حلقة افتتاحية ارتقت لمستوى الأنتظار وكانت أكثر تشويقًا من الحلقات الأولى الأخرى من المواسم السابقة، تشابهت إلى حدٍ ما مع الحلقة العاشرة من الموسم الفائت بإطار درامي ومشّوق، وإن كانت غالبية الأحداث مجرد استكمال لأحداث ربما معروفة لنا إلا أنها كانت حلقة أولى أسطورية ببداية ملحمية ونهاية مُذهِلة للغاية.
أظهرت جميع الشخصيات الرئيسية والمحاور المهمة والبارزة في المسلسل، مع غياب بعض الشخصيات الثانوية مِثل يارا وثيون جريجوي، وإليريا ساند واولينا تايريل. حلقة مشوقة بعض الشيء لكن غلب عليها بعض الأحداث المملة وبعض المماطلة.
هذه الحلقة هي الحلقة الوحيدة التي تُظهِر لنا ويستروس مختلف تمامًا عن سابقتها، وكأن المواسم الستة السابقة كانت مجرد تقديم لما هو أتٍ في عالم ”Game of Thrones“. جون سنو يستعد للدفاع عن الشمال ضد الشتاء الذي لم يعد قادمًا لأنه أصبح هنا وقد اتى معه ملك الليل وجيش الموتى، ودينيرس وصلت أخيرًا إلى موطنها، والعرش الحديدي الأن بيد الملكة المجنونة سيرسي لانستر التي تدرس الاحتمالات المتوفرة للدفاع عما تبقى منها ومن عائلتها (اللانستر).
التوأمين
”إذا تركت ذئبًا واحدًا حيًا فخِرافك لن تكون في مأمن“
الحلقة تفتتح وقبل شارة البداية من منطقة التوأمين، ويا لها من افتتاحية! وربما سيجدني القارئ أبالغ في تقديري لهذا المشهد لكن هذه الحلقة تستحق تقييم 8 ليس للحلقة كلها ولكن لهذا المشهد فقط.
افتتاحية أثلجت صدور متابعي المسلسل بمشهد دموي كانوا ينتظرونه لمدة سنوات، فقد انتظرنا لِسنوات التنفيذ الفعلي لمقولة آل ستارك الجديدة ”The North Remember“، وانتظرنا مواسم عديدة من أجل أن نشاهد انتقام حادثة ”الزفاف الأحمر“ وكنا قد فقدنا الأمل بحدوث ذلك، لكننا نعيش في عالم المفاجآت واللحظات الغير المتوقعة عالم ”صراع العروش“ وعالم جورج آر. آر. مارتن.
تبدأ الحلقة بالقاعة نفسها التي ذُبِح فيها روب ستارك (الذئب اليافع) وأمه كاتلين ستارك وزوجته وطفله الغير مولود. بجلوس أفراد وجنود آل فراي وهم يحتفلون مع العجوز قائد عائلتهم اللورد والدر فراي الذي استدعاهم لوليمة عشاء ومن أجل الاحتفال بالنصر الذي حققه نتيجة قتله آل ستارك، يوزع النبيذ والخمر للحاضرين، ولكن ما أن تمر ثواني معدودة حتى يختنق كلهم واحدًا تلو الأخر بفعل النبيذ المسموم ليتبين بعد ذلك بأن كل ما يجري في هذه القاعة ليس سوى مسرحية دموية بعنوان ”The Red Wedding“ قد اُعيد تكرارها بواسطة أريا ستارك التي تنكرت بوجه والدر فراي لخادعهم والانتقام منهم بطريقة تشابهت إلى حدٍ ما مع الطريقة التي قُتِلت بها أخوها وأمها.
نبقى مع بطلتنا الصغيرة آريا التي ظهرت مرةً أخرى في منطقة ما في ”الريفرن“. وبعد الانتقام والمجزرة الجماعية التي فعلتها بحق عائلة آل فراي، تتجه أنظارها الأن إلى ”كينجز لانديج“ حيث العدو الأكبر لعائلتها وهم عائلة اللانستر السبب الأساسي وراء مقتل عائلتها.
تلتقي بمجوعة صغيرة من جنود اللانستر وهو يخيمون بالقرب من ريفرن، وشهِدت هذه اللقطة الظهور الأول للمغني العالمي إد شيران الذي أنضم إلى طاقم الموسم السابع، وهو يرتدي البدلة الرسمية الخاصة بجنود اللانستر. تجلس آريا معهم وتشاركهم الطعام والشراب، وتسألهم عن ماذا يفعل جنود اللانستر بالقرب من ريفرون؟
ويشرح أحد الجنود بأن أحدهم قام بقتل أفراد آل فراي بمن فيهم والدر فراي ونحن هنا لإبقاء المنطقة في سلام. آريا لا ترتاح لهم ولا سيما بأنهم من جنود اللانستر وإذا عرفوا بأنها آريا ستارك سيقومون بأخذها أسيرة إلى الملكة هذا إذا لم يقتلوها وهي تحاول قِتالهم، تسترق النظر هنا وهناك وتتفقد أسلحتهم في محاولة بائسة لمُهاجمتهِم وقتلهم واحِدًا تلو الأخر لكن كلام بعض الجنود قد أدخل إلى قلبها بعض من المشاعر الحزينة، من شاب صغير يريد الرجوع إلى أهله ووالد يتمنى أن يرى طفله الغير مولود بعد، لتتراجع آريا في قرارة نفسها عن تِلك المحاولة.
هذا ما أعشقه في عالم جورج آر. آر. مارتن الذي قال سابقًا بخصوص الشخصيات الشريرة والجيدة في عالمه الخيالي، ”حتى أكثر الناس شرًا يحبون ويتألمون وبين الحين والأخر تكون لديهم لحظات يمكن أن تتعاطف معهم فيها“.
الأمر الذي اكتشفناه في محور آريا بهذه الحلقة، أنها لم تعد عائدة إلى ونترفيل والشمال بل هي ذاهبة إلى ”كنجز لاندينج“، حينما يسألها أحد الجنود لماذا تسافر فتاة جميلة مِثلك إلى ”كنجز لانينج“ ترد عليه وبكل أريحية ”أنا ذاهبة لِقتل الملكة“ لكن الجميع انفجروا ضاحكين وساخرين من وقولها ولم يصدقها أحد.
الشمال (شمال الجِدار)
”إنهم قادمون إلينا، قادِمون إلينا جميعًا“
مشهد مشوق ومخيف يجعل الادرينالين تتدفق في عروقك بظهور جديد لملك الليل والوايت ووكز وجيش الموتى مع عاصفة ثلجية سوداء تنبئ بأن القادم أعظم، وليس هذا فقط! ظهور ثلاثة عمالقة -وربما أكثر-متحولين للوايت ووكرز بلقطة خاطفة للأنفاس، ليشتد الأمر شيئًا فشيئًا على جون سنو ومن سيكون واقفًا معه في المعركة الكبرى ضد هذا الجيش الضخم والرهيب.
في هذا المِحور يظهر بران أيضًا وبرفقة ميرا لكن المفاجئة أنهم ينتظرون خلف الباب الشمالي للجدار، وفجأةً يُفتح الباب ويجدون إد الصديق المقرب لجون سنو وهو الأن اللورد القائد للحراسة الليلية. يسأل إد ويقول همج أليس كذلك؟ ولكن ميرا تقول بأن هذا براندون ستارك وأنها ميرا ريد، يسارع إد بإدخالهم إلى القلعة السوداء وإلى مكان آمن. نتأكد بأن بران رجع أخيرًا إلى جنوب الجدار بعد رحلة طويلة وشيقة أقدم عليها برفقة هودور وميرا وجوجن ريد من أحل أن يصبح” الغراب ذو ثلاث أعين“. سنشاهد الحلقة القادمة لقاء آخر بين أفراد عائلة آل ستارك بعد لقاء سانسا بجون الموسم السابق.
ونترفيل
ونترفيل من وجهة نظري ستكون من اقوى المحاور في هذا الموسم بدون أدني شك. يبدأ المشهد بإكمال ما انتهت به محور جون سنو في الموسم السادس بهتاف كل من في الغرفة لجون وتتويجه ملك الشمال الجديد والذئب الأبيض“ الذي انتقم لحادثة ”الزفاف الأحمر“. شخصية سانسا في هذه الحلقة مختلفة تمامًا! هل هذه هي نفس الفتاة التي كانت تحلم بفارس وسيم وشجاع؟ وملك ذو شعر أشقر؟ تغيير جذري لشخصية سانسا في هذا الموسم، أرادت مخالفة جون بسبب عفوه عن أبناء عائلة كارستارك وآمبر الذين خانوا عائلته بعد أن اقسموا بالولاء لستارك وونترفيل عندما حاربوا بجانب رامزي بولتون في ”معركة اللقطاء“.
البعض أيضًا من الذين توّجوا جون ملك الشمال خالفوه وأرادوا أن يقوم جون بتسليم قلاع كارستارك وآمبر كجوائز حرب للعائلات التي ساعدت ووقفت الى جانب آل ستارك في معركتهم مع البولتون، وليس هذا فقط فالبعض طلب من جون أن يقوم بإعدام من تبقى من عائلات كارستارك وآمبر نتيجة لخيانتهم، لكن جون يبدو أنه لا يهتم لمشاكل العائلات والشرف والخيانة وما إلى ذلك، كل ما يهمه هو الأشياء التي باتت قريبة من الجِدار والتي تتجه الأن وبِلا أدنى شك إلى الممالك السبعة، ولا يريد أن يضع نفسه في موقف الملك عديم الرحمة بقتل أبناء لم يكن لهم دورٌ في خيانة عائلتهم والذي اتضح فيما بعد أن من تبقى من عائلات كارستارك وآمبر وأكبر أبنائهم هو صبي صغير لا يتجاوز 12 سنة من العمر، والفتاة الصبية الناجية الوحيدة من عائلة كارستاك تبلغ من العمر 15 عامًا.
جون يُخالف نصائح سانسا وكُل من أراد غير ذلك، باستدعاء نيد آمبر وآليس كارستارك لتجديد الولاء لعائلة ستارك في الحرب الكبرى القادمة وإلى الأبد. جون يطلب أيضًا من عائلات الشمال وكل من في الغرفة بالاستعداد لحرب الوايت ووكرز وصنع أكبر عدد من الأسلحة والعتاد وتسليح أكبر عدد من الجنود، ويحذرهم بِما هو أتٍ ومدى خطورة العدو القادم الذي يُهدد جميع من في الممالك السبعة. ويطلب من تورموند بجمع مجموعة من قوم الهمج من أجل حراسة إحدى قلاع الجِدار بقيادة تورموند، التي كانت مهجورة لسنوات طويلة
الشيء الوحيد الذي ازعجني في سانسا هي كلامها التي باتت تخالف اراء جون سنو ”ملك الشمال“ أمام الجميع، الأمر الذي أدى إلى استياء جون منها، لكنه لم يأبى لا لنصائحها ولا لآراء جميع من في الغرفة باعتبار أنه ملك. الشيء الوحيد الذي اعجبني بسانسا في هذه الحلقة هي اللحظة التي قامت بتشجيع جون وقولها أن الجميع يحبونه ويحترمونه، وتنصحه -تُحذره-بأن يكون أذكى من والده ند ستارك وأخيه روب ستارك اللذان فقدا رأسيهما بسبب تهورِهما. وأن يكون متقدمًا بعشر خطوات دائمًا.
تأتي رسالة من كنجز لانيدج وبالتأكيد نعرف من هي صاحبة الرسالة، وهي سيرسي لانستر التي تطلب من جون سنو أن يأتي إلى كنجز لانديج والقسم بالولاء للعرش الحديدي الذي بات ليس عرشًا للممالك السبعة وإنما مملكتين أو ثلاث. سانسا لا زالت وكأنها لا تهتم بالوايت ووكرز كاهتمام جون، التي تحذره أن يقوم بالاستعداد بسبب رسالة سيرسي لأنها تعرف من هي سيرسي، لكن جون لا يهتم ولو بحجم بعوضة لجنود سيرسي واللانستر الذين يبعدون عن ونترفيل الاف الأميال.
لورد بيليش لا يزال مُتمسِكًا بمطلبه إتجاه سانسا، عبر أسئلة مخادعة ومحتالة من أخطر رجل في ويسترس لكن الأخيرة لم تعطي أي مجال له. ما الذي سيفعله ليتل فينكجر في هذا الموسم؟ الذي بات الخاسر الأكبر بعد” معركة اللقطاء“.
كنجنز لاندينج
يبدوا أن الأمور على ما يرام بين سيرسي وجيمي بعد كل ما حصل في الموسم السابق. الأحداث تجري بسرعة وجميع أخبار ويستروس تصل إلى الملكة سيرسي بقدوم دينيرس تارجريان ومعها جيشها الضخم إلى دراغون ستون، وتلوم جيمي بسبب مساعدته لتيريون بالفرار من السجن، وتقول بأن أخانا الصغير المحبوب بات أكبر تهديد لنا كساعد الملكة، الأخ الذي لطالما كانت شوكة بخاصرة سريسي، وتذكرهُ بأنه قتل والدهم تايون لانستر وهو المسؤول عن قتل ابنهم الأكبر جوفري، والأن ينصح عدونا الأكبر ويهدد حياتنا.
لم أكن اعتقد بأن جيمي سيُظهِر كل هذا البرود إتجاه ما حصل في كنجنز لانديج أثناء غيابه عن المدينة، ولا سيما النظرات التي تبادله الأخير مع سيرسي في غرفة العرش أثناء تتويج سيرسي كملكة الأندالس في الحلقة العاشرة من الموسم السادس. سيرسي تبدو أنها تخطو خطواتها بشكل تابث ولا تهتم أمام تهديد أعدائها الذين أصبحوا أكثر بكثير عن سابقتها، وتمشي فوق أكبر خريطة لويستروس تظهر لأول مرة في المسلسل، وتحاول جاهدةً أن تدرس الأحتمالات المتوفرة ضد هذا التهديد القادم، لكن جيمي يحذرها ويذكرها بأننا وإن كُنا من عائلة اللانستر -أحد أقوى عائلات ويستروس- وإن كانوا يملكون أقوى جيش فأنهم لا يملكون أي حلفاء ولا أي فرصة للفوز في الحرب القادمة.
جيمي يتكلم أخيرًا عم حصل لأبنهم الوحيد تومن الذي أنتحر بسبب مقتل زوجته وتفجير معبد بيلور، وبالطبع يلوم سيرسي على موت أخر أبنائهم، لكن سيرسي هي الأخرى تكلمت أخيرًا وتقول ”ولدي خانني“، لنتأكد شيئًا فشيئًا بأن سيرسي كانت على عِلمٍ (ولو قليلاً) بأن تومن كان سيقتل نفسه من هول ما حدث لِتكون هي الملكة على العرش الحديدي وتُصبِح هي المسيطرة والمُتحكِمة.
نعود إلى احتمالات سيرسي عندما يسألها جيمي عن الحلفاء، تُخبره سيرسي عن حليف قد يساعدهم في حربهم هذه. نُشاهد قدوم أسطول ضخم مكون من ألف سفينة بقيادة يورن جريجوي إلى ميناء كنجنز لانديج وذلك باستدعاء من الملكة من أجل عرض يورن الذي يريد أن يتزوج أجمل امرأة في العالم وهي بالتأكيد سيرسي، والمقابل ولاء يورن للعرش الحديدي والملكة سيرسي، ويكون اسطوله الضخم تحت إمرتها.
السيناريو الذي لجئ إليه صُناع المسلسل كان ذكيًا بعض الشيء باتحاد جريجوي مع اللانستر الذين لن يصمدوا لمعركة واحدة أمام دينيرس وجيشها وتنانينها الثلاثة من دون حليف قوي الأمر الذي سيُسهل استيلاء دينيرس على العرش الحديدي وبالتالي لن يكون هناك مشاهد لمعركة شرسة وضارية. والأهم من هذا كله أن الأشياء السهلة والبسيطة لا تحصل في عالم ”Game of Thrones“ وخاصةً إذا كانت الشخصية محبوبة عِند المُتابعين.
محور ”كنجز لاندينج“ الجزء الثاني أعتبره في هذه الحلقة من المحاور الضعيفة التي فقدت التشويق وتحديدًا بلقاء يورن وسيرسي في غرفة العرش، ولا ألوم صُناع المسلسل على ذلك؛ فالحلقات الأولى دائمًا ما تكون مجرد تقديم للشخصيات لاقطًة الخيط مما انتهى به الموسم السابق.
يورن جريجوي يعتبر بمثابة تحطم أمال قُراء الكتب مقارنةً بشخصيته في المسلسل وشخصيته في الرواية، فمنذ ظهوره في المسلسل تكون المحاور التي يظهر فيها هي الأضعف في الحلقة، وبالطبع الظهور الأول ليورن في الحلقة الأولى اعتبرته الأضعف (حتى هذه اللحظة)، ظهر بشخصية لا يكترث بما حصل مع جنود الجريجوي عِند تمردهم ضد العرش الحديدي، ولا يهتم بمقتل أبناء الجريجوي (أقاربه) وعلى يد جيمي الذي نفاجئ ببرودة شخصيته السادية والمختلة الذي يحاول جاهدًا أن يخطوا خُطى رامزي، وهذا ما صرح به الممثل يوهان فيليب أسبايك (الممثل الذي يجسد شخصية يورن جريجوي) عندما قال ”شخصيتي ستكون أقسى من شخصية رامزي بولتون، وسيظهر رامزي كالطفل الوديع مقارنةً بما سأفعله الموسم السابع“، شخصيًا لا أعتقد بأن هناك شخصية سواءً كانت تلفزيونية أم سينمائية ستتخطى قسوة، وحقد وجنون رامزي بولتون. لكن ما علينا سوى الانتظار لنكتشف ذلك.
بالعودة إلى عرض يورن جريجوي بالزواج من سيرسي وبالمقابل القسم بالولاء لها، والذي يعرف بأن سيرسي تضع كامل اهتمامها إلى اسطوله ولا تهتم بشأن” الجزر الحديدية“التي لا ترى فيها سِوى صخور وطيور مقرفة والأشخاص القبيحين. سيرسي ترفض العرض (يا لذكائها) لأنها لا تثق به كونه قتل أخيه بسبب بِضعة صخور وأشخاص قبيحين كما يقول هو، وتذكره بأنه خان العديد من العهود وقتلهِ أقرب الناس إليه في أقرب فرصة سنحت له. يورن لا يستسلم ويقول لسيرسي بأنه لن يعود إلى ”كينجز لاندينج“ سيجلب لها هدية من شأنها أن تكسب قلبها ويصل إلى مطلبه بالزواج منها.
يا ترى ما هذه الهدية التي وعد بها سيرسي بأن لا يعود إلى كنجنز لانديج إلا والهدية معه؟ هناك قصص كثيرة بأن يورن يمتلك” البوق السحري“الذي وجده أثناء ترحاله في البحار 14 ومدن وممالك إيسوس ومن بينها أنقاض فاليريا و ”والبحر الداكن“،.”البوق السحري“ صنعه الفاليريون وذلك من أجل السيطرة على التنانين في ذلك الوقت وكما كان معروفًا الفاليريون عُرِفوا بسحرهم الذي قادهم إلى المجد وإلى بِناء أعظم إمبراطورية في العالم. هل سيقوم يورن بجلب ذلك البوق كهدية إلى سيرسي التي -وبلا شك-ستسخدمه ضد تنانين دينيرس؟ أم سيكون حليفًا جديدًا؟ أم سيكون رأس أحد أعداء سيرسي؟
ريفرن
في مكان ما في ريفرن أو منطقة قريبة للشمال، نُشاهد تساقط الثلوج بكثرة لنتأكد بأن الشتاء ليس فقط في ونترفيل بعد الأن! بل في جميع أرجاء ويستروس! يظهر ساندور كليغاين (ذا هاوند) وبرفقة الأخوة بدون راية بيريك داندوريان وثوروس اوف مير، ممتطيين أحصنتهم داخل عاصفة ثلجية وكأنهم متجهين إلى الشمال وإلى ونترفيل حيث أقترب الليل الطويل، ولأن ثوروس وبيريك على يقين تام بأن ملك الليل قادم والليلة الطويلة قادمة بقدوم الشِتاء.
يخيمون في بيت مألوف لساندور كليغاين، الذي نزل كضيف سابقًا أثناء رفقته مع أريا. يدخلون إلى داخل ذلك البيت المهجور البارد الذي يكاد أن يسقط بفعل العاصفة، وينصدم كليغاين بمشهد قاسي تقشعر عنه الأبدان بجثة والد ميت وبين أذرعه طفله الصغير الميت هو الأخر.
تبدأ محادثة أحببتها أكثر من محادثة يورن مع سيرسي. ذا هاوند ما زال غير مقتنع بما يحصل مع بيريك الذي أعاده إله النور إلى الحياة بعد الموت ست مرات، الأمر الذي يضع ذا هاوند في تساؤل وهذا ما لا يعرفه بيريك أيضًا الذي يبدوا جاهلاً عما يحصل معه ولماذا يعود كل مرة من الموت؟
عدم معرفة الجواب ومدى قبح هذه الاله يُغضِب كليغاين ويجعله يشتم إله النور. الأمر المثير والمشوق في محور كليغاين وضع الجميع في تساؤل عما شاهده كليغاين أو بالأحرى تنبأ به عندما جعله ثوروس يمعن بالنظر إلى ألسنة اللهب الذي أشعله في الموقد. حيث قال بأنه يشاهد جِدار! جِدارٌ من جليد! وسطه قلعة سوداء! وما إن قال هذه العبارات وإذا بشرارة نار انفجرت من الموقد. لقطة لم تتجاوز الدقيقة ولكن أعتقد الكثير قد حدث في هذه اللقطة، وستكون هناك لعديد من النظريات الذي سنشاهدها على طول هذا الأسبوع حتى موعد الحلقة القادمة عن نبؤه كليغاين المثير للجدل، هل هذه الشرارة توحي بأن وقت سقوط الجِدار قد حان؟
أولد تاون (ذا ريش)
نعود إلى سام المسكين وهو يعمل في أرجاء أحد أعظم وأكبر مكتبات العالم ”السيتادل“، يحمل الكُتب الثقيلة ويضعها على رفوف المكتبة، ينضف أوعية المرضى، يعمل على إطعام المرضى المصابين بمرض ”الغراي سكل“، هذه الأشياء لم يأتي من أجلها سام على الإطلاق، كل ما يريده أن يصبح ميستر ”القلعة السوداء“ ومساعد جون سنو في حربه القادم عبر قرأه التاريخ والتعرف أكثر وأكثر لملك الليل والليلة الطويلة، لكن في المقابل كل ما يحصل عليه أشغال يستطيع أي أحد أن يقوم بها بينما يدرس هو ويقرأ ويتعلم من أجل المهمة التي جاء من أجلها.
نُشاهد في محور سام أول ظهور للممثل الأنكليزي الكبير جيم برودبنت وهو بدور مايستر إيبروس، يقوم بتشريح جثة ضخمة مع سام. سام لا يزال يحاول جاهدًا أن يفعل عملاً ذو أهمية له ولجون ولكن لا أحد يهتم بما يقول.
يطلب سام من المايستر إيبروس في أن يفكر في اقتراحه الذي يبدوا أن المايستر العجوز قد نسيه، يذكره سام متوسلاً أن يُدخله إلى المنطقة المحظورة من المكتبة المخصصة للمايسترات فقط، وللأسف سام لم يُصبح مايسترًا بعد وسيتطلب الأمر سنوات عديدة ربما لكن سام وجون لا يملكون هذه المدة الطويلة.
سام يحاول جاهدًا على ألا يفقد ثقة واحترام المايستر إييروس الذي يبدوا أنهما في علاقة ودية، ويقول بأنه قد رأى الموتى السائرون (الوايت ووكرز) والموتى الأحياء (جيش ملك الليل) على أمل أن يوافق على اصطحابه إلى داخل المكتبة المحظورة من أجل تفقد الكتب التي لم يُشاهدها ولم يقرأ عنها حرفًا واحدًا.
ويخبره سام بأنه قد تم أرساله إلى ”السيتادل“ من أجل التعلم على كيفية هزيمتهم، ويخبر المايستر بأن كل من في المكتبة والمدينة لا يصدقونه ويشككون بأنه لا وجود للوايت ووكرز من الأساس، لكن المايستر يبدوا أنه الوحيد في ”السيتادل“ الذي يصدق سام بِما راه، ويُطمئِنُ سام بأن الليل الطويل ليس مجرد نسج من خيال بل هي حقيقة وأن كل ما تريد معرفته موجود في المنطقة المحظورة. لكن هل وصل سام لإقناع المايستر إيبروس لاصطحابه إلى المنطقة المحظورة؟ بالتأكيد لا، الأشياء السهلة لا تحصل في ”Game of Thrones“ يا صديقي.
الأمر المشوق الأخر الذي أعطى نكهة مذهلة لمحور من شأنه أن يجعلنا ننتظر بشغف محور سام تارلي، هو الاكتشاف الذي وجده في إحدى كُتب المنطقة المحظورة بعد أن ضاق ذرعًا من المايسترات الذين لم يكترثون لما يقوله، فقام بنفسه بسرقة المفتاح وإخراج بعض الكُتب التي يحتاجها.
حينما أكتشف في إحدى صفحات الكتب الذي يتحدث عن الليل الطويل وملك الليل جبلاً ضخمًا من ”الدراغون جلاس“ الذي يعتبر السلاح الفتاك والقاتل الثاني بعد الفولاذ الفاليري لقتل الوايت ووكرز، وهذا الجبل موجود في ”دراغون ستون“ حيث معقل آل تارغريان.
يبدأ سام بإرسال رسالة إلى جون ليُخبره عن أمر هذا الجبل الذي من شأنه أن يُسلح جيشًا كاملاً بسلاح” الدراغون جلاس“ في حرب الوايت ووكرز. نتأكد من إرسال سام هذه الرسالة إلى جون بأن اللقاء العظيم بين أكثر شخصيتين رئيسيتين ومحبوبتين في مسلسل ”Game of Thrones“ قد اقتربت لا محالة. دينيرس ”أم التنانين“ وجون ”الذئب الأبيض“.
كُنت على يقين تام على لِقاء بسيط بين جورا وسام في ”أولد تاون“ منذ أن أمرت دينيرس من جورا أن يُعالج نفسه ويبحث عن العلاج ويكون جاهزًا وعلى أتم استعداد وبجانبها عندما تقوم باسترجاع العرش الحديدي، وتوقع الجميع بأن جورا سيسافر إلى ”أولد تاون“ حيث ”السيتادل“ الذي سيعطيه أملاً بسيطًا للعلاج من هذا المرض المُميت.
اللقاء حدث سريعًا بين شخصين لا أحد يعرف الأخر ويبدأ بخروج يد جورا المُغطى تمامًا بهذا المرض ويسأل سام عن ملكة التنانين، وهل وصلت أم لا؟ هل سيعود جورا إلى جانب دينيرس؟ أم سنشهد نهاية شخصية استطاعت النجاة لمدة ست مواسم كاملة في عالم ”Game of Thrones“؟
دراغون ستون
النهاية المُذهلة التي انتهت به الحلقة الأولى جعلتها واحدة من أفضل افتتاحيات مسلسل ”Game of Thrones“. هذه اللقطة واللحظات التي خطت بها دينيرس تارغريان أولى خطواتها في ويستروس أنتظرها عشاق السلسلة لمُدة سنوات طويلة بل وأكثر من انتظار دينيرس التي نُفيت منها وهي كانت رضيعة ومولودة حديثًا، وعاشت في المنفى متنقلةً هي وأخوها فسيريس من مدينة إلى أخرى.
المقطع كله كان صامتًا ولكن الموسيقى والتصوير والمؤثرات البصرية وإظهار قلعة ”دراغون ستون“ بشكل رائع وخيالي جعلتها من أروع اللحظات التي عاشها عشاق السلسلة.
تفتح أبواب القلعة أمام دينيرس التي بناها أسلافها قبل عصر ”إيجون الفاتح“ وها هي الأن تعود إليها بعد أكثر من 25 سنة وتلامس بقدميها أرض أجدادها، وتنانينها الرهيبة الجامحة تحلق فوقها بعد 300 سنة. وجملة ”Shall We Begin?“ الأخيرة لدينيرس ستجعل هذا الأسبوع بمثابة سنة ونحن ننتظر الأحداث المشوقة التي ستؤول عليها الحلقة القادمة.
شاهدنا في محور دينيرس كلً من تيريون وفاريس وميساندي وغراي وورم ولكن كان هناك غياب لشخصيات أخرى مثل يارا وثيون جريجوي اللذان كانا برفقتها في نهاية الحلقة العاشرة من الموسم السادس.
حلقة ”Dragonstone“ كانت من إخراج مخرج الأفلام الكندي جيريمي بوديسوا الذي أخرج أربع حلقات أخرى من المواسم السابقة منها الحلقة الأولى من الموسم السادس بعنوان ”The Red Woman“، وستكون الحلقة السابعة والأخيرة من هذا الموسم الغير معنون إلى الأن من إخراجه أيضًا. كُتاب الحلقة كانوا ديفيد بينيوف ودي. بي. وايس.