الأحلام عالم غامض لم يتمكن العلماء من كشف كل ألغازه بعد، ولكنه أيضاً من تلك الأمور الجميلة والتي تجعلنا نلمس روعة العقل البشري.
الأحلام هي جزء من اللاوعي وهي تعكس بشكل أو بآخر ما نختبره خلال يومنا، أو تعبر عن مخاوفنا ورغباتنا أو أفكارنا.
الأحلام جميلة كانت أم مخيفة تحدث من دون أن نملك سيطرة عليها، الأمر يكون أشبه بمشاهدة نفسك وأنت تختبر هذا الأمر أو ذاك. ولكن هناك إمكانية بتوجيه عقلك كي يحلم بشيء محدد من خلال الوصول الى مرحلة تمكنك من معرفة أن ما يحدث الآن هو حلم.
وحين تصل الى هذه المرحلة يمكنك عادة التحكم بعناصر الحلم وبمساره وبطبيعته.
فكيف يمكنك تحقيق ذلك ؟
تذكير بصري ملموس
كي تحلم بشخص معين أو بحدث ما يهمك، عليك أن توفر لعقلك تذكيراً بصرياً ملموساً يمكنه من التركيز عليه قبل النوم. لذلك قم بكتابة ما تريد أن تحلم به، أو قم بالنظر إلى صورة هذا الشخص.
حين تفكر بما تريد أن تحلم حول هذا الأمر أو ذاك لا تفكر بأمور غير مألوفة، بل توقع الحلم بأمور كما تراها في حياتك اليومية. في دراسة أجريت على الأحلام تبين مثلاً بأن الذين يمضون الكثير من الوقت وهم يمارسون ألعاب الفيديو كانت أحلامهم تشبه هذه الألعاب. أي الشخص الذي تريد أن تحلم به أو المشكلة التي تريد أن تفكر بحل لها خلال نومك عليك أن تملك معرفة ودراية كافية حولها وذلك من خلال التركيز عليها ومعرفتها بشكل تفصيلي خلال ساعات اليقظة.
التركيز وبشدة على ما تريد أن تحلم به
بعد حصولك على التذكير الملموس وأمضيت الوقت وهو يرافقك خلال ساعات اليقظة حان الوقت للذهاب إلى الفراش. عليك في الواقع الذهاب إلى الفراش بوقت مبكر كي تتمكن من التركيز على ما تحلم به والحصول على قسط وافر من النوم. عندما تذهب إلى فراشك كل تركيزك يجب أن ينصب على ما تريد أن تحلم به، وهذا فقط يجب أن يشغل بالك وليس أي من الأمور الأخرى.
قلها بصوت مسموع
بعد التذكير البصري الملموس والتركيز عليك أن تردد وبصوت مسموع ما تريد أن تحلم به. كل هذه الأمور هدفها واحد وهي ترسيخ الفكرة في العقل. يمكنك قول أي جملة تشاء شرط أن تتمحور حول ما تريده. يمكنك أن تقول «أريد حين أنام أن أحلم بالشخص الفلاني» أو«الليلة حين أحلم، أريد أن أدرك بأنني أحلم ». الخبراء يطلقون على هذه الجملة تسمية «البيان اللفظي» وهي جزء يعزز ويكمل التذكير البصري.
هل أحلم ؟
السؤال هذا هام جداً، وعليك طرحه على نفسك خلال ساعات اليقظة وبشكل متكرر. فحين تترسخ الفكرة في عقلك ستتمكن من طرح السؤال نفسه حين تكون في عالم الأحلام. وفق علماء النفس التشكيك بالواقع سيستمر بالدوران في عقلك وبشكل دائم حتى تردد السؤال نفسه في التوقيت المثالي ألا وهو حين تكون داخل حلمك.
الصبر والتكرار
لا تتوقع أن تتم الأمور بين ليلة وضحاها، فالأمر يتطلب الصبر لأنك في نهاية المطاف تدرب عقلك، وتحاول أن تفرض الوعي على اللاوعي. لذلك كرر ما قمنا بذكره يومياً حتى تصل للمرحلة التي تمكنك من التحكم بأحلامك. وحين تصل لتلك المرحلة لا تكبح جماح مخيلتك بل دع الأمور تسير بشكل تلقائي وستجد نفسك تحلم بما تريد أن تحلم به.
كيفية حل المشاكل خلال النوم ؟
فئتان من الأحداث يمكن حلها خلال النوم والتي إما تكون بصرية، لأن إدراك الصور في الأحلام جلي أكثر، والنوع الثاني عندما يكون التمسك بما يحصل فعلياً لا يجدي نفعاً. إن أردت أن تحلم بحل مشكلة ما في الحلم عليك أن تفكر بالمشكلة قبل النوم أو النظر الى صورة ما كما سبق وذكرنا. وفي الواقع الأمثلة على هذه الجزئية عديدة جداً فعدد كبير من العلماء تمكنوا من حل مشاكل أساسية خلال نومهم، وهذه الأحلام أدت الى ابتكارات واختراعات من دونها لحرمنا من عدة أشياء أساسية في عصرنا هذا.
كيف تحلم بشخص معين على نحو معين ؟
إن كنت تريد أن تحلم بشخص توفي قبل فترة مثلاً وتريد الحلم أن يكون جميلاً عليك أن تقوم بالأمور نفسها التي تحدثنا عنها، البيان اللفظي عن الشيء الذي تريد أن تحلم به، التذكير البصري الملموس على شكل صورة. ثم عليك تصور الهيئة والمكان والبيئة العامة التي تريد التواجد فيها مع هذا الشخص ثم حدد المسار. كل هذه الأمور هي من المخفزات العقلية التي تجعل حلمك يسير بالاتجاه الذي تريده .
آلية الاستيقاظ
الطريقة التي تنهض بها من الفراش صباحاً لها أهميتها البالغة. لا تقفز من الفراش فور استيقاظك لأن ذلك سيفقدك نصف محتوى الحلم والنصف الآخر سيكون مبهماً. عليك أن تجلس في السرير بهدوء بالغ ولا تقم بأي شيء آخر. في حال لم تتمكن من تذكر الحلم في الحال انتظر قليلاً فقد تختبر مشاعر معينة تعيد تذكيرك بالحلم. وحتى يمكنك أن تتذكر الحلم على تدفقات لاحقة خلال ساعات النهار.