بدأت المركبة Juno التي أطلقتها ناسا في 2011 ووصلت منذ عام إلى مدار حول المشترى بالاقتراب من عاصفة عملاقة، لا تزال تهب عاتية فيه بدوّامات إعصارية سرعتها 800 كيلومتر بالساعة، وبلا توقف منذ أكثر من 350 سنة، وذلك بحسب موقع ناسا. العاصفة التي ستتعرف مركبة Juno إلى أسرارها، وتصورها عن قرب لأول مرة بالتاريخ، وتتفحصها من مسافة كالتي بين جدة ونيويورك، أي 10 آلاف كيلومتر تقريباً، تبدو كعين حمراء بصور للمشترى الدائر حوله أسطول من 67 قمراً، الأرقام عنها مذهلة، فعرضها الأقصى 16 ألفاً وطولها البيضاوي 40 ألف كيلومتر، وهي أكبر مرتين من الأرض البعيدة عنها مسافة أقلها 630 مليون كيلومتر. إلا أن «جونو» التي كلفت مليار دولار قطعت مليارين و740 مليوناً من الكيلومترات لتصل بعد 5 سنوات إلى المشترى البالغ قطره 142 ألف كيلومتر، تجعله ضخماً إلى درجة يمكنه معها استيعاب 1320 كرة أرضية، وفق الوارد عنه في موقع «ناسا» نفسها.
ستظل Juno البالغ حجمها كملعب لكرة السلة تدرس العاصفة وتتفحصها حتى انتهاء مهمتها العام المقبل، ويرغب علماء NASA معرفة كيف تكونت وما الذي يجعلها تستمر بلا توقف، ومدى قوتها وامتدادها داخل مجاله الجوي الأكبر أيضاً في المجموعة الشمسية، فارتفاعه 5000 كيلومتر، وهو بدوره عملاق مقارنة بنظيره الجوي الأرضي، والبالغ أقصاه 100 كيلومتر فقط.
العاصفة التي تدور بعكس عقارب الساعة، مرتفعة 8 كيلومترات عن غيوم عملاقة المقاييس تحيط بها وترافقها دائماً في رحلتها التي تتم فيها دورة بجو الكوكب كل 6 أيام أرضية، كما ورد عنها في تقارير ناسا، وأحدها يذكر أن سبب لونها القرميدي غير معروف للآن، ومن المنتظر أن تكشف عنه «جونو» التي ستبدأ يوم الجمعة المقبل بالتقاط مئات الصور والحصول على بيانات جديدة تبثها إلى الأرض.