لم تتوقع كاثرين هتنجر Catherine Hettinger الأمريكية والبالغة من العمر 62 سنة أن اللعبة التي ابتكرتها من أجل ابنتها المريضة منذ 25 عاما ستلقى هذه الشهرة الهائلة عبر العالم بأسره إذ تحولت هذه اللعبة إلى هوس يعتري الصغار وحتى بعض الكبار. إذا لم يسبق لكم أن سمعتم القصة الحقيقية للعبة السبينر، فهاكم الرواية الحقيقية …
في سنة 1993 قامت كاثرين بإيداع طلب براءة اللإختراع بالولايات المتحدة الامريكية (1) (2). والاختراع حينها كان بعنوان “سبيننغ توي Spinning Toy” أو لعبة دوارة. وبمراجعتي للمحتوى التقني لهذا الإختراع يتبين أنه عبارة عن لعبة دائرية ومقعرة بمركزها بما يكفي لوضع إصبع المستعمل. هذا الأخير يقوم بتدوير اللعبة بيده الأخرى حول إصبعه. بطبيعة الحال، أسهبت المخترعة في الموضوع وأعطت تفاصيل حول اللعبة وطرق تصنيعها والمواد المكونة لها، كما أنها أشارت من خلال الوصف التقني للإختراع أنه أداة للتسلية ويمكن استعمالة لتقليل التوتر كما يمكن أن يساعد على الإقلاع عن التدخين.
وكي نكون موضوعيين يجدر الإشارة أن هذه النسخة الأولية تعد نموذجا بدائيًا للمنتوج الحالي الذي يتميز بسهولة التدوير لتوفره على كرات حاملة بالمركز كما أن أشكاله ومواد تصنيعه صارت جد متعددة (3).
ورغم حصول كاثرين على براءة الاختراع، إلا أنها تخلت عنه سنة 2005 بعدم دفعها للرسوم السنوية، والتي تقدر آنذاك بحوالي 400 دولار، وذلك بسبب أزمة مالية ألمت بها حينئذ. وبطبيعة الحال يؤدي عدم أداء الرسوم السنوية إلى إنهاء حق المخترع في امتلاك الإختراع حسب القوانين الأمريكية.
ومايزيد من درامية الموقف أن ابنة كاثرين، التي تبلغ حاليًا 30 سنة، كانت تعاني من مرض الوهن العضلي وهو اضطراب عصبي عضلي مناعي ذاتي يؤدي إلى تذبذب وضعف العضلات والوهن. كما أنها حاليا تركت منزلها الصغير لتسكن شقة أرخص ثمنا بسبب المشاكل المالية التي تعانيها في حين أن اختراعها يغدق على مصنعيه حول العالم أموالا طائلة!