقدم قريبا عن عمر مرفوعا بلفظ :
( ما ساء عمل قوم قط إلا زخرفوا مساجدهم ) .
وقد روى البخاري عن ابن عمر رضي الله عنه :
أن المسجد كان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم مبنيا باللبن وسقفه الجريد وعمده خشب النخل فلم يزد فيه أبو بكر شيئا وزاد فيه عمر وبناه على بنيانه في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم باللبن والجريد وأعاد عمده خشبا ثم غيره عثمان فزاد فيه زيادة كثيرة وبنى جداره بالحجارة المنقوشة والقصة ( الجص ) وجعل عمده من حجارة منقوشة وسقفه بالساج .
وأول من زخرف المساجد الوليد بن عبد الملك بن مروان وذلك في أواخر عصر الصحابة وسكت كثير من أهل العلم عن إنكار ذلك خوفا من الفتنة . . .
( الرابع : أن لا يبنيه على قبر فإنه يحرم ذلك
1-لما روته عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي لم يقم منه :
( لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد ) قالت : ( فلولا ذلك أبرز قبره غير أنه خشي أن يتخذ مسجدا )
وقال عليه الصلاة والسلام : ( اللهم لا تجعل قبري وثنا لعن الله قوما اتخذوا قبورأنبيائهم مساجد ) . وكلاهما صحيح .
2- وفي هذا الأحاديث تحريم بناء المساجد على القبور فإن البناء من معاني اتخاذ المساجد على القبور وقد جاء في بعض الروايات مصرحا بذلك بلفظ : ( صحيح ) ( بنوا على قبره مسجدا وصوروا فيه تلك الصور أولئك شرار الخلق عند الله يوم القيامة ) .
وقد ذهب إلى التحريم كثير من العلماء
فقال الإمام محمد في كتابه ( الآثار ) :
( ولا نرى أن يزاد على ما خرج منه ( القبر ) ونكره أن يجصص أو يطين ويجعل عنده مسجدا ) .
والكراهة عنده للتحريم عند الإطلاق وأما الشافعي فقال في ( الأم ) :
( وأكره أن يبنى على القبر مسجد قال : أكره هذه للسنة والآثار وإنه كره - والله أعلم - أن يعظم أحد من المسلمين - يعني يتخذ قبره مسجدا - ولم تؤمن في ذلك الفتنة والضلال على من يأتي بعده ) .
( الخامس : أن يقلل فيه السواري ما أمكن وكل ما يكون سببا لقطع الصفوف
لما سبق من النهي عن الصف بين السواري ) .
( السادس : أن يجعل فيه بابا خاصا بالنساء
لقوله صلى الله عليه وسلم : ( لو تركنا هذا الباب للنساء ) .
عن نافع عن ابن عمر مرفوعا به . قال نافع :( فلم يدخل منه ابن عمر حتى مات ) . صححة الالبانى والحديث بوب له أبو داود ب ( باب في اعتزال النساء في المساجد عن الرجال ) .
( السابع : أن لا يجعل فيه خوخات وأبواب ينفذ إليه منها من حوله من ساكني البيوت
1-لقوله عليه الصلاة والسلام : ( لا تبقين في المسجد خوخة إلا خوخة أبي بكر ) وفي لفظ : ( باب ) في الموضعين ) .
الحديث من رواية أبي سعيد الخدري رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جلس على المنبر فقال :
( عبد خيره الله بين أن يؤتيه زهرة الدنيا وبين ما عنده فاختار ما عنده ) فبكى أبو بكر وبكى فقال : فديناك بآبائنا وأمهاتنا قال : فكان رسول الله هو المخير وكان أبو بكر أعلمنا به .
2-وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن أمن الناس علي في ماله وصحبته أبو بكر ولو كنت متخذا خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا ولكن أخوة الإسلام لا تبقين . . . ) إلخ . متفق علية
و قوله عليه الصلاة والسلام : ( سدوا أبواب المسجد غير باب علي ) .
-ويجوز بناؤها على :
( أ ) متعبدات الكفار بعد كسرها وتغيير معالمها
1- قال طلق بن علي رضي الله عنه : خرجنا وفدا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فبايعناه وصلينا معه وأخبرناه أن بأرضنا بيعة لنا . . . فقال : ( أخرجوا فإذا أتيتم أرضكم فاكسروا بيعتكم . . . واتخذوها مسجدا ) .
الحديث مختصر وتمامه بعد قوله : بيعة لنا : فاستوهبناه من فضل طهوره فدعا بماء فتوضأ وتمضمض ثم صبه في إداوة وأمرنا فقال :
( أخرجوا فإذا أتيتم أرضكم فاكسروا بيعتكم وانضحوا مكانها بهذا الماء واتخذوها مسجدا ) .
قلنا : إن البلد بعيد والحر شديد والماء ينشف . فقال :
( مدوه من الماء فإنه لا يزيده إلا طيبا ) .
فخرجنا حتى قدمنا بلدنا فكسرنا بيعتنا ثم نضحنا مكانها واتخذناها مسجدا فنادينا فيه بالأذان قال : والراهب رجل من طيء فلما سمع الأذان قال : دعوة الحق . ثم استقبل تلعة من تلاعنا فلم نره بعد . حسنة الالبانى
( ب ) قبور المشركين بعد نبشها
1- فإن النبي عليه الصلاة والسلام لما ( أمر ببناء المسجد في الحائط ( البستان ) كان فيه قبور المشركين فأمر بها صلى الله عليه وسلم فنبشت ) . والحديث من رواية أنس .
قال الحافظ في ( الفتح ) :
( وفي الحديث جواز التصرف في المقبرة المملوكة بالهبة والبيع وجواز نبش القبور الدارسة إذا لم تكن محترمة وجواز الصلاة في مقابر المشركين بعد نبشها وإخراج ما فيها وجواز بناء المساجد في في أماكنها ) .
( ثم إن المساجد هي أحب البقاع إلى الله تعالى كما قال صلى الله عليه وسلم : ( أحب البلاد إلى الله تعالى مساجدها ) .
( وأبغض البلاد إلى الله أسواقها ) . مسلم
2-وله شواهد منها :
عن جبير بن مطعم أن رجلا قال : يا رسول الله أي البلدان أحب إلى الله ؟ واي البلدان أبغض إلى الله ؟ قال : ( لا أدري حتى أسال جبريل عليه السلام ) فأتاه جبريل فأخبره أن أحب البقاع إلى الله المساجد وأبغض البقاع إلى الله الأسواق ) . حسنة الالبانى
51- وفي إتيانها والذهاب فضائل كثيرة جاءت فيها أحاديث نبوية نجتزئ بذكر بعضها :
( أ ) ( من توضأ في بيته فأحسن الوضوء ثم أتى المسجد فهو زائر الله وحق على المزور أن يكرم الزائر ) . صحيح
وله شاهد من حديث عبد الله بن مسعود مرفوعا بلفظ
( إن بيوت الله في الأرض المساجد وإن حقا على الله أن يكرم الزائر ) .
( ب ) : ( من غدا إلى المسجد أو راح أعد الله له في الجنة نزلا كلما غدا أو راح ) . متفق علية
قال الحافظ : ( وظاهر الحديث حصول الفضل لمن أتى المسجد مطلقا لكن المقصود منه اختصاصه بمن يأتيه للعبادة والصلاة رأسها والله أعلم
( وقال ) : ( من راح إلى مسجد الجماعة فخطوة تمحو سيئة وخطوة تكتب له حسنة ذاهبا راجعا ) . حسنة الالبانى
(وقال) : ( من مشى في ظلمة الليل إلى المسجد لقي الله عز وجل بنور يوم القيامة ) . حسنة الالبانى
-( وأفضل المساجد وأعظمها حرمة أربعة :
الاجمال
أ - المسجد الحرام
( ب ) : ثم المسجد النبوي ( وهو المسجد الذي أسس على التقوى كمسجد قباء
( ج ) : ثم المسجد الأقصى
( د ) : ثم مسجد قباء
التفصيل
أ - المسجد الحرام
لقوله عليه الصلاة والسلام : ( صلاة في المسجد الحرام أفضل مما سواه من المساجد بمائة ألف صلاة ) .
هو من حديث أبي الدرداء وتمامه : ( وصلاة في مسجد المدينة أفضل من ألف صلاة فيما سواه وصلاة في مسجد بيت المقدس أفضل مما سواه من المساجد بخمسائة صلاة ) . حسنة الالبانى
( ب ) : ثم المسجد النبوي
لقوله : ( صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام [ فإنه أفضل ] ) . متفق علية
وزاد مسلم : ( فإني آخر الأنبياء وإن مسجدي آخر المساجد ) .
هذا وقد روي أن الصلاة في مسجده عليه الصلاة والسلام بخمسين ألف صلاة . ولا يصح كما سيأتي بيانه في خاتمة الكلام في مسجد قباء .
( فائدة ) :
قد علم أن مسجده عليه الصلاة والسلام قد زيد فيه عما كان عليه في عهده صلى الله عليه وسلم فقد كان طوله كعرضه مائة ذراع في مائة وقيل : سبعين في ستين .
ثم زاد فيه عثمان فصار طوله مائة وستين ذراعا وعرضه مائة وخمسين ثم زاد فيه الوليد بن عبد الملك فجعل طوله مائتي ذراع وعرضه في مقدمه مائتين وفي مؤخره مائة وثمانين .
ثم زاد فيه المهدي مائة ذراع من جهة الشام فقط دون الجهات الثلاث ولم يزد بعده أحد شيئا إذا عرفت ذلك وعرفت ما في الصلاة في مسجده صلى الله عليه وسلم من الفضل الوارد في الأحاديث السابقة
فهل يشمل ذلك تلك الزيادات الكثيرة التي هي ضعف المسجد النبوي تقريبا ؟
أما النووي فأجاب بالنفي وخالفه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وذكر أن حكم الزيادة في مسجده عليه الصلاة والسلام حكم المزيد في كلام قوي متين كعادته رحمه الله
( وهو المسجد الذي أسس على التقوى كمسجد قباء
قال أبو سعيد الخدري : ( قلت يا رسول الله أي المسجدين الذي أسس على التقوى ؟ فأخذ كفا من حصى فضرب به الأرض قال : ( هو هذا مسجد المدينة [ وفي ذاك خير كثير ] ) .
وأخرجه النسائي عن ابن أبي سعيد الخدري أنه قال : تمارى رجلان في المسجد الذي أسس على التقوى من أول يوم فقال رجل : هو مسجد قباء وقال الآخر : هو مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( هو مسجدي هذا ) حسن صحيح
( ج ) : ثم المسجد الأقصى
قال تعالى : { سبحان الذي أسرى بعبده . . . } الآية
وقال عليه الصلاة والسلام : ( ائتوه فصلوا فيه فإن صلاة فيه كألف صلاة فيما سواه
قيل : أرأيت من لم يطق أن يتحمل إليه أو يأتيه ؟ قال :
فليهد إليه زيتا يسرج فيه فإن من أهدى له كمن صلى فيه ) .
الحديث من رواية ميمونة بنت سعد رضي الله عنها مولاة النبي صلى الله عليه وسلم قالت : يا نبي الله أفتنا في بيت المقدس . فقال : ( أرض المنشر والمحشر ائتوه . . . ) صحيح .
- ومن فضل هذه المساجد الثلاثة أنه لا يجوز قصد السفر على مسجد أو موضع من المواضع الفاضلة والصلاة فيها
إلا إليها لقوله عليه الصلاة والسلام : ( لا تشد ( وفي رواية : لا تشدوا ) الرحال إلا ( وفي لفظ : إنما يسافر ) إلى ثلاثة مساجد :
مسجدي هذا ومسجد الحرام ومسجد الأقصى ) . صحيح
وعن طلق عن قزعة قال : أتيت ابن عمر فقلت : إني أريد الطور فقال : إنما تشد الرحال إلى ثلاثة مساجد . . . الحديث فدع عنك الطور فلا تأته . صحيح
وفى رواية عن طلق بن حبيب عن قزعة قال : أردت الخروج إلى الطور فسألت ابن عمر فقال ابن عمر : أما علمت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد : المسجد الحرام ومسجد النبي صلى الله عليه وسلم والمسجد الأقصى ودع عنك الطور فلا تأته ) . صحيح
قوله : ( لا تشد الرحال ) قال الحافظ :
( بضم أوله بلفظ النفي والمراد النهي عن السفر إلى غيرها . : هو أبلغ من صريح النهي كأنه قال : لا يستقيم أن يقصد بالزيارة إلا هذه البقاع لاختصاصها بما اختصت به والرحال جمع رحل : وهو للبعير كالسرج للفرس . وكنى بشد الرحال عن السفر لأنه لازمه وخرج ذكرها مخرج الغالب في ركوب المسافر وإلا فلا فرق بين ركوب الرواحل والخيل والبغال والحمير والمشي في المعنى المذكور ويدل عليه قوله في اللفظ الثاني : ( إنما يسافر ) .
( د ) : ثم مسجد قباء
1-وهو المراد من قوله تعالى : { لمسجد أسس على التقوى من أول يوم أحق أن تقوم فيه فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين } [ التوبة/108 ] فإنه لما نزلت
( أتاهم عليه الصلاة والسلام في مسجد قباء فقال : إن الله تبارك وتعالى قد أحسن عليكم الثناء في الطهور في قصة مسجدكم فما هذا الطهور الذي تطهرون به ؟ قالوا : والله يا رسول الله ما نعلم شيئا إلا أنه كان لنا جيران من اليهود وكانوا يغسلون أدبارهم من الغائط فغسلنا كما غسلوا [ قال : وهو ذاك فعلكيم به ] ) .
2-ومما يدل على أنه المسجد الذي أسس على التقوى ما في البخاري ( 7/195 ) في حديث هجرة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه إلى المدينة : ( فلبث رسول الله صلى الله عليه وسلم في بني عمرو بن عوف بضع عشرة ليلة وأسس المسجد الذي أسس على التقوى وصلى فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم )
قال الحافظ :
( أي مسجد قباء وفي رواية عن عروة قال : الذين بني فيهم المسجد الذي أسس على التقوى هم بنوا عمرو بن عوف . وكذا في حديث ابن عباس عند ابن عائذ ولفظه : ( ومكث في بني عمرو بن عوف ثلاث ليال واتخذ مكانه مسجدا فكان يصلي فيه ثم بناه بنو عمرو بن عوف فهو الذي أسس على التقوى ) .
3- فهذه الأخبار تدل على أنه كان معروفا عندهم بأنه المسجد الذي أسس على التقوى ) .
( وللصلاة فيه أجر عظيم
1- فقد قال صلى الله عليه وسلم : ( من خرج حتى يأتي هذا المسجد - يعني مسجد قباء ( وفي لفظ : من تطهر في بيته ثم أتى مسجد قباء ) فيصلي فيه كان كعدل عمرة ( وفي اللفظ الآخر : كان له كأجر عمرة ) . صححة الالبانى
ثم إن للحديث شاهدا من حديث أسيد بن ظهير الأنصاري مرفوعا بلفظ : ( صلاة في مسجد قباء كعمرة ) .حسن
2- وله شاهد آخر سمع سعدا يقول لأن أصلي في مسجد قباء أحب إلي من أصلي في مسجد بيت المقدس ركعتين لو يعلمون ما في قباء لضربوا إليه أكباد الإبل. صحيح
وهو حديث موقوف ولو كان مرفوعا لأفاد تفضيل مسجد قباء على بيت المقدس وقد قال الحافظ إنه :
( لم يثبت في الصلاة فيه تضعيف بخلاف المساجد الثلاثة ) .
والحمد لله رب العالمين