نحن الكومبارس في مسرحية المنتصر والمهزوم،
الشهود الذين لا يسمع أحد شهادتهم .
البشر العاديون،
الذين يتحركون في الأمكنة غير المضاءة من مسرح الوجود.. لسنا فقراء مسحوقين، لكي نكون مادة جيدة في رواية البؤساء.
ولسنا أثرياء ،أقوياء وفاتحين ومبشرين ، كي تخصص لنا صفحات طويلة في قصة الحضارة..
نعيش حياتنا على الهامش بكل تلقائيتنا وعفويتنا، نحب ونكره، نحزن، نبكي، ونفرح دون ضجيج يذكر ..
عندما يضاء المسرح من حولنا نهرب إلى الظل ..!
لا نحب الأضواء، ونمشي دائماً إلى جانب جدار التاريخ..
لا نصنع الأحداث، مهمتنا ان نجعلها جيدة، ونبقيها متوازنة،لذلك يسموننا (الطبقة الوسطى) ثم عندما يكتبون التاريخ والأدب يتجاهلوننا..
فنصمت عندما يتحدث الآخرون ...
لأننا لا نجيد الحديث ، وظيفتنا هي أن نعمل وننجز بهدوء..
يصادف أن تظهر لنا صورة هنا واُخرى هناك..
ثم نجد بعدها ألف سائل يسأل : وين شايفيهم..!
وجههم كلش مألوف ..؟
نحن مألوفون لأننا نشبه هذه البلاد ، نشبه بغداد ..
نشبه الصور القديمة بالأسود والأبيض ..
نشبه مياه دجلة وغرائب الفرات
تتغير الأحوال على شواطئنا لكننا نجري ونجري بغير ندم ..
اعجبني...لشهد الراوي