إحدى المغالطات المنطقية التي يقع بها بعض الأصدقاء الملحدين هي اعتبار وجود الشقاء و الألم و العجز في العالم دليل على عدم وجود الخالق. كثيراً ما أرى صور فيها طفل جائع من القارة الأفريقية و مكتوب بالقرب من الصورة “أين هو الله من هولاء؟” أو عبارات من هذا القبيل.
محور معرفة من أين جاء الكون و كيف بدأ هي اسئلة معرفية متعلقة بفيزياء الكون و تاريخه و قصة تطوره. و اعتبار وجود الظلم كدليل على عدم وجود الله هو اعتبار مبني على مغالطة تسمى The Is/Ought Fallacy و هو اعتبار خاطئ معرفياً.
تخيل معي الحياة على الكرة الأرضية اليوم خالية من الظلم و الفقر و العناء و الألم. أليس هذا جميل؟ حسناً، كيف يفسر لنا هذا الوضع المثالي الخالي من المعاناة من أين جاء الكون؟ لا يوجد أي علاقة بين البحث عن أصول الكون مع وجود عناء و شقاء في بقاع الكرة الأرضية. لماذا وجود أطفال فقراء في افريقيا يعتبر دليل على أن الله لم يخلق الكون ب ٦ أيام و أن عيسى لم يمشي على الماء و أن نوح لم يضع حوالي ٨ مليون نوع من الكائنات الحية على قارب خشبي لكي ينقذ الحياة.
عدم القبول بفرضية الألهة الشخصية لايجب أن تكون مبنية على أساس غياب العدل و المساواة و إنما يجب أن تكون مبنية على عدم وجود دلائل تثبت الفرضية..
ماذا لو قلت لك أني أؤمن بالاله غير عادل لا يهمه تذليل المعاناة عن البشر؟
الحياة مليئة بظلم و ألم و المأسي و فقط لأننا نعتقد أنها يجب أن لاتكون كذلك لا يعني أنها ليست كذلك.
————-
تنويه: أنا لا أنتقد استخدام الظلم و المعاناة كوسيلة للمحاججة ضد فكرة الإله العادل و إنما أنتقد من يلحد بناء على هذا المنطق.