أسبوع فقط هو كل ما يفصلنا عن صدور الموسم الجديد من المسلسل الأكثر شهرة وشعبية ونجاحًا في العالم، إنّه مسلسل صراع العروش الذي خالف صُنّاعه جميع القواعد السائدة في عالم المسلسلات التلفزيونية، ليقدموا لنا عملًا لا يشبه أي مسلسل سابق في تاريخ التلفزيون.
وعلى غير العادة تأخر إصدار الموسم السابع عن التاريخ الذي كنا نشاهد فيه المواسم السابقة عادةً، مما جعلنا ننتظر ما يقارب سنة كاملة لمعرفة ما ستؤول إليه الأحداث في ويستروس خصوصًا بعد أن حل الشتاء أخيرًا وانطلقت كاليسي في اتجاه العرش الحديدي، أي أنّ كل شيء كنا في انتظاره منذ الحلقة الأولى من المسلسل يحدث أخيرًا، لكن مدة بطول سنة كافية لجعلك تنسى أهم الأحداث السابقة.
وهنا تأتي مهمتنا لتذكيرك بالنقطة التي وصلت إليها أحداث المواسم الماضية، لتتمكن من الانطلاق في مشاهدة الموسم السابع من Game of Thrones دون الحاجة إلى إعادة الموسم السابق، كما سنحاول معًا توقع تطور أحداث هذا الموسم.
وينترفيل
دخل “جون سنو” الموسم السادس ميتًا، وخرج منه ملكًا وقائدًا للشمال خلفًا لروب ستارك حتى وإن كان لقيطًا، وحتى وإن كانت سانسا هي القائدة “الشرعية” نظرًا لكونها ابنة نيد ستارك، وقد حدث كل هذا بعد إعادة جون للحياة على يد “ميليساندرا” وقيادته “معركة اللقطاء” التي فاز بها على رامزي بولتون بمساعدة سانسا واللورد بايلش، وهو الأمر الذي جعله يحظى بثقة كبار عائلات الشمال وعلى رأسهم الليدي ليانا مورمونت، الذين تجاهلوا كونه ابنًا غير شرعي لنيد ستارك واعترفوا بدل ذلك بفضله الكبير عليهم وبالتضحيات التي قدمها من أجلهم قبل أن يعلنوه ملكًا على الشمال أو King In The North، وبالتالي ملكًا على ويستروس بأكملها نظرًا لأنّ الشماليين لا يعترفون إلّا بملك الشمال.
كما شاهدنا طرد “جون سنو” ل”ميليساندرا” من وينترفيل بعد علم السير دافوس بالفعل الشنيع الذي قامت به تجاه الأميرة شيرين باراثيون، وتهديدها بالإعدام إذا فكرت في العودة مرة أخرى.
من المتوقع أن نشاهد المزيد من تأثير الليدي ليانا مورمونت التي أدت إلى الآن دورًا مهمًا في سير الأحداث، وإن كان من المرجح أيضًا أن تموت خصوصًا بعد الشعبية والحب التي لاقته هذه الشخصية من طرف متابعي المسلسل، وهو الأمر الذي لم يتردد كتاب Game Of Thrones في فعله حتى مع أهم الشخصيات الرئيسية.
من ناحية أخرى لا أظن أنّ طرد ميليساندرا يعني نهاية الشخصية وما قدمته للقصة، بل على العكس ربما يساهم هذا الترحيل في مساعدة جون سنو لاحقًا إذا تمكنت “المرأة الحمراء” من الحصول على المساعدة بشكل أو بآخر، ومن يدري ربما تتطور الأحداث لتلتقي بستانيس باراثيون الذي من المفترض أنّه من الأموات. لكن وباعتبار أنّنا لم نشاهد جثته بأم أعيننا، فإنّ فرضية كونه على قيد الحياة تبقى مطروحة وإن كانت ضعيفة جدًا.
رحيل ميليساندرا يعني أيضًا أن “جون” قد فقد سلاح سحر المرأة الحمراء (في هذا الوقت على الأقل)، كما أنّه فقد مساندة صديقه المقرب سام الذي غادر للدراسة في أولد تاون لكي يصبح مايستر (من المتوقع أن يكون دور سام مهمًا في الأجزاء القادمة، خصوصًا بعد استيلائه على سيف الفاليري القادر على قتل ال White Walkers)، كما أنّنا غير متأكدين من دوام ولاء سانسا له، خصوصًا مع وجود اللولد بايلش الذي قد يتمكن بألاعيبه من تحريض سانسا ضد أخيها. لذا، فقد نشاهد أيضًا نزاعًا علىى السلطة في الشمال، خصوصًا بسبب طمع بايلش الواضح في المنصب الذي تولاه جون.
من المتوقع أيضًا أن نشاهد وصول آريا إلى وينترفيل بعد أن تحولت إلى قاتلة محترفة قادرة على التنكر في أي وجه تريده، وهي المهارة التي من المنتظر أن تلعب أدوارًا مهمة في توجيه منحى القصة مستقبلًا، كما من المتوقع أن نشاهد (ذا هاوند) يحارب إلى جانب جون سنو أيضًا.
الجدار
تعرفنا بالقرب من هذا المكان على واحدة من أكبر مفاجآت المسلسل على الإطلاق، وهو تحقيق النظرية التي تقضي بكون جون سنو ليس لقيطًا، بل إنّه ابن ريغار تارغاريان وليانا ستارك، أي أنّه يملك كل الحق بالمطالبة بالعرش الحديدي تمامًا ككاليسي، وهو الأمر الذي رآه بران الذي تحول إلى الغراب ذي الثلاث أعين. لكن السؤال يبقى: كيف يمكن لبران أن يوصل لجون خبرًا عظيمًا كهذا؟ وحتى إذا علم هذا الأخير بأصوله، فكيف يمكن أن يؤثر ذلك على القصة؟ هل سيفكر في الالتحاق بدانيريس للاستيلاء على العرش، أم أنّها هي التي ستلتحق به لمواجهة العدو الحقيقي والأكبر؟
والأهم، هل من الممكن أن يشكل هذا التغيير في الأحداث صراعًا جديدًا بين جون وكاليسي حول الأحقية بالعرش، خصوصًا وقد تم الاعتراف به كملك للشمال (وبالتالي ويستروس في أعين الشماليين)، بينما يتم اعتبار كاليسي ملكة على الجنوب (وبالتالي ويستروس أيضًا في أعين تابعيها)، فقط أتمنى من كل قلبي أن لا تؤول الأحداث إلى زواج كاليسي وجون بهدف توحيد قواهما دون علم منهما أنّها عمته وأنّه ابن أخيها؛ لأنّني لا أريد Game of Thrones أن يتحول إلى مسلسل هندي.
الطريق إلى ويستروس
وأخيرًا بعد انتظار طال ست سنوات كاملة سنشاهد وصول دانيريس إلى ويستروس محصنةً بجيشها القوي وتنانينها، وتيرون الذي عينته يدًا للملك، وحلفائها مارتيل وتايريل الذين ليس لديهم هم إلّا تدمير سيرسي وإذاقتها من كأس العذاب الذي أذاقتهم منه. لذا، من المتوقع أن يجتمعوا سويةً في نهاية الموسم السابع في معركة ضد سيرسي التي لا أظن أنّ الإيقاع بها سيكون بهذه السهولة.
من ناحية أخرى يتكون حلفاء كاليسي من يارا وثيرون غريحوي أيضًا اللّذين التجآ إلى دانيريس بهدف الحصول على مساعدتها في مواجهة يورين الذي استولى على الجزر الحديدية، فهل ستقوم بمساعدتهما بالفعل أم أنّ أولويتها تنحصر في الوصول إلى عرش والدها؟ وهل من الممكن أن ينضم يورين إلى صف سيرسي في مواجهة كاليسي وأبناء أخيه، خصوصًا أنّه يملك عددًا هائلًا من السفن التي كان من المخطط أن يهديها لدانيريس؟
كينغزلاندينغ
أصبحت سيرسي ملكة على ويستروس بعد انتحار ابنها تومين من جراء صدمته بعد ما فعلته من تفجير المعبد الذي راح ضحيته عدد كبير من شخصيات المسلسل أهمهم زوجته مارجري، وبهذا تكون سيرسي قد فقدت جميع أبنائها الذين كانوا يشكلون المصدر الوحيد للرحمة والحنان في قلبها، مما يعني أنّنا أمام وحش جديد ربما قد يفوق رامزي بولتون إبداعًا في التعذيب والقتل، ومن المتوقع كذلك أن نشاهد انقلاب جيمي عليها وربما محاربتها أيضًا بعد موت ابنه ورؤية الشخصية المرعبة التي آلت إليها سيرسي، والتي أتمنى أن لا تغيب عنا بسرعة في المسلسل؛ لأنّها تعد من بين الشخصيات الأكثر إمتاعًا بالنسبة لي على الأقل.
من المتوقع أيضًا أن نشهد صراع سيرسي مع البنك الحديدي الذي أصبح مدينًا بالكثير لعائلة اللانيستر، كما سنشاهد دورًا أكبر ل”الجبل” الذي من الممكن جدًا أن يحارب أخاه “ذا هاوند” مستقبلًا، كما أنّني لا أرجح حدوث معركة مع ال White Walkers في هذا الموسم، وإن كنت أتمنى مشاهدة ذلك. لكن من المرجح أن يركز هذا الموسم على صراع كاليسي وسيرسي على العرش فقط.
عمومًا، ولحس الحظ. غالبًا ما يفاجِئنا كُتّاب مسلسل Game Of Thrones بتطورات لم نكن لنتخيلها أبدًا. لكن هذا لا يمنع أن نحاول توقع الأحداث الصغرى للموسم، فما هي توقعاتك للموسم السابع من مسلسل صراع العروش؟ شاركنا في التعليقات.
رد مع اقتباس
