في مكتبة الإنسان أو حسب اسمها المعروف «The Human Library»، يمكنك استعارة الناس بدلاً من الكتب، لتشاركهم الحكايات، والجلوس بالساعات برفقتهم لقص القصص والفضفضة.
المفهوم بسيط، بدلاً من التحقق من كتاب، ستقوم بـ«استعارة» شخص لديه قصص من تجربة حياته الفريدة من نوعها، لمدة نصف ساعة. يمكنك –على سبيل المثال- أن تجلس مع شخص مثل عاهرة، أو سياسي، أو حتى حانوت، جميعهم لديهم قصص رائعة للتبادل، قادرين بها على الإجابة على أسئلة خاصة بك، وسرد التجارب للاستفادة منها.
بدأت التجربة الأولى في كوبنهاجن، الدنمارك، حيث أسس خمسة شباب منظمة صغيرة تهدف لنبذ العنف، وهي حركة شبابية غير حكومية، جاءت فكرتها بعد أن تعرض صديق لهم للطعن ليلا عام 1993، ليكون هذا الهجوم الوحشي دافعهم الأول لمحاولة القيام بأي نشاط اجتماعي يحد من العنف الذي تعرض له صديقهم الذي نجا بأعجوبة من الحادثة، من خلال رفع مستوى الوعي باستخدام التعليم الجمعي لتعبئة الشباب الدنماركي ضد العنف.
في غضون سنوات قليلة كان التنظيم يحوي 30 ألف عضو، في جميع أنحاء البلاد، وفي عام 2000 أقيم مهرجانًا كبيرًا أسست على أثره «مكتبة الإنسان» بفكرتها الحالية القائمة حتى يومنا هذا، وبدأت تثبت وجودها وفاعليتها في عدد من الدول المجاورة، بينهم أوكرانيا، بريطانيا، الهند وغيرهم، كمشروع دولي لتعزيز التعاطف والتفاهم والمعرفة بين الناس من جميع الأنواع.
نتائج المشورع حتى الآن مدهشة، حيث أثبتت الدراسات والتجارب وجود اختلاف ملحوظ في الاندماج بين الأقطاب المختلفة قبل وبعد التأسيس، لدرجة تدفع بشرطي أن يجالس مصمم جرافيتي على حوائط المدينة، أو تجعل سياسي يحاكي الشباب ويتفاعل معهم ويستمع إلى مشاغلهم وأفكارهم.